فؤاد ابو زيد-الديار
اصبح واضحا أن عرقلة تشكيل الحكومة ومحاولات دفع سعد الحريري الى الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة هدفهما وفق معلومات لمطلعين على التسوية التي اتت بالجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية وسعد الحريري الى رئاسة الحكومة، كان مخططا لها أن تستمر الى نهاية عهد عون، وانتخاب جبران باسيل رئيساً للجمهورية وبقاء الحريري رئيسا للحكومة.
حساب الحقل لم يتطابق على حساب البيدر، لأن باسيل شطح خارج ثوابت لبنان التاريخية بنسج افضل العلاقات مع الدول العربية، وحاول الهيمنة على حكومة الحريري، فانكسرت الجرّة بين الرجلين، واتت انتفاضة تشرين فرصة أمام الحريري ليستقيل ويترك العهد في المأزق منفرداً.
عون وباسيل لم “يبلعا” موقف الحريري وقررا أن لا عودة للحريري الى السراي، الاّ باحياء تفاهمهما الاول، من هنا، نرى صعوبة تشكيل حكومة برئاسة الحريري، لأن عون لن يوقع الاّ بشروطه.
أغلب الظن أن رئيس جمهورية فرنسا على معرفة بهذه العقدة، ولذلك أشار الى ضرورة تغيير معايير التشكيل، وحاول كثيراً عن طريق الاقناع الوصول الى التشكيل، وكان دائماً يصطدم بالعراقيل والتشدد، ويبدو أن اتصال وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان بالرئيس عون وبرئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، لم تكن ايجابية، لذلك تكلم بغضب واستبدل لغة النصائح بلغة التهديد بالعقوبات، لأن لبنان بالنسبة الى فرنسا من اهم الدول الفرنكوفونية، وهذا اللبنان لم يعد قادراً على الصمود لأنه فقد مناعته ولم تعد تفيده عملية تلقيح عادية، بل باعادة النظر في اسلوب التعاطي مع المسؤولين المعرقلين وهدد بعقوبات قاسية فرنسية واوروبية، ستتبعها عقوبات اميركية جاهزة منذ ايام الرئيس السابق دونالد ترامب.
الرئيس بري حدد شهرين، اذا لم يتم التوصل الى تشكيل الحكومة، فلبنان سيغرق كما غرقت باخرة “التيتانيك” ولن ينجو احد من الكارثة.
هل من يتّعظ ؟؟