اعتقال أكثر من 20 سيدة مع أطفالهن غالبيتهنّ عراقيات (ديلي سليمان/فرانس برس)
أطلقت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) والقوى الأمنية التابعة لها، فجر اليوم الأحد، حملة أمنية واسعة لملاحقة خلايا تنظيم “داعش” الإرهابي في مخيم الهول، شمال شرقيّ سورية، بدعم من التحالف الدولي.
من جهة أخرى، تتواصل الاشتباكات وعمليات القصف بين “قسد” والنظام السوري من جهة، و”الجيش الوطني” وفصائل المعارضة من جهة أخرى، في مناطق شماليّ سورية وغربيّها.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من “قسد” أن الحملة الأمنية في مخيم الهول يشارك فيها ستة آلاف عنصر من قوى الأمن الداخلي، إلى جانب قوات “قسد” ووحدات حماية المرأة، وذلك بهدف إنهاء تأثير “داعش” في المخيم.
وقال المسؤول في إعلام “قسد” سيامند علي، في تصريح لوكالة “هاوار” الكردية، إنّ العملية الأمنية جاءت “بعد تزايد وتيرة تحرّك عائلات “داعش” والجرائم داخل المخيم، وبناءً على مناشدات شيوخ العشائر في المنطقة للحد من خطورة هذا المخيم على المنطقة في الدرجة الأولى، وعلى العالم بشكل عام”، وفق تعبيره.
وفي بيان تلاه على وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي اليوم الأحد، قال الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الداخلي، علي الحسن، من داخل المخيم، إن “تنظيم “داعش” لا يزال يشكل خطراً كبيراً على المنطقة والعالم، ولا تزال خلاياه تستهدف يومياً المدنيين وقادة المجتمع المحلي في شمال وشرق سورية”، مضيفاً أن مخيم الهول يشكل “مشكلة حقيقية وخطراً جدياً على المنطقة والعالم، حيث يضم أكثر من 60000 شخص، من ضمنهم أعداد كبيرة من الأطفال، وهم من مناصري وأعضاء تنظيم “داعش” وأفراد أسرهم، الذين خلقوا لأنفسهم إدارة خاصة، في محاولة للحفاظ على تنظيم “داعش” وإحيائه عندما تسنح الفرصة”.
وأضاف: “لقد خلقوا فرق الحِسبة (شرطة “داعش”)، ومحاكم شرعية خاصة بهم، إضافة إلى العمل المستمر من قبلهم على تعليم مناهج “داعش” للأطفال ضمن المخيم، ما يهدد بخلق جيل جديد من الإرهابيين الذين سيشكلون تهديداً للعالم أجمع، والذين يحتاجون إلى المساعدة لإنقاذهم من هذا المصير”.
ورأى الحسن أن المخيم “تحوّل إلى بؤرة لتنظيم “داعش”، تُرتكب فيه جميع أشكال الإرهاب، حيث يتعرض المدنيون فيه للقتل والاستهداف بشكل شبه يومي، حيث أقدم التنظيم خلال العام الجاري فقط على قتل 47 شخصاً داخل المخيم”.
وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن قوات “قسد” والقوى الأمنية التابعة لها بدأت حملتها بالانتشار على أطراف مخيم، ثم وضعت دشماً وحواجز ترابية داخل أقسام المخيم، إضافة إلى إنشاء نقاط عسكرية، مع انتشار عناصر من “قوات مكافحة الإرهاب” عند كل نقطة، بينما قُطعَت الأنترنت وأُوقِف البث الإذاعي عن المخيم.
وأضافت أن حملة الاعتقالات شملت حتى الآن الأقسام الأول والثالث والرابع والسابع والثامن في المخيم، حيث اعتُقِل أكثر من 20 سيدة مع أطفالهن، غالبيتهن من الجنسية العراقية، إضافة إلى 8 رجال، فيما عُثِر على أسلحة وقنابل يدوية في بعض الخيام التي فُتِّشَت.
ومن المتوقع أن تستمر الحملة الأمنية، التي تجري بالتنسيق مع التحالف الدولي، يومين على الأقل، وتأتي بعد أشهر شهد خلالها المخيم حالات اغتيالات شبه يومية، معظم ضحاياها لاجئون عراقيون، إضافة إلى نازحين سوريين.
ويعتبر مخيم الهول، الواقع شرقيّ محافظة الحسكة، أكبر المخيمات وأكثرها سوءاً داخل الأراضي السورية، ويشكل اللاجئون العراقيون العدد الأكبر من قاطنيه، حيث يتجاوز عددهم 30 ألفاً، من أصل نحو 62 ألفاً. وغالبية المقيمين في المخيم من النساء والأطفال، بينهم كذلك نازحون سوريون وعوائل عناصر تنظيم “داعش” الأجانب.
وتتهم “قسد” مسلحين من تنظيم “داعش” بتنفيذ عمليات القتل داخل المخيم، بهدف الترهيب، بينما تواجه من جانب ناشطين اتهامات بإهمال متعمد لضبط الوضع الأمني بالمخيم، في ظروف إنسانية كارثية.
وعلى صعيد آخر، قصفت قوات النظام السوري، فجر وصباح اليوم الأحد، بلدة قليدين بسهل الغاب شمال غربيّ حماة، وسفوهن وأطراف البارة، وكنصفرة والفطيرة وفليفل وبينين في ريف إدلب الجنوبي، وسط اشتباكات بالرشاشات مع فصائل المعارضة على محاور التماس، فيما حلقت طائرات استطلاع روسية في أجواء إدلب وريفها.
وكانت قوات النظام قد استهدفت الليلة الماضية بصاروخ موجه مجموعة تابعة لـ”هيئة تحرير الشام” على محور مجدليا في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، الأمر الذي أدى إلى مقتل 5 من عناصر “تحرير الشام”، وإصابة 4 آخرين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي المقابل، قتل وأصيب عدد من عناصر قوات النظام بعد استهداف صاروخي من جانب فصائل المعارضة في ريف حلب الغربي، وفق مصادر محلية.
وأضافت المصادر أن غرفة عمليات “الفتح المبين” رصدت مجموعة من قوات النظام على محور جدرايا غربي حلب، واستهدفتها بصاروخ مضاد للدروع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وفي شمال البلاد، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف المتبادل بين قوات “قسد” وفصائل الجيش الوطني، خاصة في قرية أم المناجير بريف رأس العين بمحافظة الحسكة.
وفي جنوب البلاد، قتل حكمت خالد الزلفي إثر استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين في منطقة الشيّاح بدرعا البلد. وينحدر الزلفي من مخيم درعا، وفق موقع “تجمع أحرار حوران”.