كتب موسى عبّاس في موقع إضاءات الإخباري:
ما فتىء من يتلطّون خلف شعارات السيادة والإستقلال بينما هم على أرض الواقع أتباعاً أذلّاء وأمناء لوكر المخابرات في “عوكر “ولسفارات الإرتزاق والتطبيع والعمالة للكيان الصهيوني” ، ما برحوا يرددون يوميّاً أسطوانة “السلاح هو المشكلة الذي يمنع تشكيل حكومة وسبب الحصار والتجويع”.
فضلاً عن تحميله مسؤولية كلّ ما فعلوه من موبقات منذ ثلاثين سنة وصولاً إلى إنفجار المرفأ الذي يمتنع أو لا يجرؤ القضاء المُكلّف بالتحقيق على إعلان حقيقة ما جرى فيه لغايةٍ في نفس الأمريكيين الذين فشلوا في تحقيق أهدافهم المتمثّلة في إثارة الحرب الأهلية مُجدّداً في لبنان علّ ذلك السّلاح ينجرّ إلى أتونها فيرتاح الصهاينة وعملاؤهم ويتنفسون الصعداء ويحققون ما عجزوا عن الوصول إليه في حروبهم .
في هذا السياق نورد ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ردّه على إتهام الغرب له بأنه “ديكتاتور و مهووس بالتسلح “.
فكانت إجابته بأن حكى قصّة من التراث الروسي تعبّر بدقّة متناهية وتجيب على أحلام وأماني ” دعاة السيادة والإستقلال والتدويل والحياد في لبنان “قال:
“كانت هناك عائلة تمتلك مزرعة واسعة، فيها خيول و أبقار و أغنام و تنتج حقولها و بساتينها غلاّت و خيرات .
في كل أسبوع كان ربّ العائلة وأولاده الكبار يحملون إلى السوق محاصيل المزرعة لبيعها ،وكانوا يتركون شاباً يافعاً لحراسة المزرعة و البيت الذي تبقى فيه النساء والأطفال، كان الشاب مدرّباً بإحتراف على إستخدام السلاح .
وفي أحد الأيام بينما هو يجوب حدود المزرعة لحمايتها جاءه نفرٌ من الرجال يريدون إجتياز تلك الحدود ودخول المزرعة فأوقفهم بسلاحه على مسافة منه،فسعوا للإحتيال عليه فلاطفوه بكلام معسول، قالوا له بأنهم مسالمين و لايريدون سوى الخير له، ولم يكن أولئك الرجال إلا عصابة متمرّسة ومشهورة في عمليّات النهب والسرقة والسطو .
أروه ساعة يد فاخرة و جميلة، و أغروه وهم يزيّنون له سلعتهم .
أعجب الفتى بتلك الساعة و أبدى رغبته في إمتلاكها، وحين وثقت العصابة من تعلّقه بالساعة وهو يسألهم عن ثمنها، قالوا له بأنهم يعرضون عليه مبادلتها ببندقيته التي يحملها ويهدّدهم بها ليمنعهم من دخول المزرعة .
فكّر الفتى قليلاً وكاد يقبل ،لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ليقول لهم :
“ربّما في يومٍ آخر” .
انصرفت العصابة بعد أن فشلت في خداع الفتى .
في المساء حين عاد أبوه و إخوته حكى لهم القصّة، و راح يذكر لأبيه فخامة الساعة وجمالها ،فقال له أبوه : “جيّد، أعطهم سلاحك و خذ الساعة ،وحين يهاجمونك و يسرقون قطعان ماشيتك وينهبون مزرعتك، و يغتصبون أمّك وأخواتك، انظر في ساعتك الجميلة و قل لهم وأنت تتباهى : “آه إنها تشير إلى كذا و كذا من الوقت “….
فَهِمَ الولد، و تمسّك بسلاحه بقوّة و أدرك أن الغباء والاندفاع نحو المغريات يعني الضياع و الموت المحقّق على يديّ أعدائه وضياع شرفه وكرامته وشرف وكرامة أسرته.
يحدث الآن أن الغرب يستخدم الديموقراطية و حقوق الإنسان و الحرية مثل ساعة فاخرة يريد لبسها الخونة ليحطموا ما في أيدي الشعوب من سلاح الوطنية وتماسك الصف و رفض بيع بلدانهم.
والبعض الأخر يغرون السُذَّجْ بشعارات واهية وممارسات عقدية يستغبون بها بعض من يُصدّقهُم ومبهورٌ بهم .
فلا تبيعوا وطنكم لتشتروا ساعة تعرفون بها مواقيت اغتصابكم و نهب بلادكم”….
لمن يغترون وينخدعون بشعارات الغرب البرّاقة وبنفاقه وكذِبِه، فيساهمون في هدم أوطانهم، ويخربون بيوتهم بأيديهم ، أما آن لكم أن تُدركوا أنّكم مُجرّد مطايا لأطماع
من يتباهون بديمقراطية كاذبة وبأنّ حقوق الإنسان في بُلدانهم مُصانة وهم يُمارسون على أرض الواقع أعتى أساليب القهر والقمع والتمييز العنصري ضدّ قسم من شعوبهم فقط لإختلاف لونهم وإنتمائهم العرقي ، ويرتكبون المجازر بحقّ الأنظمة والدول والشعوب التي تعارض سياساتهم ويدعمون الأنظمة الديكتاتورية التي تقمع شعوبها وتلك التي تحتل أراضي الغير، والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا تلك الدول الداعمة لكيان الصهاينة المغتصب لفلسطين منذ إنشائه والمرتكب لأبشع المجازر ، ومشاركتهم تحالف الإجرام ضد الشعب اليمني منذ ست سنوات لأنّ هذا الشعب سعى لأن يمتلك الحرّية في خياراته السياسية وعلى أرضه رافضاً التبعيّة وسلب خيراته، تلك الدول ترفض استقلال قرارات وخيارات الشعوب في امتلاكها مصادر القوّة التي تدافع بها عن نفسها وتحمي أرضها وثرواتها وتصون كرامتها،فتسعى بشتى الوسائل لتجريدها من مكامن القوّة، ولا تتورّع لأجل ذلك عن ممارسة الترغيب والترهيب وجميع الأساليب الإجرامية (مجازر وحصار وتجويع) وشراء وتحريض سياسيين وأحزاب واعلاميين على إثارة المشاكل بُغيَة إثارة الفتن والحروب الداخلية.
كما فشلتم في السابق ستفشلون دائماً وسيُردّ كيدكم إلى نحوركُم .
أيّها اللئام : “سلاح الشرف سيبقى في أيدي الشرفاء محميّاً ومُصاناً من الأوفياء لدماء الشهداء إلى ما بعد سقوط رُعاتُكم الطّغاة وتحرير كامل التراب الفلسطيني ومن لا يُعجبه ذلك فليس أمامه سوى خيار الإنتحار أو الرّحيل”.
المصدر: موسى عباس