تطوّر بارز على خط العلاقات التركية-السعودية.. المفتاح بيد “بيرقدار TB2″؟
ترجمة فاطمة معطي-لبنان24
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تقارب بين السعودية وتركيا ربطه محللون بالتطورات المتسارعة في المنطقة، وعلى رأسها تولي جو بايدن الرئاسة خلفاً لدونالد ترامب. فبعد الاتصال بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قُبيل عقد قمة مجموعة العشرين في تشرين الثاني الفائت لتأكيد رغبة المملكة بإبقاء قنوات الحوار مفتوحة من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وتسوية القضايا الخلافية، نُشرت تقارير عديدة تحدّثت عن تواصل فعلي خليجي-تركي “علني وسري” بالتزامن مع إعادة تحريك عجلات السياسة الخارجية في الخليج وواشنطن.
لم تخلُ الأجواء الإيجابية من تصريحات هجومية، كان آخرها أمس. ففي تصريح له، قلل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار من شأن المناورات العسكرية المشتركة بين اليونان والسعودية، مشيراً إلى أنها لا تعني شيئاً أمام قدرات تركيا العسكرية. وفي انتقاد مباشر لليونان، قال أكار: “نحن كالعادة نحترم القوانين الدولية والحوار، لكن مع الأسف لا تزال اليونان تتصرف بأسلوب التهديد بما يتنافى مع حسن الجوار ويزيد التوتر ويعرقل تأسيس علاقات جوار حسنة”.
إلا أنّ التصريح البارز على مستوى العلاقات الثنائية جاء على لسان أردوغان نفسه أمس، إذ كشف الرئيس التركي أن “السعودية تطلب مسيّرات من تركيا”. وقال أردوغان: “تلقينا طلباً من السعودية بخصوص الطائرات المسيّرة المسلحة”؛ علماً أنّ تعليقاً لم يصدر من الجانب السعودي حتى كتابة هذه السطور.
في تقرير له، اعتبر موقع “المونيتور” الأميركي أنّ إعلان أردوغان يمثّل “أحدث إشارة محتملة إلى ذوبان الجليد” بين البلديْن، بعدما توقفا عن التعاون على المستوى الإقليمي عقب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في العام 2018.
وفي تقريره، حدّد الموقع ظروف إعلان أردوغان، مذكراً بانتقاد المسؤولين الأتراك حضور الرياض “منتدى فيليا” أو “منتدى الصداقة” في شباط الفائت؛ شارك في اللقاء وزراء دفاع فرنسا واليونان ومصر والإمارات والبحرين.
وبحسب ما كتب “المونيتور” فإنّ هذه البلدان سعت إلى التعاون في ما بينها على مستوى الدفاع والاقتصاد في شرق المتوسط رداً على طموحات أنقرة في ما يتعلق بحقوقها بالموارد النفطية وانخراطها في ليبيا. إلى ذلك، تطرّق الموقع إلى تطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل، كما ذكّر بالمحادثات الأخيرة بين أنقرة والقاهرة عقب انقطاع منذ العام 2013.
وبعد هذا العرض، تساءل الموقع عن أهمية الإعلان التركي، موضحاً أنّ الدول الخليجية تتطلع إلى توسيع ترسانتها من المسيرات والصواريخ والأنظمة الدفاعية الجوية في ظل الهجمات التي تتعرض لها. وقال الموقع: “يمكن للتكنولوجيا التركية المغيّرة لقواعد اللعبة أن تمنح أنقرة نفوذاً”.
وإذ لفت الموقع إلى أنّ قطر وأذربيجان وأوكرانيا وضعت في الخدمة مسيّرات مسلحة من طراز “بيرقدار TB2″، قال إنّ تركيا تسعى إلى بيعها إلى دول أخرى، مشيراً إلى أنّ هذا النوع من الأسلحة أثبت فعاليته في ليبيا وناغورني كاراباخ. إلى ذلك، تطرّق الموقع إلى قرار إدارة بايدن وقف بيع الأسلحة إلى السعودية، مفرملاً بذلك الآمال التي عززتها إدارة ترامب وفتحت باب الأسواق الخليجية أمام مصنّعي المسيرات الأميركيين.
هل نشهد تقارباً سعودياً-تركياً قريباً؟
في تحليله، استبعد الموقع حصول تطوّر مماثل، قائلاً: “ما زال الوقت مبكراً”، مذكراً بموقف البلديْن المتعارضيْن في مصر بعد العام 2013، وليبيا والأزمة الخليجية، على سبيل الذكر لا الحصر. ولكن سرعان ما تحدّث الموقع بنبرة إيجابية، قائلاً: “مع بداية انحسار الخلاف الخليجي والحرب الليبية، قد تكون احتمالات حصول تعاون إضافي قيد النشوء”.