تناول محلل الشؤون العسكرية في صحيفة (هآرتس) العبرية، صباح اليوم الاثنين تداعيات الاتفاق الإستراتيجي الذي تم التوقيع عليه بين الصين وإيران.
وقال الخبير عاموس هارئيل، نقلا عن مصادره الأمنية والسياسية في تل أبيب إن الاتفاق المذكور يمنح إيران فرصة للتنفس في وقت تعيش فيه الجمهورية الإسلامية وضعا حرجا لغاية.
وشددت المصادر عينها على أن قرار طهران بالتوقيع على الاتفاق مع بكين يرتبط، على ما يبدو، بالضغوطات الاقتصادية التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وأقرت المصادر الإسرائيلية، بحسب (هآرتس) العبرية أن التوقعات بأن تؤدي العقوبات الاقتصادية على إيران إلى رضوخ الأخيرة لم تثبت نفسها على أرض الواقع، كما أن التعويل على جر الجمهورية الإسلامية للتوقيع على اتفاق نووي جديد أكثر صعوبة لم يتحقق على أرض الواقع، وفق المصادر في تل أبيب.
ومضت المصادر عينها قائلة إن التطور الإستراتيجي المذكور، أي الاتفاق بين إيران والصين، على التعاون العسكري والاقتصادي المتبادل، جاء نتيجة فترة طويلة من المفاوضات بين البلدين، لافتة في ذات الوقت إلى أن حجم التعاون بين الدولتين سيصل إلى عشرات المليارات من الدولار.
وفي إشارة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت على علم بالاتفاق، أوضحت الصحيفة العبرية في “تحليلها”، الذي نشر على الصفحة الأولى وبالبنط العريض، أوضحت أنه قبل فترة وجيزة من انتصار الرئيس جو بايدن في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، تم تسريب مسودة الاتفاق المشترك، وقام “مجهولون” بتسريب النبأ الذي نشر في وسائل الإعلام الأمريكية.
ومن وجهة نظر صناع القرار في تل أبيب، أضافت الصحيفة، فإن الاتفاق الذي يساهم في مساعدة إيران اقتصاديا، هو عمليا بالنسبة للصين خطوة إستراتيجية لتوسيع هيمنتها وتدخلها في المنطقة بشكل خاص وفي جميع أرجاء العالم على نحو عام، ذلك أن بكين تسعى بدون توقف إلى التمدد وتوسيع تأثيرها في أي مكان بالعالم ضمن المنافسة المستعرة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، على حد تعبير المصادر العليمة والرفيعة في تل أبيب.
ومن الجدير بالذكر أنه قبل يومين، علق الرئيس الأمريكي جو بايدن على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين معبرا عن قلقه من هذه العلاقة بين البلدين. وردا على سؤال أحد الصحافيين، قال بايدن في أول تعليق له إن لديه قلقا تجاه الشراكة المتزايدة بينهما منذ سنوات.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، أمس الأحد، في تصريح لشبكة “سي.إن.إن” الأمريكية إن العلاقة بين بلاده والصين تشهد “عداء متزايدا” في بعض جوانبها. وأضاف أن “هناك جوانب تنافسية”، مشيرا إلى أنه توجد أيضا “مجالات تعاون بين البلدين”، على حد تعبيره.
ومن الأهمية بمكان التشديد على أن إسرائيل الرسمية لم تقم بإصدار أي بيان حول الاتفاق الصيني-الإيراني، وامتنع جميع صناع القرار في تل أبيب من الإدلاء بتصريحات حوله، علما أن العلاقات الإسرائيلية-الصينية تعتبر جيدة جدا، وربما هذا هو السبب الذي دفع حكومة بنيامين نتنياهو إلى المحافظة على السكوت المطبق.
المصدر: هآرتس