هاليفي: حماس لم تتخلَّ عن المقاومة لكنها تعرف كيف تنتج عمليات ديمقراطية
قال جنرال إسرائيلي إن “هناك تغييرا كبيرا تشهده الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة في السنوات الأخيرة، من خلال دمج الجهود الدبلوماسية مع السلوك العسكري مع الوسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة، بجانب توجيه إسرائيل لضربات قوية على أهداف لحماس في غزة، تضمنت استهداف الأنفاق وأنظمة الإطلاق ومصانع الصواريخ، وتشديد العقوبات الاقتصادية على الحركة، ثم إدخال الوسطاء إلى القطاع”.
وأضاف هآرتسي هاليفي قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الذي يتوقع أن يترك منصبه في الأيام القادمة، في حوار مع القناة 12، ترجمته “عربي21” أن “عام 2020 انتهى بإطلاق 170 صاروخا على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة مقارنة بعام 2019 الذي شهد إطلاق ألف عملية إطلاق، كما أنه حدث انخفاض في عدد المحاولات الفلسطينية لعبور السياج الحدودي، وهم يحملون قنبلة يدوية أو سكينًا”.
المعركة بين الحروب
وأكد أن “السياسة الإسرائيلية تجاه غزة تقتضي منع تكثيف السلاح فيها، باستمرار لصيغة “المعركة بين الحروب”، ومواصلة مفعول الصفقة القائمة مع غزة التي تؤدي للتغيير في طبيعة الهجمات التي تستهدفها، معتبرا أن اشتباك حماس مع القوة الإسرائيلية الخاصة بمدينة خان يونس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، هو الأصعب بالنسبة له حتى الآن، لأنه تم الكشف عن أفرادها، وإنقاذهم من قلب الجحيم، وتفادي كارثة أشد بكثير”.
وأوضح أن “نتيجة هذه الكارثة الأمنية العسكرية التي شهدتها خانيونس لا يمكن تصور آثارها على إسرائيل، لأنها اعتُبرت ذات أهمية عملياتية واستخباراتية عالية، باعتبارها جزءا من المعركة بين الحروب MMB التي تشنها إسرائيل في سوريا والعديد من دول الشرق الأوسط، وتقوض “مفاجآت” الأعداء، وتظهر استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب القادمة، وعمله على تقليصها”.
وكشف النقاب عن أن “القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، تعمل تحديدا في غزة الآن بشكل مكثف ضد ما تبنيه حماس، على سبيل المثال قوتها البحرية الخاصة، وطائراتها الشراعية، والطائرات بدون طيار، وألحقت أضرارا بسفن بحرية تابعة للحركة، كما أن الضربات الجوية الإسرائيلية تتركز على مواقع إنتاج الصواريخ، وممرات الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، التي يتمركز فيها كوادر حماس في قلب قطاع غزة”.
انتخابات حماس
واعترف قائلا إن “الانتخابات الداخلية الأخيرة لحماس في غزة تؤكد أنها تعرف كيف تنتج عمليات ديمقراطية، صحيح أن حماس لم تتخلَّ عن المقاومة التي بنيت قوتها منها، لكنها تعطي الأولوية الآن للوضع المعيشي في القطاع، حيث تم انتخاب سيدتين لقيادة الحركة، وربما يكون لدى بعض الأحزاب في إسرائيل الفرصة للتعلم من المنظمة بشأن هذه القضية، والنتيجة أن هذا قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل غزة في المستقبل القريب”.
وأوضح أن “الجيش الإسرائيلي غير سياسته تجاه حماس في غزة، واختار طريقا مختلفا، وأطلق عليه حملة ترسيم الحدود، وفي السنوات الأخيرة صاغت القيادة الجنوبية مفهومًا جديدًا تجاه حماس في غزة، توصف بأنها محيط مليء بالأنهار الجليدية، ما يتطلب رحلة بحرية ثابتة ودقيقة، أو بصورة أخرى كسائق يسير على طريق مليء بالمسامير، الوضع الأمني في غزة هش، وتم تصميم هذه الممارسة لدمج المسارين السياسي والعسكري”.
وكشف النقاب عن أنه “في عهده، تم بناء تعاون كبير بين الأجهزة الأمنية، سواء القيادة الجنوبية مع نظرائهم في جهاز الأمن العام- الشاباك، وبجانبهما القوات البحرية والجوية، وجميعها قادت الجهود العسكرية ضد حماس في قطاع غزة، رغم أنه كانت هناك خلافات بينها على طول الطريق”.
وأكد أن “الخطة الحربية الجديدة الإسرائيلية في الجبهة الجنوبية مفادها “مساحة أقل، فعالية أكبر”، وفي الوقت ذاته انخرطت القيادة الجنوبية في الاستعدادات للحرب، لأن هشاشة الوضع الأمني في قطاع غزة تعني أنه في أي لحظة قد يؤدي حدث صغير إلى التصعيد العسكري، ومن هناك إلى “انفجار”، يحمل جولة عسكرية أخرى، من خلال خطة “رأس الجنوب” التي تتضمن تغييراً في الخطط العملياتية الإسرائيلية في غزة”.
وأوضح أن “العنصر الأساسي في تلك الخطة يحدد مقدار الأراضي الفلسطينية التي قد يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وعدد النشطاء الذين سيتم القضاء عليهم، والبنية التحتية للمنظمات التي تهاجمها، وقد نضجت هذه الخطة بعد الحروب الرئيسية الثلاث التي شهدها قطاع غزة في السنوات الأخيرة: الرصاص المصبوب 2008، عمود السحاب 2012، الجرف الصامد 2014”.
الأنفاق والكوماندوز
وأشار إلى أن “القيادة الإسرائيلية تعلمت من الحروب الإضرار بقدرات المنظمات الفلسطينية، واستهداف نشطائها وقواتها الخاصة، مثل الكوماندوز البحري ومقاتلي الأنفاق والبنى التحتية الأخرى والمقرات والمساكن العليا ومخازن الأسلحة ومواقع تصنيعها، ويعتمد هذا المفهوم التشغيلي على ارتباط بين عدة عوامل تشمل الضربات الجوية والبرية والبحرية؛ وإدخال قوة قليلة فقط في الأماكن المؤثرة، بقوة نيران قوية، وإقامة قصيرة في الميدان”.
وأشار إلى أن “مثل هذه الخطة العسكرية ستؤدي لوقوع إصابات، وعمليات اختطاف للجنود، لأن حماس بنت شبكات أنفاق تحت غزة، وسكبت كميات من الخرسانة المصبوبة تحت الأرض، لكن خطة الحرب الجديدة تجلب للمستوى السياسي الإسرائيلي حلاً يقنع صانعي القرار، رغم أنه يجد صعوبة باتخاذ قرارات دراماتيكية، والاعتقاد بقدرة الجيش على المناورة”.
وأوضح أنه “يجري حاليًا الانتهاء من بناء الجدار الحدودي المتمثل بسياج علوي وجدار خرساني محمّل بأجهزة استشعار تحت الأرض، وتم الكشف عن 20 نفقا مخترقا، لأن العمل الدفاعي على الحدود يزيد الشعور بالأمن في المستوطنات القريبة من السياج، وليس من المؤكد أن الجيش انتهى من الأنفاق، وفيما تبحث حماس عن طرق لتجاوز الجدار، فإن إسرائيل ستواصل البحث عن الأنفاق حتى لا تتفاجأ”.