رابح بوكريش
فجأة ومن دون مقدمات يخرج لنا بايدن بخرجه غير متوقعة على الإطلاق تبين من خلالها أن أمريكا لا تحاسب حلفائها مهما ارتكبوا من جرائم ؟”
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لم يسبق للولايات المتحدة، أن عاقبت الحاكم الفعلي لدولة حليفة، في إشارة إلى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
الواقع أن العالم كان يتصور أن يتخذ بايدن عقوبات صارمة ضد بن سلمان بعد أن جعل هذه القضية عنوان في حملته الانتخابية ” سأجعل ابن سلمان يندم على ما فعله لن أتركه يفلت من العقاب…” لا أدري ماذا حدث .. ولا أدري ماذا جرى على ارض الواقع حتى يخرج الرئيس بايدن بهذه الخرجة .
على كل حال أمريكا معروفة بكونها تخلق الإرهاب ثم تحاول محاربته !!
ويقال أن دور السعودية كمنتج مؤثر للنفط، وعضو عربي مهم في التحالف المناهض لإيران، وزبون رئيسي لمبيعات الأسلحة الأمريكية، من وجهة نظرهم، يفرض “إعادة ضبط” العلاقة بدلا من “تمزيقها”. علاوة على ذلك، فإن الإدارة التي تعتبر أولى أولوياتها في السياسة الخارجية هي مواجهة الصين الصاعدة، يجب أن تتجنب دفع السعودية إلى أحضان بكين.
لو جاءني الإنس والجن قبل صدور بيان بايدن حول القضية و قالا لي أن بايدن لن يعاقب بن سلمان لكذبتهم .. وأقسمت لهم أن ذلك من نسج الخيال . هذه هي أمريكا .. سيعيش الإنسان عمره ولا يعرف حقيقتها “.
لهذا لا يمكن لأي عبقري أن يرسم خريطة واضحة للسياسة الأمريكية ..حتى رئيسها لا يستطيع فعل ذلك لأنه بكل بساطة لا يعرف ماذا يجري داخل “سي آي ايه ” ولا يعرف حتى برنامجها في يوم واحد . وهنا لا يجب ان يغيب عن الأذهان دور العقلاء في مجلس النواب والشيوخ في العمل من أجل ايجاد طريقة لمحاسبة بن سلمان على أفعاله الطائشة . على كل حال: مهما طال الزمان لن يفلت المجرم بجريمته من العقاب، وسيأتي يوم سيدفع فيه المجرم الثمن في الدنيا قبل الآخرة.
كاتب جزائري