الكيان يتوقّع عمليات عسكريّةٍ ضدّه من التنظيمات الـ”جهاديّة” في سيناء والتعاون العسكريّ بين الجيشيْن المصريّ والإسرائيليّ لم يُسعِف للقضاء على (داعش) وآلاف السُيّاح الإسرائيليين عُرضةً للعمليات وتهريب المخدرات من مصر لإسرائيل ما زال مستمّرَا
01203766656584
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
عادت إلى الأضواء مشكلة إسرائيل ومعضلتها مع التنظيمات الإرهابيّة العامِلة في شبه جزيرة سيناء، فقد ذكر الموقع الالكترونيّ للقناة الـ12 في التلفزيون العبريّ أنّ التوقعات في دولة الاحتلال تؤكِّد أنّ تنظيمات جهادية، بينهما تنظيم “داعش”، التي استقرت في شبه جزيرة سيناء، ستقوم بتنفيذ عملياتٍ إرهابيّةٍ ضدّ إسرائيل، تشمل فيما تشمل هجمات صاروخية باتجاه النقب وربّما باتجاه مناطق في وسط الكيان.
ونقل التلفزيون العبريّ عن ضابطٍ رفيع المُستوى في قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيليّ قوله إن “السؤال ليس هل تُنفّذ هذه التنظيمات العمليات، بل متى، وأنّ جيش الاحتلال من ناحيته على استعدادٍ لمواجهة أيّ سيناريو”، على حدّ تعبيره.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التقديرات جاءت متزامنةً مع قرار حكومة بنيامين نتنياهو بفتح معبر طابا، يوم بعد غدٍ الثلاثاء، ووسط توقعات بتدفق عددٍ كبيرٍ من الإسرائيليين إلى سيناء خلال عطلة عيد الفصح اليهودي، الذي بدأ مساء أمس السبت، وينتهي السبت المقبل.
وتابع التلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المستوى في تل أبيب، تابع قائلاً إنّه بحسب المعلومات التي تمتلكها إسرائيل ينشط في سيناء حوالي 15 تنظيمًا جهاديًا تضم ما بين 2000 إلى 4000 عنصر، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ التقارير الأمنيّة الإسرائيليّة أوضحت بشكل لا لبس فيه أنّ هذه التنظيمات تستفيد من دعم العشائر البدوية في سيناء، على حدّ تعبيرها.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضحت التلفزيون العبريّ أنّ الشاباك الإسرائيليّ والاستخبارات العسكرية رصدا وصول نشطاء من دول أخرى إلى سيناء وانضمامها إلى “داعش”، موضحًا أنّ (الشباك) أقام لواء لسيناء والجيش الإسرائيلي قام بتغيير انتشاره على طول الحدود مع مصر، ونشر ألوية مشاة ومدرعات نظامية.
وبسبب إخفاق الجيش المصريّ في محاربة التنظيمات الإرهابيّة في سيناء، وافقت إسرائيل وبصورةٍ نادرةٍ على فتح الملحق الأمنيّ في اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب وسمحت للجيش المصريّ بإدخال معدّاتٍ عسكريّةٍ، بما في ذلك السماح لسلاح الجوّ المصريّ بتنفيذ غارات على معاقل الإرهابيين في سيناء.
وأوضحت القناة التلفزيونيّة العبريّة، نقلاً عن مصادرها في المؤسسة العسكريّة أنّ المشكلة لا تقتصِر على خطر الإرهاب فقط، إنّما تتعدّى ذلك للمخدرّات، ذلك أنّ هذه التنظيمات سمحت لمهربي المخدرّات باستخدام الحدود بين إسرائيل ومصر لتهريب المخدرات بكمياتٍ كبيرةٍ، الأمر الذي عاد سلبًا على محاولات الدولة العبريّة كبح جماح هذه الظاهرة.
ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّ الحدود الجنوبيّة مع مصر مخترقة، وأنّ تُجّار المخدرّات من طرفيْ الحدود يقومون بتهريب المخدرات دون أيّ عائقٍ، مؤكّدةً في ذات الوقت أنّ عصابات الإجرام المنظّم من النقب تقوم باستلام المخدرّات ونقلها إلى الداخل الإسرائيليّ، وعلى الرغم من الحضور المُكثّف لجيش الاحتلال، إلّا أنّه لم يتمكّن حتى اللحظة من منع التهريب والسيطرة على الوضع، كما قالت.
بالإضافة إلى الضرر الذي تُلحقه التنظيمات الإرهابيّة من عملياتٍ عسكريّةٍ ضدّ الجيش المصريّ وتهريب المخدرات، فقد أكّدت المصادر الإسرائيليّة أنّ نشاط هذه التنظيمات تمسّ مسًّا سافرًا بالسياحة إلى شبه جزيرة سيناء، حيث يقوم آلاف الإسرائيليين سنويًا بزيارة سيناء بسبب جمال المنطقة ورخص أسعار المبيت والمأكل.
ونبهّت المصادر في تل أبيب إلى أنّ التنظيمات الإرهابيّة قد تقوم بتنفيذ عمليّةٍ ضدّ السُيّاح الإسرائيليين في شبه جزيرة سيناء، علمًا أنّها حتى اللحظة لم تقُم بتنفيذ أيّ عمليّةٍ تستهدِف السياح الإسرائيليين، كما أنّ السياح من إسرائيل يرفضون الرضوخ لأوامر مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ بعد السفر لسيناء باعتبارها منطقة خطيرة جدًا.