كتب عبد الرحمن شلقم في “الشرق الاوسط”: تركيا جعلت من وجودها العسكري في ليبيا ورقة مسلحة في معركتها على ثروة شرق المتوسط النفطية، ولا أعتقد أنه من السهل أن تسلم هذه الورقة في المستقبل القريب. هناك معركة صامتة يخوضها أكثر من طرف على ليبيا، خصوصاً عدداً من الدول الأوروبية ومن بينها إيطاليا وفرنسا وألمانيا على الطاقة المتجددة في ليبيا. الدراسات التي قامت بها هذه الدول تؤكد أن ليبيا تمتلك أكبر مصدر للطاقة الشمسية وأن المنطقة الصحراوية الممتدة من مرزق إلى الحدود مع مصر والسودان قادرة على إنتاج طاقة شمسية تفوق أي منطقة أخرى في العالم، ومن اليسير تصديرها في كوابل تحت البحر إلى بلدان جنوب أوروبا وكذلك الرياح التي تضيف مصدراً آخر مهماً للطاقة النظيفة. المنطقة الاقتصادية الخالصة لليبيا تجعل منها ساحة لمعركة اقتصادية عالمية، فلها على البحر الأبيض المتوسط 1800 كم طولاً و280 كم في عمق المتوسط، وهذا يمثل أكبر خزان للنفط والغاز في المنطقة كلها. بإمكان الجميع أن يجد له مكاناً استثمارياً مربحاً في دولة ليبيا القارة في برها وبحرها، لكن استعادة الدولة وتكريس السلام الاجتماعي، وبناء جيش وطني وقوة أمنية ومأسسة أجهزة الدولة وتأهيل البنية الأساسية، هي الشروط الأساسية لأن يجد الجميع لهم مكاناً في بر القارة الليبية وبحرها. الهجوم الدبلوماسي الأوروبي الكبير على ليبيا، هل يفتح أبوابها على أفق جديد؟