أبلغ مرجع مسؤول إلى صحيفة «الجمهورية» قوله: «الفرنسيون حريصون على لبنان ويستمرون في إسداء النصح، والاميركيون ابلغونا بشكل مباشر انّهم يريدون حكومة في لبنان في اسرع وقت، للبدء بالإنقاذ والاصلاح، وكلاهما، الاميركيون والفرنسيون، اكّدوا لنا استعدادهم لتقديم كل ما يلزم من مساعدة عندما يستقيم الوضع الحكومي. ولمسنا استعداداً من الأشقاء للوقوف الى جانب لبنان. ومع الأسف، رغم كل ذلك، هناك من هو مصرّ على سدّ الأفق اللبناني، وإبقاء الوضع مترنحاً في هذا التخبّط والخواء الحكومي، في اصعب مرحلة يشهدها لبنان، ويُطفئ اي بصيص امل في تفاهم على حكومة إنقاذية، ويصرّ على تضييعها في صغائره».ولفت المرجع، الى انّ «الجريمة التي ارتُكبت بحق اللبنانيين في الايام الاخيرة، عبر محاربتهم بلقمتهم ورفع سعر الدولار الى مستويات جنونية، كان يُفترض بالحدّ الادنى ان يحرّك الامور باتجاه تأليف الحكومة رحمة باللبنانيين. ولكن مع الاسف، تبيّن انّ بعض العاملين على خط التأليف يعيشون في كوكب المكاسب والمصالح الآنية، ويرفضون النزول الى ارض الواقع. ومن هنا، فإنني ازاء هذا الوضع اعبّر عن خوف كبير على لبنان، وهي المرة الاولى التي اصل فيها الى هذا المستوى من الخوف، انا خائف على وجود لبنان، ولديّ من المعطيات ما يجعلني أُصاب بالهلع لما هو آتٍ علينا وعلى البلد. فلبنان يكاد يصبح اسماً على الخريطة، ولن يكون قادراً على الاستمرار حتى لثلاثة او اربعة اسابيع على الاكثر. وهي اسابيع مصيرية، فإما ان نوجد حلاً، واما ان نحضّر أنفسنا للأسوأ. واما الآن، فقد دخلنا في مرحلة الانفجار، واخشى حصوله في اي لحظة تدفع بالبلد الى الانهيار الكامل، بحيث لا يبقى في البلد لا ليرة ولا دولار ولا لقمة في متناول اللبنانيين».
ورداً على سؤال قال: «تعقيدات الأزمة مفتعلة في الداخل، ولا علاقة للخارج، بل بالعكس، الخارج يتحدانا لأن نشكّل حكومة. ولكن كفى ضحكاً على الناس، كل العقدة المعطّلة لتأليف الحكومة مرتبطة بالثلث المعطّل، الذي يريده رئيس الجمهورية وفريقه. هناك ليونة من كل الاطراف الاخرى للتعجيل بتشكيل حكومة، في مقابل تصلّب على مطلب الثلث المعطّل الذي أسقط كل المبادرات والوساطات التي جرت في الآونة الاخيرة. ولو كان لدى المعنيين بهذا الامر، الجرأة والتصريح علناً بما يُقال في المجالس والغرف الضيّقة حيال هذا الامر. ومن هنا انا اجزم انّ مجرّد الاعلان عن التراجع عن مطلب الثلث المعطل فإنّ الحكومة تتشكّل فوراً».