ايناس كريمة-لبنان24
من خارج الجو العام برزت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي تهدف الى حلّ الأزمة الحكومية، لكن على ما يبدو فإنّ بنودها لم تتّضح حتى هذه اللحظة، إذ أنّ برّي الحريص على إنجاح مبادرته عموما عمد الى عدم تسريب أي من تفاصيلها قبل حصوله على أجواء إيجابية من مختلف الأطراف المعنيّة ليذهب بمساعيه حتى النهاية.
لكن، ما الذي طرأ وأدّى الى فشل هذه المبادرة أو الإيحاء بفشلها، حيث ان الرئيس المكلّف سعد الحريري غادر أمس الى الإمارات العربية المتحدة الأمر الذي أثار امتعاضاً في “بعبدا” وأدّى الى نشر أجواء سلبية من داخل القصر.
وفق مصادر سياسية مطّلعة، ان العقدة علقت عند رئاسة الجمهورية، إذ أوحت التسريبات التي خرجت من “بعبدا” في الساعات الماضية بأنها لم تتلقّ أي اتصال ولا علم لديها بأي مبادرة، ما يشير الى أن “العهد” أراد إيصال رسالة واضحة الى برّي مفادها انه ممتنع عن التجاوب مع أي مسعىً في الشأن الحكومي، ويدلّ أيضاً، سواء صحّت المعلومات حول ما أُشيع عن عدم مفاتحة الأخير لرئيس الجمهورية ميشال عون بأي مبادرة أم لم تصحّ، على أن ذلك لن يقدّم أو يؤخر شيئاً إذ ان الرسالة العونية كانت جليّة؛ لا تنازلات ولا تخلّي عن “الثلث الضامن”!
ولفتت المصادر الى أن احد أهم البنود التي لم يُكشف عنها وكانت على قائمة مبادرة برّي الطلب من التيار الوطني الحر و”العهد” التخلّي عن الثلث المعطّل مقابل تنازلات اخرى متواضعة من الحريري. واعتبرت المصادر ان برّي تقصّد توقيت مبادرته بالتزامن مع الحركة الديبلوماسية والاجواء المطمئنة التي لاحت بالأفق في الايام الماضية وأوحت بأن ثمة “قبّة باط” عربية واميركية قد تسهّل ولادة الحكومة في لبنان، الامر الذي ترافق أيضا مع رسائل إيجابية وجّهها “حزب الله” بلسان أمينه العام السيد حسن نصر الله الى برّي والتي ألمحت بالرغبة في الدفع باتجاه إنجاح مبادرته بعد الاشتباك غير المباشر الذي تظهّر في الخطاب الأخير.
في الخلاصة، يبدو أن مبادرة برّي قد فشلت او ربما أُجّلت بسبب الشرخ الكبير الحاصل بين رئاستي الجمهورية والحكومة، وبالتالي فإنه حتماً لا حكومة على المدى المنظور.