–أمل حمدان–إعلامية
في يومٍ مباركٍ كعيدُ الامهاتِ، و للأسف ننعي اليكم بلدنا لبنان الذي كتب علينا بهِ انْ نغوصَ في بحارِ الموتِ بحثاً عن ابسطِ حقوقِنا، و ان نذرفَ بدلَ الدموع الدماء لكي نطيبَ خاطر ارحامٍ طاهرةٍ انجبتْ شباباً يائساً في بلدِ العجائبِ، و ان نطلبَ العفو و المغفرة لارحام انجبت لنا ارذال السياسيين في بلدٍ انعدمتْ فيهِ السياسة من الإنسانية، فأصبحوا سلاطين مسلطين على رقابِ العبيد، و عبيداً لأطماعهم و أهوائهم، و كتبَ اللهُ عليهم ان يمدهم في طغيانهمْ فيعمهون.
ان قمنا بدراسةِ تاريخنا جيداً و قرأنا الأساطير بحقنا، فلقد قيل عنا اننا شعب أشبه بطائر الفينيق، ينبثق كالليث الكاسر إلى رغد الحياة بعد ان طحنت عظامه من سقم سياسييه و فسادهم.
لماذا لا نعلمَ قيمة أنفسنا جيداً، فنحنُ الشعب الفذ المعطاء الذي رفعَ اسمُ لبنانه في أسقاعِ الأرضِ، و سجل الإنتصارات في مجالات العالم المختلفة، لا بد لنا و ان ننهض في بلد كتب عليه المرض فقد كتب علينا ان نعود لبناء ما دمرته سهولة سياسيينا بصعوبة، و لكن بوحدتنا و تضافر جهودنا نستطيع النهوض من تحت الركام، و ما اجمل روائعنا الأدبية التي تقول في الإتحاد قوة.
و علينا ان نعلمَ جيداً، أن النهوض في هذا البلد يتطلب عقلاً راجحاً متعنتاً على أزلام السلطة، و عيناً ثاقبة كالصقر تميز بين الحق و الباطل، فهذا البلد الصغير أرسى على شواطئه الفينيقية التاريخية صلباً طاهراً و عمامة سوداء فكان عزيزها، فأجلت بطلتها البهية و طلعتها النقية على غمة السياسة و الفساد، فكان مثالاً للتواضع و التعفف و الطهر كجده علي ابن ابي طالب، الذي قال:”يا ايتها الصفراء و البيضاء لقد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيك”.
ففي بلد نتميز به بحرية المعتقد و التعبير، و يتميز شعبه بالذكاء و الحنكة و بعد النظر، الا يجب ان لا تسيطر على عيوننا جهالة و حقد الجاهلية، الا يجب ان نترفع عن تفاهة حكامنا و نجلس في خلوة تأمل و تفكر و نقرأ ما بين سطور شفاه هذا الرجل، و نحكم على كلماته بالحق او الباطل.
الا يجب علينا و بغض النظر عن رأينا السياسي و عن تحاليل كذابينا من السياسيين الذين سقطوا اخلاقياً في جميع ممارساتهم و رهاناتهم، ان نقوم بمحاولة الإستعلاء على الإستكبارِ الذي لف رسنه على رقاب سياسيينا و عدم الخضوع و التوجه للحلول البديلة للنهوض، و كسر أغلال الاستقواء علينا و عدم الخوف في بلد أصبحت فيه غصة القبر على شعب ميت أصلاً لا شيء.
بعد كل سقوط هناك وقفة عز، و بعد كل سحابة سوداء هناك بارقة أمل، فلنتوحد و لننبذ الطغيان و العدوان، فنحن الشعب الذي استطاع بوحدته ان يهزم سلاطين الذل و القضاء على اكبر غدة سرطانية قامت بمحاربته و هزيمتها، افلن نستطيع بوحدتنا ان ننهض في هذا البلد و في رؤيتنا، ان نميز الحق من رجالنا و نذل مذلينا و سارقينا، و ان نجعلهم في مزبلة التاريخ؟
فلنصبر على الضيم كما قال عزيز لبنان فسيوفى الصابرون أجرهم..