ترجمة فاطمة معطي-لبنان24
التدافع هو نفسه على مستوى العالم والخليج، والجميع يسعى إلى وضع استراتيجية للتعاطي مع الحرب الباردة الحتمية بين الولايات المتحدة والصين، هذا ما أكّده مقال تحليل نشره “معهد الشرق الأوسط”.
ويقول التقرير إنّ الدول الخليجية قلقة من أنّ الحرب الأميركية-الصينية الباردة قد تجبرها على الاختيار بين واشنطن وبكين، مؤكداً أنّ الخياريْن سيؤديان إلى تداعيات وخيمة على استقرار المنطقة. ويوضح التقرير أنّ الخليج الذي يواجه مفاضلة بين الاعتماد الأمني على الولايات المتحدة من جهة، والاعتماد الاقتصادي على الصين، لا يبدي رغبة في الاختيار بينهما.
ورجح التقرير أن تضطر المنطقة على المدى القريب إلى التعامل بسرعة مع ضغط الولايات المتحدة على حلفائها لحظر شبكات الجيل الخامس الخاصة بشركة “هواوي” الصينية، سواء أكان بشكل رسمي أو غير رسمي.
أمّا على المدى البعيد، فأوضح التقرير أنّه يتعين على الدول الخليجية أن تسعى إلى تحقيق استقلال استراتيجي أكبر عن الولايات المتحدة، مستبعداً نجاح الدول الخليجية في اجتياز الحرب الباردة من دون شق طريقها بنفسها.
هذه الخلاصة توصل إليها التقرير بعد الحديث عن مجموعة من المحاور، أبرزها:
الأمن في مواجهة الاقتصاد
يعتبر التقرير أنّ مخاطر الحرب الأميركية-الصينية الباردة أعلى بالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي بالمقارنة مع منطقة أخرى حول العالم. ففي حين تلعب الولايات المتحدة دور الضامن الأمني للمنطقة منذ العام 1990 عبر وجودها العسكري واسع النطاق في دول الخليج، برزت الصين كأكبر مستورد للنفط من هذه الدول. فقبل جائحة كورونا والتباطؤ الاقتصادي الناجم عنها، زود الخليج الصين بنسبة 28% من إجمالي حاجتها من النفط. ومن جهتها، صدّرت السعودية ثلث نفطها إلى الصين في أيار العام 2020، ونظراً إلى اعتماد هذه الدول على صادرات النفط، يُعتبر الخليج مرتبطاً اقتصادياً بالصين إلى حدّ كبير، لا سيما في ظل الظروف الراهنة.
شبكات الجيل الخامس والحرب الأميركية-الصينية الباردة
في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب، أطلقت واشنطن مبادرة الشبكة النظيفة التي التزم بموجبها أكثر من 53 حليفاً للولايات المتحدة بفصل التكنولوجيا الصينية، لا سيما هواوي و”ZTE”، عن شبكات الجيل الخاصة وسلاسل التوريد الخاصة بهم. وعندما انتقلت الولايات المتحدة إلى مواجهة النفوذ الصيني في الخليج، انتخب جو بايدن رئيساً، ما أفسح بعض المجال أمام العواصم الخليجية للمناورة ومعالجة مسألة الجيل الخامس والنظر في التحديات الأوسع التي من شأن الحرب الأميركية-الصينية الباردة أن تطرحها.
تحدي الصين سيقود السياسة الخارجية الأميركية في عهد بايدن
لا يعني انتقال الإدارة من ترامب إلى بايدن إعادة ضبط للعلاقات الأميركية-الصينية، إذ أنّ الإجماع متزايد بين الجمهوريين والديمقراطيين ما يتعلق بالتحدي الصيني، إلى جانب دعم متبادل لعدد كبير من السياسات ذات الصلة التي تبنتها إدارة ترامب، وفقاً لما جاء في التقرير.
قمة الديمقراطية
منذ انطلاق حملته الرئاسية، دعا بايدن إلى استضافة قمة للديمقراطيات لمواجهة تقدّم أنظمة مثل النظام الصيني. وفي هذا الصدد، كتب التقرير يقول إنّ القادة الخليجيين يخشون أن يتعدى حدود التحالف الجديد الديمقراطيات ليشمل دولاً في مسعى إلى تغليب كفة الولايات المتحدة في ميزان القوى، مرجحاً أن تتردد الدول الخليجية في أن تكون جزءاً من تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد الصين. ومن شأن تحالف مماثل أن يؤدي إلى تداعيات اقتصادية والتأثير على الحسابات الاستراتيجية في المنطقة، بحسب ما يؤكد التقرير. لقراءة التقرير كاملاً إضغط هنا.
تصريح قطري لافت
في تصريح لافت الأحد، دعا رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم دول الخليج، إلى الاستعداد للتصدي للتداعيات والمتغيرات الناجمة عن المواجهة الأميركية مع كل من روسيا والصين. وكتب بن جاسم في سلسلة من التغريدات على “تويتر”: “هذه المتغيرات قد تفرض واقعاً جديداً وتحديات صعبة على المنطقة فهل نحن مستعدون أو هل سنكون مستعدين؟”.
تركز الإدارة الأميركية الجديدة جهودها لإبطاء نمو الاقتصاد والتكنولوجيا الصينية، فهي تدرك أن التنين الصيني سيتجاوز في سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة أمريكا، ليحتل الاقتصاد الصيني المرتبة الأولى في العالم.
— حمد بن جاسم بن جبر (@hamadjjalthani) March 14, 2021
وقال: “نحن في منطقتنا الخليجية لا بد أن تطالنا بعض حرارة هذه الحرب الاقتصادية بين العملاقين لأن الولايات المتحدة ستضغط بكل الوسائل علينا كي لا نطور التعاون الاقتصادي والعسكري مع الصين“. وأضاف: “روسيا بالنسبة لأميركا مهمة من حيث كونها منافساً عسكرياً لا يستهان به، وسوف تعمل واشنطن كذلك على منع أي نفوذ عسكري روسي في منطقتنا أو إبقائه في أضيق الحدود”.