الصراع بين بعبدا وبيت الوسط يتفاقم والمبادرات الدولية في إجازة
فادي عيد-الديار
لبنان امام اسابيع حاسمة وخطيرة…وكل الاحتمالات واردة
أرخت المناكفات السياسية في الساعات الماضية بظلالها على المشهد السياسي، في ظل معلومات عن موجة تصعيد قد تشهدها الساحة الداخلية في الأيام القليلة المقبلة، ربطاً بتفاعل الخلافات بين بعبدا وبيت الوسط، لا سيما بعد استحالة التوافق بين رئيس الجمهورية عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، وكذلك صعوبة تشكيل حكومة، حيث ينقل عن أحد الزعماء السياسيين توقّعه إيجاد مخرج لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، بعيداً عن الإجتهادات الدستورية، لأن مقتضايات المرحلة وانهيار البلد مالياً ومعيشياً واقتصادياً لا يستدعي الإحتكام إلى هذه الإجتهادات والناس على عتبة المجاعة، كذلك، أن تقارب الرئيسين عون والحريري بات من سابع المستحيلات، وفي المحصلة فالرئيس المكلّف لن يشكّل حكومة في العهد الحالي.
وفي هذا الإطار، تكشف مصادر سياسية عليمة، أن التحرّكات الديبلوماسية عربياً ودولياً باتجاه لبنان ستشهد في الأيام المقبلة، زخماً سياسياً في ظل مبادرات أبرزها من الجامعة العربية، وصولاً إلى إعادة تحريك المبادرة الفرنسية، والتي باتت، وفق المتابعين، بحاجة إلى إعادة تقييم لها بعد صعوبة إحيائها وعدم وتعهّد المسؤولين اللبنانيين بالتزاماتهم. وبناء عليه، فإن هذا الحراك العربي والدولي في الأيام المقبلة، قد يكون استطلاعياً، لأن الحلول، كما يقول أحد أبرز المتابعين، لن تأتي إلا من خلال توافق إيراني ـ خليجي، وبرعاية دولية، وهذا مرتبط بإعادة المفاوضات بين واشنطن وطهران، ولكن حتى الآن ليس هناك ما يوحي بأي أجواء تدلّ على عودة التواصل بينهما قبل أن ترتّب الإدارة الأميركية ملفاتها في الشرق الأوسط ، لأن أولوياتها حالياً تنصبّ على روسيا والصين.
وتضيف المصادر كاشفة، أن هناك في الوقت الحالي، وعلى الصعيد الداخلي مساعٍي يقوم بها اللواء عباس ابراهيم بين باريس وبيروت، ويرتقب أن تتظهّر معالمها في الساعات المقبلة، والأمر عينه لصيغة يعدّها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ولكن بعد كلام رئيس الجمهورية لأحد الصحافيين بالأمس، والذي يعتبر أعنف هجوم على الرئيس المكلّف، يتساءل مقرّبون من بيت الوسط ما إذا كانت هذه الجهود المشكورة التي يقوم بها الرئيس بري واللواء ابراهيم، ستدفع برئيس الجمهورية للقبول بالصيغة التي قدّمها الحريري، أو أنه في صدد التعاون معه بعدما رفع سقفه عالياً، في ظل معلومات بأنه قال كلاماً أخطر بكثير مما أُعلِن، ولكن حفاظاً على الإستقرار والهدوء، وفي خضم ما يمرّ به لبنان من أزمات يستحسن عدم الردّ كيلا تعطى المسألة بعدها الطائفي.
وعلى خط آخر، علم من الدائرة القريبة التي تتواصل مع بكركي والفاتيكان، بأنهما مستاءان إلى درجة الحزن على لبنان من خلال ما يجري فيه من صراع سياسي وخروج الأمور عن نصابها، وحالة الفقر التي يشهدها، وبالتالي، لا يخفى أن مبادرة بكركي، والمدعومة من الكرسي الرسولي، تفرملت، وإن كانت مساعي البطريرك الماروني بشارة الراعي مستمرة، والأمر عينه للإتصالات التي يقوم بها وزير خارجية الفاتيكان مع عواصم القرار، إنما المؤكد، ونقلاً عن دوائر عاصمة الكثلكة في العالم، ليس هناك من مبادرة، بل سعي إلى عدم خروج الأمور عن مسارها بشكل دراماتيكي.
ويبقى أنه، ومن خلال ما يشير إليه بعض السياسيين في مجالسهم، أن لبنان أمام أسابيع حاسمة وخطيرة في آن على مثلّث الأمن والسياسة والإقتصاد، وعليه، كل الإحتمالات تبقى واردة لأن المؤكد ليس هناك من حكومة في المدى المنظور ولا معالجات ناجعة للهروب من الإنهيار الإقتصادي، بينما يبقى الأمن مكشوفا ويثير القلق والهواجس، وهذا ما يعبّر عنه كبار المسؤولين الأمنيين لما يملكونه من معطيات في هذا الصدد.