قرار منع الأهالي من إدخال الطعام لأبنائهم السجناء اتّخذته إدارة السجن المركزي بذريعة وقف تهريب الأهالي لأبنائهم أغراضاً ممنوعة، وهو ما كان يحصل سابقاً على الرغم من التفتيش الذي تتولّاه القوى الأمنية. وقد اتّصل عدد من السجناء بـ ««الأخبار» لتقديم اقتراحات لإدارة السجن للتخفيف من أوجاعهم جراء الوضع المزري الذي يعيشونه نتيجة الغلاء الكبير في أسعار السلع في حانوت السجن، بالتزامن مع اشتداد خناق الأزمة الاقتصادية على أهالي الموقوفين والمحكومين (لا بد من الإشارة إلى أن الغالبية الساحقة من السجناء تنتمي إلى الطبقة الأكثر فقراً).
وفي الرسالة التي حمّلها السجناء لـ ««الأخبار»، طلبوا من الجمعيات الخيرية والإنسانية ونقابتَي المحامين، المساعدة في شتى السبل الممكنة، ثم توجهوا إلى دار الفتوى على وجه الخصوص، مناشدين مفتي الجمهورية والمشايخ المسارعة بالالتفات إلى أوضاع السجناء التي تتفاقم. واقترحوا «تنظيم حملة تبرّعات عينية ونقدية» لمساعدتهم في شراء الاحتياجات الأساسية لمواجهة الجوع، ولا سيما تلك التي تعجز الحكومة عن تلبيتها على أبواب شهر رمضان. كذلك تحدث السجناء عن أنّ بعض المستشفيات رفضت استقبال سجناء نتيجة عدم دفع المستحقات من قبل الدولة اللبنانية، كاشفين أنّ قسماً من التغطية التي كانت توفّرها الدولة، بات اليوم السجين مطالباً بتأمينها. كما تحدثوا عن انقطاع أنواع من الدواء في صيدلية السجن.