جهاد نافع-الديار
السفارة التركية تعدّ اللوائح ل22 ألف مواطن من اصول تركية لمنحهم الجنسية
ثمة اعتقاد لدى مختلف الاوساط السياسية الشمالية من طرابلس الى عكار، أن هناك في الخفاء من يحضر لعمل امني كبير ساحته طرابلس، وقد يمتد الى عكار.
هذا الاعتقاد ليس نتاج مخيلة او وهم، انما هو نتاج مؤشرات واحداث متتالية تحصل على وقع الازمة المعيشية والاقتصادية والمالية التي تفاقمت وبلغت مستويات عالية من الاحتقان اثر تجاوز سعر صرف الدولار الـ 18 ألف ليرة، ويستمر بالصعود دون سقف محدد بحيث تشير التوقعات الى ارتفاع سعر الدولار الى ما فوق العشرين ألف ليرة.
في مناطق شمالية عديدة وبشكل خاص في طرابلس، وفي عكار، مؤشرات خطرة ابرزها، ارتفاع عمليات النهب والسرقة بكل اشكالها، عمليات النشل وسرقة السيارات والدراجات النارية، اقتحام منازل ومحلات تجارية واعتداءات وعمليات انتقام وثأر شخصية…
وتشير مراجع شمالية الى ان الشمال بات هدفا لاجهزة خارجية، ولا تزال طرابلس صندوق البريد الذي تعود اليه بعض الجهات السياسية كلما دعت الحاجة. فمن يلعب بالساحة الطرابلسية خاصة والشمالية عامة؟
تتحدث مصادر مطلعة ان الشمال هي المنطقة الاكثر تأثرا بالازمات المالية والمعيشية والاقتصادية وان نسبة الفقر والجوع فيها تجاوزت الستين بالمئة لعدة اسباب ابرزها:
– اولا : انها منطقة محرومة في الاساس منذ سنوات طويلة.
– ثانيا : انها المنطقة التي تنعدم فيها موارد الرزق وترتفع مستويات البطالة.
– ثالثا : لانها المنطقة التي تضم نسبة عالية من موظفي القطاع العام الذين انخفضت لديهم القيمة الشرائية لرواتبهم والتي باتت لا تشكل اكثر من مصروف ثلاثة ايام في احسن الاحوال.
هذه الاسباب وغيرها جعلت من الشمال هدفا لقوى خارجية باتت تلعب وتتلاعب بالشمال وبأهله تحت عناوين اقتصادية معيشية وشعار الفقر والجوع…
يكشف احد المراجع الشمالية ان اكثر من دولة خارجية تصب اهتمامها على الشمال وبشكل خاص طرابلس كونها الخزان السني الاول في لبنان، وعكار كونها المنطقة الحدودية المتاخمة لسوريا.
برأي المرجع الشمالي ان دولا خليجية تهتم منذ مدة بطرابلس والشمال وتولي اهمية لدعم قيادات سياسية وجمعيات محلية وابرز هذه الدول هي السعودية عبر سياسيين وعبر جمعيات خيرية تصلها مساعدات غذائية شهرية توزع حسب لوائح على المواطنين في الشمال وبعضها يوزع عبر مساجد ومراكز دينية.
ودخل على خط الدعم في الشمال مؤخرا تركيا التي سبق لها أن كانت لها اليد الطولى في ترميم وتأهيل الآثار العثمانية والتي تطورت الى تنفيذ مشاريع انمائية ومساعدات غذائية وبرز مؤخرا المساعدات التركية التي قدمت الى بلدية طرابلس التي تعرضت للحريق فكانت تركيا السباقة في تفقد البلدية وتقديم الدعم اللازم ويوم امس الاول تقديم هبات لمئات الطرابلسيين عبر البلدية المذكورة.
اما في عكار فقد باشرت السفارة التركية اعداد اللوائح للمواطنين من اصول وجذور تركية بغية تجنيس ما يقارب الـ 22 ألف مواطن من اصول تركية في عكار وطرابلس، وهي خطوة فريدة في نوعها لم تقدم عليها اي دولة، وتعتبر الادارة التركية ان الذين يستحقون الجنسية التركية هم في الاساس مواطنوها وحق مكتسب لهم، ولذلك فان المشاريع والخدمات التركية التي قدمت ولا تزال تقدم في عكار فاقت خدمات الدولة اللبنانية منذ الاستقلال والى اليوم، ولهذه الخدمات دلالات شتى وفق رأي المرجع الشمالي.
ولا يخفي المرجع الشمالي ان سفارات اجنبية باتت حاضرة في الساحة الطرابلسية عبر جمعيات مدنية وناشطين محليين، ولهذه السفارات اهداف مختلفة كل من مصالحه، وتسعى لان تكون طرابلس والشمال ساحة ضغط سياسي – أمني – اقتصادي على الطبقة السياسية الحاكمة ويتم الدخول الى هذه الساحة من بوابة الفقر والجوع والوجع الضاغط على العائلات، وان هناك خشية من انفجار أمني تكون ساحته طرابلس التي تدفع الثمن في كل ازمة سياسية تمر بها البلاد.
وازاء الواقع المأسوي يرى المرجع الشمالي ان الرهان اليوم على وعي المواطن وعلى القوى السياسية الوطنية والقيادات التي يقتضي منها المسارعة للجم التدهور الامني وضبطه، فيما الطبقة السياسية الحاكمة تقف متفرجة على ما يدور من احداث ومن انهيار اقتصادي مالي مخيف ومرعب لجميع العائلات الفقيرة ومن ذوي الدخل المحدود.