في الوقت الحالي لا يستفيد محمد بن زايد من إسرائيل لكن العكس هو الصحيح- الأناضول
قالت مستشرقة إسرائيلية إن “دولة الإمارات تحاول التهرب من المشاركة في الحملة الانتخابية الإسرائيلية، ولا تتطوع للمشاركة في الدعاية الانتخابية لبنيامين نتنياهو، صحيح أنه بحاجة للحصول على شيء من محمد بن زايد، لكن الأخير لا يستفيد منه شيئًا”.
وأضافت شمريت مائير في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته “عربي21″، أن “نتنياهو أراد أن يركز حملته الانتخابية على صورتين: لقاحات كورونا، والتطبيع مع الدول العربية، وفي هذه الحالة لا داعي لعرض صورة اللقاحات، لأن جميع المرشحين قاموا بالتقاط صورة سيلفي مع الكتف العاري وهم يأخذون اللقاح، ولكن لا يزال يتعين على الجميع التمتع بثمار السلام والتطبيع شخصيًا”.
وأوضحت مائير، رئيسة التحرير السابقة لموقع “المصدر” أن “نتنياهو أصر، مرارًا وتكرارًا، على أول زيارة له إلى الإمارات، من أجل أن يأخذ صورة له مع ولي العهد محمد بن زايد، لكن الواضح أن الإمارات لا تزال تعاني من الصدمة من التغطية الإعلامية السلبية التي جلبتها معها السياحة الإسرائيلية، ومن حقيقة أن الزيارات إلى دبي كان ينظر إليها هنا على أنها متعة منفصلة، بل وكأنها إجازة في عيد الحب”.
وأشارت إلى أن “أبوظبي حاولت التملص مرارًا وتكرارًا قبل إرسال وزير خارجيتها السابق ليغرد على “تويتر” بأن “الإمارات لن تكون بأي حال من الأحوال جزءًا من الحملة الانتخابية الإسرائيلية”، لأنه حسب رأيها، فليس لديها أي شيء شخصي ضد نتنياهو، لأنه شريكها التاريخي، وقد يكون المستقبلي، لكن عليه أن يفهم أن ما كان منطقيًا في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو أقل ملاءمة لهم في عهد الرئيس الحالي جو بايدن”.
وأكدت أن “الإمارات لا ترى نفسها تتطوع للمشاركة في دعاية انتخابية حرة لصالح نتنياهو، بل ترى أنها مطالبة بأن تحصل على شيء منه، ويفضل أن يكون ذلك أمام الأمريكيين، وفي الوقت الحالي لا يستفيد محمد بن زايد من إسرائيل، لكن العكس هو الصحيح”.
وأوضحت أن “إدارة بايدن حتى الآن ناضجة، وعلى عكس سابقاتها، فهي حريصة على عدم التدخل في الحملة الانتخابية الإسرائيلية، وتعلم أنه ليس لديها طريقة للفوز هنا، والتصرف ضد نتنياهو لن يساعد إلا ذاته شخصيا، ومع ذلك فإن الرسالة الهادئة للإمارات واضحة، ومفادها أن هناك رئيسا جديدا، والأحداث التي تشبه ترامب مثل استضافة نتنياهو الملكية ليلة الانتخابات لن تضيف إليه نقاطا في واشنطن”.
وأضافت أن “نتنياهو كان مطالبا بأن يتفهم التلميح الغليظ الذي أرسله إليه الأردنيون مؤخرا، وملخصه أن الملك عبد الله غاضب، ورغم أنه مرتبط بالإمارات، ويحتاج إلى دعمها المالي، لكنه استطاع أن يمنعه من القيام بالزيارة الرسمية هناك، حتى إن ابن زايد كان حريصًا على تنفيذ هذه الزيارة، فمن الواضح أن الإمارات لا تزال تعاني من صدمة التغطية الإعلامية السلبية التي جلبتها السياحة الإسرائيلية”.
وختمت بالقول إن “الإمارات تبذل جهدًا للبقاء على اتصال بالعناصر المختلفة في إسرائيل، من رئيس الدولة مرورا بوزراء حزب أزرق-أبيض، رغم تناقص أهميتهم السياسية، لكن ما يريدونه حقًا هو عدم الانجرار إلى المرجل الإسرائيلي المتصاعد، ولسان حال الإماراتيين أنهم سوف يستقبلون جمع الزعماء الإسرائيليين بعد الانتخابات بما يليق بـ”الملوك”، لكنهم الآن يطالبون بأن يبقوا خارج هذا السباق الانتخابي الإسرائيلي”.