أكد مسؤول فرنسي رفيع لـ”نداء الوطن” أنه في حال توصّل الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري يوم الاثنين المقبل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة من وزراء غير فاسدين، فسيبادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فوراً إلى الدعوة لعقد اجتماع للمموّلين الدوليّين لإنقاذ لبنان.
وأوضح المسؤول الفرنسي أنّ ما قاله ماكرون مساء الخميس لناحية أنّ “وقت الاختبار للمسؤوليات انتهى ويجب علينا في الأسابيع المقبلة تغيير النهج والاسلوب”، يشير إلى أنّ “لبنان قيد الانهيار والرئيس الفرنسي يرى أنه يحتاج إلى المزيد من الضغط على عدد من المسؤولين في لبنان، واعادة شركائنا في المنطقة وفي الخليج إلى اللعبة كما علينا البحث مع الايرانيين بالموضوع، فبالنسبة لفرنسا حالياً جبران باسيل هو المعطّل، علماً أنه لا يتحمل كل المسؤولية فنحن في فرنسا لسنا ساذجين”. وأضاف: “العقوبات وحدها لا يمكن أن تكون حلاً في لبنان، ولكن هناك تصرفات لدى بعض المسؤولين هي المشكلة”.
ولفت إلى أنّ باريس لم تصل الى استنتاج نهائي لفرض عقوبات “والرئيس ماكرون لم يتكلم عن عقوبات، ولكننا في طور دراسة امكانيات تتيح لنا زيادة الضغط، من بينها احتمال فرض عقوبات، ولكنها مسألة غير مقرّرة بعد، فمن إجل اتخاذ عقوبات في بروكسل يتطلب ذلك اسساً قضائية”.
وقال المسؤول الفرنسي: “الحالة في لبنان تزداد تدهوراً كل يوم والحالة تسوء، وجبران باسيل يعطّل وسعد الحريري مهتم بأعماله ولبنان في هذا الوقت يتجه إلى زوال”، وأضاف: “الرئاسة الفرنسية لم تتكلم عن حكومة تكنوقراط، بل تكلمت دائماً عن حكومة بوزراء غير فاسدين ينالون الثقة، على أن يكونوا وزراء من خارج الأحزاب ويمكنهم الحصول على دعم الأغلبية في البرلمان كي ينفذوا الاصلاحات، ونحن ليس لدينا رأي أو تدخل في الاسماء، ولكن إذا كانوا وزراء فاسدين فلا يمكن الحصول على أموال ومساعدات، و”حزب الله” كان قد وافق على ذلك منذ اللقاء مع الرئيس الفرنسي ثم طالب “حزب الله” بوزارة المالية ومنحه إياها الحريري، فباريس لا تبالي إذا كان وزير المالية شيعياً أو سنياً أو مسيحياً، ما يهمها ألا يكون فاسداً لأنه إذا أعطي التمويل فيجب ألا يكون تمويلاً لجيبه”.
وعن الموقف الإيراني، أجاب المسؤول الفرنسي: “المهم بالنسبة لطهران هو “حزب الله” والمال والمعدات والحاجيات التي تأتي عبر لبنان بالدعم لبشار الاسد، فهذا هو ما يهم ايران في لبنان فقط، وليس لديها فكرة او اهتمام بصيغة أو اسماء الوزراء في لبنان إذ إن اهتمامها محصور بـ”حزب الله” وسيطرته في لبنان ودعمه لسوريا”. وأكد المسؤول الفرنسي أنه وبخلاف ما ورد في إحدى وسائل الإعلام اللبنانية، “المسؤولون الاسرائيليون الذين التقاهم الرئيس ماكرون لم يتطرقوا بتاتاً إلى الموضوع اللبناني، بل ركزوا كل الحديث حول ايران ولم يقولوا كلمة واحدة حول لبنان”.