علي منتش-لبنان24
شهدت الاسابيع القليلة الماضية انكفاءة فرنسية عن الساحة اللبنانية، هذا التراجع ليس طوعيا، بل ينبع من عجز فعلي في تحقيق اي خرق في جدار الازمة السياسية، وبالتالي الاقتصادية.
لا يرغب الفرنسيون في تقديم اي مساعدة مالية للبنان الا في حال تشكلت الحكومة وبدأت عملية الاصلاح ضمن الشروط الغربية، وهذا الامر يبدو بعيدا حتى اللحظة، فبالرغم من الضوء الاخضر الاميركي لباريس الا انها لم تستطع حل معضلات اساسية في الساحة اللبنانية.
الى جانب العجز الفرنسي يلعب عامل عدم حماسة قوى اساسية داخلية للفرنسيين دورا رئيسياً، فتجاوب “حزب الله” مثلا لم يعد ذاته بعد انتهاء ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب، اذ ان طهران بدورها لم تعد ترغب في اعطاء ادوار كبرى للفرنسيين في المنطقة.
ينظر الحزب الى ان الفراغ الذي تتركه واشنطن في المنطقة، لا يجب ان تملأه فرنسا، في المقابل لم يعد “التيار الوطني الحر” مندفعا تجاه باريس خصوصا بسبب تراجع التفهم الفرنسي لمطالبه في الاسابيع الماضية.
اضافة الى كل ذلك لم يستطع الفرنسيون التأثير على السعودية، حتى ان البعض يقول ان تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانول ماكرون الى الرياض يعود في احد اسبابه لعدم الوصول الى اتفاق في الموضوع اللبناني.
هكذا بدأت تطل برأسها مبادرة روسية لم تتبلور معالمها بعد، خصوصا ان الابواب المفتوحة بين موسكو والخليج باتت واسعة جدا وتثمر في الساحة السورية برضى واشنطن او من دونه.
وتعتبر المصادر ان عهد الرئيس ميشال عون من اكثر المتحمسين لدور روسي في لبنان، في حين ان “حزب الله” ناقش تفاصيل سياسية لبنان في زيارته الى موسكو… فهل ينجح الروس بما فشلت به باريس؟