الحريري – عون تحرروا ….

بضربة واحدة ومن دون تنسيق او اتفاق مسبق او غير مباشر ، اسقط عون والحريري مرحلة الركود والرمادية بتشكيل الحكومة ..
كان يدرك الرئيس المكلف ان تشكيلته التي قدمها قبل مئة يوم غير قابلة للحياة وأنها اكثر من تعجيز وطلب استسلام مجاني من ميشال عون لن يحصل ، لكنه تمسك بها وراح يصول ويجول شرقا وغربا وفي جيبه التكليف وتشكيلة معطلة لولادة الحكومة بانتظار دعم مادي مسبق يمكنه من لعب دور المنقذ! ودعم سياسي يحمي زعامته السنية ينشده من محمد بن سلمان ، وعندما فشلت كل مساعيه الخارجية عاد الى لبنان ومكث في قصره منتظرا.. حتى طالبه عون عبر الاعلام اما بالتأليف وفق المعايير الدستورية والميثاقية واما الاعتذار ، وهنا وضع الحريري بين خيارين التأليف بدون دعم خارجي ورضا سعودي واما الاعتذار وبالتالي انتكاسة جديدة وكبيرة على مستقبل زعامته السياسية والسنية المترنحة على اكثر من اتجاه وخيار ليس اقله هاجس الشقيق الاكبر بهاء ..
بالمقابل كان يعي عون ايضا ان الحريري لا يريد وغير قادر على التراجع او الاعتذار وان لا اليات او خيارات لرئيس الجمهورية من شأنها إرضاخ الرئيس المكلف للتأليف بالاتفاق معه او الاعتذار ، وكان يدرك ايضا ان إرساله للحريري تصور تشكيلة لملأها بالاسماء خطوة ليست فقط غير دستورية بل سابقة لم تحصل باي شكل وبأي ظرف منذ اتفاق الطائف وأنها استفزاز اكثر من مقصود للحريري الذي سيرفض هذه الخطوة بشدة وبكافة الاشكال
وعليه كانت النتيجة الفعلية سياسيا على خط تشكيل الحكومة منذ النداء المتلفز ورد الحريري عليه وكلام امين عام الحزب عن ضرورة ايجاد حل لحالة المراوحة بالتشكيل عبر عدة خيارات تناغم معه عليها بشكل سريع وليد جنبلاط الذي اختصر الحل بكلمة واحدة وهي ” التسوية ” جعلت مسار عقدة تعطيل ولادة الحكومة باتجاه مغايير عبر اسقاط تشكيلة الحريري وشروط عون بضربة واحدة وبرغبة الاثنين بالتخلص من وزر هذا المسار الذي بدأ واستمر لأشهر دون اَي خرق ، وعليه يمكن الجزم ان لقاء عون الحريري اليوم لم يكن صدام كما تلقفته وفهمته بعض القوى السياسية ومعظم اللبنانين بل خرقا وازنا وجديا على خط حل لمعضلة الحكومة قضى باسقاط الشروط المتبادلة من دون اتفاق او تفاهم مباشر وغير مباشر ولعل اكثر من توقع حصول ذلك او من فتح باب لحدوث ذلك هم السيد نصرالله ووليد جنبلاط الذين يبدون اكثر طرفين يقرأون بشكل دقيق وواقعي المشهد السياسي الداخلي وتشعب الوضع الاقليمي والدولي وقدموا مساعدة غير مباشرة لعون والحريري للنزول عن شجرة الشروط العالية
بالمحصلة وفي نظرة مبسطة لتشكيلة الحريري نكتشف انه كان يعلم انها لن تبصر النور وهو تعمد ذلك من خلال غياب صفة الاختصاص عن أعضائها على سبيل المثال طبيب لوزارة التربية ومحام لوزارة الدفاع وصناعي للإتصالات وقاض للداخلية ،، وغير ذلك ان معظم اسماء التشكيلة ينتمون لفريق ١٤ اذار وغير مستقلين هذا فضلا عن استنساخ رياض سلامة اخر بنسخة” شيعي ” بوزارة المال ..
فهل سنشهد بالأيام مقبلة الية جديدة لتشكيل الحكومة بين الرئيسين بعد ازالة شروط الأشهر السابقة ؟ وهل هذا الحل المنتظر يحتاج الى احداث متسارعة يتوقعها اكثر من مصدر داخلي ودولي …’
#يتبع
عباس المعلم / كاتب سياسي

Exit mobile version