الوقت- قبل ست سنوات، شن تحالف العدوان السعودي حرباً عبثية على أبناء الشعب اليمني، تحت حجة إعادة الشرعية للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” وحكومته القابعة في فنادق الرياض وفي بداية ذلك العدوان، أعرب المتحدث باسم قوات تحالف العدوان السعودي بأن الحرب لن تستغرق سوى أسبوعين، استهانة منه بالقدرات العسكرية التي يمتلكها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية ومع مرور الوقت أثبتت القوات اليمنية بأنها قوة لا يستهان بها داخل ساحة المعركة. الجدير بالذكر أن تحالف العدوان السعودي لم يتوانَ خلال السنوات الماضية على ضرب المدنيين والبنية التحتية اليمنية، بل إنه فرض حصاراً جائراً على هذا البلد الفقير وذلك من أجل إجباره على الاستسلام والموافقة على جميع شروط الرياض، ولكن أبناء الشعب اليمني، أثبتوا للعالم أجمع بأنهم شعب لا يُستهان به وأنهم لن يخنعوا ولن يستسلموا لتلك القوى الظالمة.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” تمكنوا خلال الفترة الماضية من تحقيق الكثير من الانتصارات واستطاعوا التقدم باتجاه مدينة مأرب آخر معقل لحكومة “عبد ربه منصور هادي” المستقيلة في شمال اليمن واستمراراً لكل هذه الانتصارات الميدانية، أعلنت القوة الصاروخية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” قبل عدة أيام استهداف شركة ارامكو النفطية في العاصمة السعودية الرياض بغارات جوية نفذتها ست طائرات مسيرة للجماعة فجر يوم الجمعة الماضي، ضمن عملية نوعية استهدفت العمق السعودي. وذكر المتحدث العسكري لقوات صنعاء العميد “يحيي سريع” في سلسلة تغريدات على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بأن الطائرات المسيرة أصابت أهدافها بدقة. وقال “سريع” بأن هذه الهجمات تأتي كرد على ما وصفه بـ “تصعيد العدوان الغاشم وحصاره الظالم” مؤكدا على استمرار العمليات وتصاعدها خلال الأيام القادمة. ودعا “سريع” الشركات الأجنبية والمواطنين السعوديين الى الابتعاد الكامل عن الأهداف العسكرية والحيوية لكونها اصبحت هدفا مشروعا “، لافتا الى أن الاستهداف قد يطالها في اي لحظة.
العمليات العسكرية الواسعة للجيش اليمني ولجانه الشعبية جعلت التحالف السعودي الأمريكي في حالة من الذهول بحيث لم يتمكن من استيعاب ما حدث ولم يرد على هذه الضربات في حينها لهول الفاجعة التي حلت به وهناك مصادر تتحدث عن مقتل وجرح العديد من قادة تحالف العدوان السعودي وخاصة في وزارة الدفاع السعودية وقاعدة الملك “خالد” الجوية ومبنى الاستخبارات الذي كان يعج بالقيادات العسكرية، ومصادر أخرى تتحدث عن مقتل العديد من الطيارين الذين كانوا في صدد الإعداد لعمليات هجومية على الأراضي اليمنية. وعقب كل هذه الهزائم التي مُنيت بها المملكة والتي أثرت سلباً على أقتصادها المترنح، أعلن وزير الخارجية السعودي قبل عدة أيام عن مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في اليمن والخروج بماء الوجه من المستنقع اليمني. ولقد جاءت المبادرة السعودية للسلام في اليمن لتمثل محاولة من الرياض للخروج من المستنقع اليمني، ولكنها أيضاً تشكل مسعى لإبراء الذمة أمام الغرب الذي بات يلومها على الحرب التي تبدو بلا نهاية. وحول هذا السياق، أعلن الأمير “فيصل بن فرحان بن عبدالله”، وزير الخارجية السعودي، خلال مؤتمر صحفي يوم 22 مارس/آذار 2021، أن المبادرة السعودية للسلام في اليمن تشمل وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي ٢٢١٦، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل. وقال الوزير السعودي إن المبادرة سوف تنفذ فور قبول كل الأطراف لها، إلا أنه أكد بشكل خاص، حق الرياض في الدفاع عن أراضيها ضد هجمات قوات صنعاء.
ورداً على هذه المبادرة، اعتبرت حركة “أنصار الله” اليمنية، مساء يوم الاثنين الماضي، أن المبادرة السعودية الجديدة لإنهاء الحرب في اليمن لا تتضمن أي شيء جديد. وقال رئيس الوفد اليمني المفاوض، “محمد عبد السلام”، في حديث لوكالة “رويترز”، “هذه الخطة لا تتضمن شيئا جديدا، إن المملكة جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا”. وأضاف عبد السلام “أنصار الله ستواصل المحادثات مع السعودية وسلطنة عمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام”. وشدد، على أن “فتح المطارات والموانئ حق إنساني ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط”، كما جاء.
وعلى صعيد متصل، اكد السيد القائد “عبد الملك بدر الدين الحوثي” قائد الثورة اليمنية يوم أمس خلال كلمة القاها بمناسبة يوم الصمود الوطني، بأن العدوان الامريكي البريطاني الصهيوني والذي ينفذ باياد سعودية اماراتية ارتكب خلال الست السنوات الماضية أفضع الجرائم ضد الشعب اليمني ولايزال يمعن حتى اليوم في ارتكابها والتمادي فيها بشكل ممنهج ومتعمد حقدا على اليمن ارضا وانسانا. وقال السيد “عبد الملك” في كلمته، إن “جريمة الحصار الشامل هي من أفظع ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم في استهدافه لشعبنا ليزيد من معاناته في مختلف المحافظات”. وأضاف بأن “العدو يعمل عبر الحصار على منع وإعاقة وصول المواد الغذائية إلا بعد تأخير وتحمل غرامات وتكاليف كبيرة” وقال، “تحالف العدوان عمل على منع وصول المواد الطبية إلى اليمن إلا بعد تأخير كبير وبأسعار باهظة، ومنع المرضى من السفر للعلاج إلا في حالات نادرة وبعناء كبير”.
وحول منع سفن المشتقات من دخول الحديدة اكد السيد “عبد الملك” على أن تحالف العدوان يمنع ويعوق وصول المشتقات النفطية إلا بعد تأخير كبير وعناء شديد وظروف تسبب معاناة لشعبنا في مختلف المجالات. وأوضح أن راحة قوى العدوان أصبحت بمعاناة شعبنا وعذاباته وآلامه، متسائلا : فهل يمكن أن يقال عنهم أنهم يريدون الخير لليمن؟ وعن حصار العدوان للبنك المركزي قال السيد “عبد الملك”، إن “المؤامرة على البنك المركزي هدفها اتخاذ كل التدابير التي تضر بالعملية التجارية وبالعملة وتعطيل وصول الإيرادات إلى البنك المركزي في صنعاء.” واكد السيد “عبد الملك بدر الدين الحوثي” قائلاً: “نحن في يمن الإيمان لا يمكن أن نستسلم للعدوان، ولهذا كان الصمود والتصدي له عنوان انطلاقة أحرار شعبنا”. مشيرا بالقول “موقفنا الدفاعي في مواجهة العدوان مشروع بكل الاعتبارات”. وأضاف، “نمتلك المشروعية القرآنية الإيمانية في موقفنا، فالتصدي للعدوان واجب ديني وإيماني وأخلاقي”.
وعلى هذا المنوال نفسه، أعلنت القوات الجوية التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، اليوم الجمعة، تنفيذ عملية هجومية واسعة، بـ 18 طائرة مسيرة و8 صواريخ بالستية، ضد مواقع متفرقة في السعودية. وقال العميد “يحيى سريع”، الناطق العسكري باسم قوات صنعاء في بيان: “إن قوات صنعاء استهدفت مقرات شركة أرامكو بـ 12 طائرة مسيرة نوع صماد 3 و 8 صواريخ باليستية نوع ذوالفقار و بدر و سعير”. وأضاف :”كما تم استهداف مواقع عسكرية أخرى في نجران و عسير بـ 6 طائرات مسيرة نوع قاصف تو كيه”. واطلق “سريع” على هذه العملية “عملية يوم الصمود الوطني”، مؤكدا أنها “حققت أهدافها بنجاح”. وحذر “سريع”، قوات التحالف الذي تقوده السعودية، “من عواقب استمرارها في عدوانها وحصارها على شعب اليمن. وأكد “سريع”، قائلا: “جاهزون لتنفيذ عمليات عسكرية أشد وأقسى خلال الفترة المقبلة”.
بشكل عام، يمكن القول إن هذه الإنجازات العسكرية الجديدة زادت من مخاوف السعودية والإمارات وإسرائيل من المقاومة اليمنية وعززت ثقة صنعاء في حربها ضد قوى العدوان. إن كل هذه الانتصارات التي تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيقها في عدد من المجالات الصناعية والدفاعية تدل على أن اليمنيين وصلوا إلى مستوى من القوة لدرجة أنهم ليسوا على استعداد لتقديم أي تنازلات للعدو لإنهاء الحرب، مؤكدين في الوقت نفسه على الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد. وفي الوقت الحاضر، أصبحت الظروف سانحة لسيطرة قوات “أنصار الله” على مأرب بشكل كامل، الأمر الذي سيغير بالتأكيد معادلات الحرب لمصلحة حكومة صنعاء، ولهذا يسعى اليمنيون إلى تحرير هذه المحافظة بالكامل بقوة السلاح قبل الشروع بالحلول السياسية. وفي الختام يمكن القول إنه يبدو أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية قد توصلوا الى نتيجة مفادها بأن الحديث عن وقف اطلاق النار في اليمن هو تضييع للوقت من قبل تحالف العدوان السعودي في محاولة منه لاستغلال اي هدنة مؤقتة لمصلحة قوى العدوان ومرتزقته بهدف اعادة انتشارهم وتمركزهم في مختلف الجبهات ولا سيما في الجوف ومأرب حيث تكبدوا خسائر فادحة من الجيش اليمني واللجان الشعبية.