أكدت تقرير أعده الكاتب “محمد أسلم” لموقع “أوراسيا ريفيو” التحليلي أن ولي العهد محمد بن سلمان يعزز أمن السعودية بالتعاون سرا مع “إسرائيل” بما يعد انقلابا على إرث نظام آل سعود.
واستعرض التقرير حدة القمع الداخلي والخارجي الذي اتسم به عهد بن سلمان في حكم السعودية وأشار إلى الاعتقالات التعسفية للمنتقدين، وتعذيب أعضاء الأسرة المالكة خلال عمليات الابتزاز، وإعدام رجل دين، وخلق كارثة في اليمن وبالطبع جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول التركية.
وقال التقرير أن هذه الإجراءات في الحقيقة تنبع في نهاية المطاف من شعور عميق بعدم الأمان بشأن قبضة عائلته على السلطة التي تضاءلت جزئياً بسبب الافتقار المتزايد للشرعية المحلية وهذا الأمر ليس مفاجئاً بحسب التقرير.
وأضاف التقرير أن العامل الأكثر حسماً الذي يغذي مخاوف ابن سلمان هو الشعور بالعجز الناجم عن عدم القدرة على إعاقة النفوذ الإقليمي المتزايد لإيران, ونبه إلى دعم إيران لجماعة الحوثي التي تستمر في هجمات منتظمة ضد البنية التحتية السعودية الحيوية.
ولفت التقرير إلى البرنامج النووي الإيراني والتوسع غير المتكافئ في الشرق الأوسط ومناصرة القضية الفلسطينية, واعتبر ذلك عوامل دفعت ابن سلمان إلى السعي وراء مواجهة إيران, فهو يعتبر أن “اسرائيل” العدو الكلاسيكي لإيران ستكون صديقاً جيداً للمملكة التي تكن العداء لإيران ايضاً.
ورأى التقرير أن ابن سلمان يعرض أمن السعودية للخطر بشكل تدريجي من خلال زيادة التنسيق والتعاون الأمني مع العدو اللدود لإيران، “إسرائيل”, وعلى الرغم من أن تعاون المملكة المتنامي مع كيان الإحتلال كان سراً مكشوفاً منذ ما يقرب من عقد من الزمان، إلا أنه أصبح أكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة بما في ذلك أن وكالات التجسس التابعة لإبن سلمان والتي تستخدم برنامج Pegasus الإسرائيلي المتطور لاستهداف المعارضين في الداخل والخارج, فضلا عن منح حقوق التحليق الدائم للطيران الإسرائيلي في أجواء السعودية الذي لم يكن من الممكن تصوره في السابق.
كما لفت التقرير إلى الاجتماع الذي عقد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وابن سلمان في السعودية قبل أشهر, ومع ذلك، فإن ما يفشل في الحصول على أي تغطية تقريبًا هو تفاصيل المساعدة العسكرية والأمنية والتكنولوجية المباشرة التي تلقتها المملكة أو تقاسمتها مع “إسرائيل” في محاولة لمواجهة عدوهما الإيراني المشترك.
يُعتقد أن هذا ينطوي على النشر السري لنظام Arrow الإسرائيلي المضاد للصواريخ أو على الأقل متغيرات منه في المملكة لحماية المنشآت النفطية الهامة وكذلك المواقع السياسية والعسكرية الحساسة، ومبيعات الأسلحة المتطورة، وتمركز عملاء المخابرات الإسرائيلية، تدريب الطيارين المقاتلين وكذلك تنسيق الأمن السيبراني.
ظاهريًا على الأقل، تصدرت هذا التعاون غواصات دولفين الإسرائيلية ذات القدرة النووية والتي تمركزت بانتظام في الخليج العربي وحوله في رسالة تطمينات لحلفائها العرب الجدد جنباً إلى جنب كواحدة من وسائل الردع للإيرانيين.
وقال التقرير إن المشكلة الأساسية في سياسة ابن سلمان بالتعاون سرا مع “إسرائيل” كحجر الزاوية الذي سيُبنى عليه صرح دفاعه الاستراتيجي الجديد في مواجهة إيران هو أنه يبني الضعف.
وذكر أن ابن سلمان يبني مزيدًا من الضعف لأنه أجبر على قبول عناصر من الأمن القومي لمملكته لدولة أجنبية تركز بشكل محموم على تأمين أهدافها الأمنية طويلة الأجل الحاسمة قبل أهداف عميلها.
وهذا بدوره سيحول دون تطور القوة المستقلة للمملكة ومكانتها الإقليمية، وسلطة حكامها ومؤهلاتهم الشخصية بالإضافة إلى نمو وانضباط قواتها المسلحة.
كما أنه سيبني ضعف العلاقة بين الاثنين لأن شعور الأطراف الأضعف بالخوف وانعدام الأمن يحل محل التعاون في نهاية المطاف.
وهذا يترك كلا الطرفين المعنيين ليس فقط أكثر تعسفًا ودفاعًا على المدى القصير، ولكن في النهاية يصبح الطرف الأضعف في نهاية المطاف بشروط مفروضة بدلاً من التفاوض عليها على المدى الطويل.
المصدر: أوراسيا ريفيو