قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، إن السفينة العملاقة “إيفر غيفن”، كانت على ما يبدو تُبحر بسرعة أكبر من الحد الأقصى للسرعة في قناة السويس، قبل جنوحها بسرعةٍ واصطدامها بضفة القناة، وهو ما أدى تعليق حركة الملاحة.
الوكالة أشارت السبت 28 مارس/ آذار 2021، إلى أنها استندت إلى البيانات الخاصة بالسفينة، وقالت إن السرعة الأخيرة المسجَّلة لسفينة “إيفر غيفن” هي 13.5 عقدة، وقد سجِّلت قبل 12 دقيقة من توقف السفينة وانحصارها بين ضفتي القناة.
والسرعة القصوى المسموح بها عبر القناة هي ما بين 7.6 عقدة و8.6 عقدة، بحسب ما أورده موقع Business Insider الأمريكي.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن قبطان على غير صلةٍ بالواقعة، وهو كريس سيلارد، قوله إن “السفن النافذة عبر المضيق، تختار الإسراع أحياناً باعتبار أن ذلك وسيلة أفضل للتحكم في السفن أثناء عواصف الرياح”، وأشار إلى أن “الإسراع إلى نقطة معينة أمرٌ فعَّال”.
غير أنه قال إن “الإسراع أكثر من ذلك قد يصبح عنصراً فعَّالاً على نحو عكسي، لأنه سيُسهم في زيادة انغراس قوس السفينة (مقدمتها) في أعماق المياه. بعد ذلك لن يؤدي إضافة المزيد من الطاقة إلا إلى مزيدٍ من تفاقم المشكلة”.
كذلك أشارت Bloomberg في تقريرها إلى أن السفينة “إيفر غيفن” لم يُبحر معها قاطرة مرافقة عبر القناة، في حين أن السفينتين اللتين كانتا أمامها مباشرة كان لدى كل منهما قاطرة مرافقة، رغم عدم طلبهما ذلك.
من جانبها، قالت صحيفة The Japan Times إن السفينة كانت تُبحر بسرعة 13.5 عقدة، مضيفةً أن اثنين من مرشدي القناة كانا على متنها، عندما جنحت السفينة واصطدمت بضفة القناة.
تحقيقات بالحادثة
كانت سفينة “إيفر غيفن” التي يبلغ ارتفاعها 1300 قدم قد جنحت في وقتٍ مبكر من صباح الثلاثاء، 23 مارس/آذار 2021، وسط أجواء سادتها رياح شديدة وعاصفة ترابية.
تشير تقارير إلى أن سفينة واحدة على الأقل قررت الانتظار حتى تهدأ الرياح قبل أن تخوض رحلتها عبر القناة، في حين قالت شركة “برنارد شولت شيب مانجمنت”، المسؤولة عن التشغيل الفني للسفينة الجانحة، في بيانها، إن “التحقيقات الأولية تشير إلى أن السفينة جنحت بسبب الرياح القوية”.
أضافت الشركة أن “تحقيقاتها الأولية تستبعد أن يكون سبب جنوح السفينة أي عطل ميكانيكي أو خلل في محركاتها”.
من جانبه، قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، أمس السبت، إن سوء الأحوال الجوية لم يكن السبب الرئيسي لجنوح السفينة، مشيراً إلى احتمال وجود خطأ فني أو بشري بانتظار نتائج التحقيق.
ربيع وخلال مؤتمر صحفي في مدينة السويس، قال “لم تكن الرياح والعاصفة الترابية السبب الرئيسي في جنوح السفينة، لكن هذا ما في يدنا الآن، وقد يكون خطأً فنياً أو خطأً شخصياً، سيظهر كل ذلك في التحقيقات”.
أضاف المسؤول المصري: “لا أظن أنها حادثة متعمدة، وقد طلبنا من ربان السفينة التحفظ على جميع الوثائق المكتوبة والمصورة والمسجلة، لحين إتمام التحقيقات بعد تعويم السفينة”.
يأتي ذلك بينما تتواصل محاولات تعويم السفينة لإعادة حركة الملاحة إلى طبيعتها، بعدما تسببت بخسائر كبيرة لمصر، تُقدر بـ14 مليون دولار يومياً، فضلاً عن تأثير إغلاق القناة على حركة سفن العالم، حيث تُعد القناة أحد أهم الممرات بالعالم، بسبب اختصارها لمسافات كبيرة في الإبحار.