بدت المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري وناقشها مع الرئيس سعد الحريري عندما زاره من يومين، قادرة على إحداث خرق في جدار الأزمة الحكومة المتصاعدة. ولذلك، تعكف عين التينة على تدوير زوايا مبادرتها لتتناسب مع شروط كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف. الأخير، بعد تسريب تشكيلته، والهجوم الذي تعرضت له، تحديداً لناحية تولّي أكثر من وزير مسؤولية حقيبتين، لم يعد قادراً على التمسّك بحكومة الـ١٨ وزيراً أو الدفاع عنها. فقد ترسّخت فكرة أن حكومة كهذه لا تتناسب مع معيار الاختصاص. ولذلك، بدا الرئيس المكلّف منفتحاً للمرة الأولى على زيادة العدد، لكن مع إصراره على أمرين: عدم حصول أي فريق على الثلث المعطل والالتزام بمعيار الاختصاص.
وفيما دخل حزب الله على الخط، في مسعى لإنجاح مبادرة بري، حتى مساء أمس لم يكن أحد قد استطلع رأي الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، في مسألة تخلّيهما عن الثلث المعطّل. فقد أكدت دوائر القصر الجمهوري أنه لم يتم التواصل معها بشأن أي مبادرة جديدة، كما أن الرئيس المكلّف لم يطلب موعداً مع رئيس الجمهورية.
وفيما يتوقع أن يتواصل حزب الله مع عون وباسيل، أبدى عاملون على خط المبادرة تفاؤلهم بتأليف الحكومة في حال تم تخطّي عقبتي الثلث الضامن، بعدما تنازل الحريري عن حكومة الـ١٨ وزيراً، مؤكدين أن مسألة توزيع الحقائب لن تكون عقبة.
وكتبت ” نداء الوطن”: لاحظت أوساط سياسية أنّ تأكيد نصرالله الحاسم على وجوب إجراء “معالجة سريعة” للأزمة القائمة وأنّ “طريق الحل يمر بتشكيل الحكومة”، إنما يختزن منعطفاً مفصلياً يمكن الركون إليه في سياق توقع “حدوث انفراج قريب في ملف التأليف”، ورأت أنّ نصرالله من خلال نبرته الحكومية أمس “بدأ يميل إلى ترجيح كفة عين التينة في الميزان الحكومي، مقابل تضييق هامش التعطيل أمام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل توصلاً إلى إنهاء حالة التمرد التي يقودها في قصر بعبدا ضد ولادة التشكيلة الوزارية”.
غير أنّ مصادر متابعة للجهود المبذولة على خط تأليف الحكومة، لم تخف توجسها من أن يعمد باسيل إلى إحباط هذه الجهود التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري في سبيل إنضاج صيغة الحل الوزاري بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ولذلك بدا بري متريثاً في زيارة قصر بعبدا بانتظار تلقيه “ضمانات رئاسية” تؤكد المضي قدماً في الصيغة التسووية، و”لمّا يصير الفول بالمكيول” عندها يبادر فوراً إلى زيارة عون.
وعلى هذا الأساس، نقلت المصادر أنّ الساعات الأخيرة شهدت “حراكاً نوعياً ومكثفاً من أجل التقاط الفرصة المؤاتية لتأليف الحكومة، بعدما اكتملت دائرة الضغوط العربية والاقليمية والدولية في هذا الاتجاه”، موضحةً أنّ القاعدة المركزية لبلورة معالم هذه الفرصة تنطلق من “تخلي رئيس الجمهورية عن شرط الثلث المعطل مقابل قبول الرئيس المكلف بتوسيع التشكيلة الوزارية”، معتبرةً أنّ “باكورة المؤشرات والتباشير الايجابية بقبول الطرفين السير في هذا الاتجاه، ستتمثل في زيارة بري القصر الجمهوري ما يعني عملياً أنه ضمن بشكل نهائي موافقة الحريري على تشكيلة من 24 وزيراً وفق صيغة (8+8+8)، لينتقل شخصياً إلى بعبدا لحسم الموضوع مع رئيس الجمهورية”.
وكتبت ” الديار”:ووفقاً لمصدر مطلع، فان الاجواء التي رصدت امس بقيت ضبابية بانتظار استكمال الاتصالات والبحث بالتفاصيل، خصوصا ان بعبدا وبيت الوسط لم توصيان بحصول تقدم ملموس.
ويجري الرئيس بري اتصالات ومشاورات بعيدة عن الاضواء الى جانب اللقاءات العلنية التي عقدها ويعقدها مدعوما من حزب الله وبموازاة تنسيق وتعاون مع جنبلاط وبكركي.