ضغط دولي على الطبقة السياسية لن يسمح بدخول لبنان الفوضى عون والحريري عرضا التأليف انطلاقاً من “فرصة” يجب استغلالها
فعل الضغط الدولي فعله المباشر في عملية اعادة تحريك عجلة تأليف الحكومة، فكان الممر لاعادة التواصل بين بعبدا وبيت الوسط، هو “الطرق بعنف على باب بيت الوسط ليفتح قابله طرق مماثل على باب قصر بعبدا” فكان لقاء الساعة امس الذي اعاد امور التأليف الى نصاب الشراكة الدستورية بين رئيس مكلف ورئيس جمهورية.
وفي معلومات لـ”نداء الوطن” ان السبب “الجوهري للاندفاعة الجديدة هو رسائل دولية واضحة وصلت من عواصم القرار لا سيما واشنطن وموسكو وباريس بأن هناك مهلة اسقاط وليس الحث لولادة الحكومة، يجب الا تتجاوز نهاية الشهر الحالي، والا فان الارادة الدولية ستجتمع على حتمية امطار الطبقة السياسية بوابل جديد من العقوبات وصولاً الى قطيعة تامة مع كل اركانها”.
واوضحت “ان ما يأتي من أجواء من واشنطن يفيد بأن ادارة الرئيس جو بايدن ابلغت الى كل من راجعها بالامر، وتحديداً الرئاسة الفرنسية، بأنها مع تأليف الحكومة في لبنان بلا ابطاء، في ظل تقارير وصّفت الوضع وفق الآتي:
اولاً: كان المطلوب تشكيل حكومة اختصاصيين تنفذ الخطة الاصلاحية التي تم الاجماع عليها في قصر الصنوبر مع الرئيس ايمانويل ماكرون ولكنها لم تشكل.
ثانياً: استطاعت الطبقة الحاكمة في لبنان الانتقال الى مرحلة جديدة وهي تشكيل حكومة اختصاصيين مهمتها انقاذ الوضع الاقتصادي والمعيشي والمالي والنقدي المنهار، وهي الى الآن لم تتشكل ايضاً.
ثالثاً: بناءً على ذلك، لن يسمح المجتمع الدولي لهذه الطبقة السياسية بالانتقال الى المربع الثالث الذي يقول فلنشكل حكومة كيفما اتفق لانقاذ لبنان من الفوضى الاهلية والامنية في الشارع، اذ ممنوع وصول لبنان الى مرحلة فقدان الاستقرار الامني الذي ستكون له تداعيات خطيرة في ملف النزوح السوري في لبنان”.
واكدت المعلومات ان “الاستمهال للقاء مجدداً يوم الاثنين المقبل، هو عملياً ووفق المعطيات بدء العد التنازلي للتأليف وليس للاعتذار او الابقاء في حالة التكليف او الذهاب الى الفوضى، وان المجتمع الدولي سيستمر بالضغط بكل الوسائل السياسية والديبلوماسية لفرض عملية تأليف الحكومة.
وفي المعلومات الرسمية، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الملف الحكومي على ضوء الاتصالات والمشاورات التي جرت في الفترة الأخيرة.
الحريري: حكومة من 18 وزيراً
وبعد اللقاء قال الحريري: “تحدثت مع رئيس الجمهورية حول تطلعاتي لحكومة مؤلفة من 18 وزيراً من الاختصاصيين والتي بات يعرفها الجميع، لإنقاذ البلد من الازمة الاقتصادية التي نعيشها، لان الهدف الأساسي لاي حكومة في نهاية المطاف هو وقف الانهيار الذي نواجهه اليوم. استمعت لملاحظات رئيس الجمهورية، واتفقنا على الاجتماع مجدداً يوم الاثنين المقبل للخروج بنتيجة واضحة للبنانيين حول الحكومة بإذن الله، وسيحمل اللقاء المقبل أجوبة أساسية حول كيفية وصولنا الى تشكيلة حكومية في اسرع وقت ممكن”. أضاف: “الهدف من أي حكومة هو السير مع صندوق النقد الدولي IMF في عملية وقف الانهيار، ولنعيد الثقة لدى المجتمع الدولي. فالليرة اللبنانية تتدهور كل يوم، وفعلياً من الناحية الاقتصادية، ليس هناك ما يبرر ان تنخفض قيمتها بهذا الحجم، انما ما يبرر ذلك هو غياب الأفق لدى الناس، لدى الاب الذي يرغب في إيصال أولاده الى المدرسة، وتقديم الطبابة لعائلته. لذلك، إن الهدف الأساسي للحكومة التي يجب ان تتشكل في اسرع وقت ممكن، هو وقف كل هذه الأمور، واعطاء الناس الأفق لوقف الانهيار الحاصل لليرة اللبنانية”.
وأضاف: “قد يكون اللبنانيون عاينوا امس الاصطدام بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وانا هنا اليوم لنحاول التخفيف من هذا الامر وتهدئة الأوضاع. سنكون امام اجتماع ثان الاثنين المقبل، وكما كنت صريحاً معكم، سأبقى كذلك واطلعكم على كل ما يحصل. اليوم نحن امام فرصة، علينا استغلالها والتفكير للخروج بأمر ما الاثنين المقبل”.