توقع المؤرخ الأمريكي مايكل روبين نهاية مفاجئة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ثم تساءل قائلاً: “من سيخلف أردوغان بعد 18 عاماً من حكمه في البلاد يا ترى”، على حد تعبيره.
في مقال له نشرته مجلة (the National Interest) الأمريكية، قال روبين، الباحث المقيّم في معهد “أمريكان إنتربرايز (AEI)، والمحاضر الكبير في كلية الدراسات العليا البحرية: “بعد 18 عامًا في السلطة، لا أحد يعرف متى وكيف سينتهي حكم أردوغان، لكن رحيله قد يكون مفاجئًا”.
وقال روبن: “الشيء المؤكد الوحيد هو أنه عندما تنتهي فترة حكم أردوغان، سيكون الأمر مفاجئًا أكثر بكثير من أي توقع، إذ لا يستيقظ أي ديكتاتور ويفكر أن اليوم سيكون يومه الأخير”، وفق تعبيره.
وبدأ أردوغان حياته السياسية كرئيس لبلدية إسطنبول، في عام 1994، وقد حكم تركيا منذ عام 2003، وذلك كرئيس للوزراء أولاً ثم كرئيس للجمهورية منذ عام 2014 حتى اليوم.
ولفت روبين، الذي سبق أن عمل في البنتاغون، إلى أن بعض المسؤولين الأتراك في وزارة الخارجية يأملون ويتوقعون أن تعود تركيا إلى “الوضع الراهن” بعد أردوغان، لكنه وصف ذلك بـ”التفكير الساذج”.
روبين أكد أن أردوغان يرغب في بقاء السلطة تحت حكم عائلته من أجل الحفاظ على “الثروة العائلية التي تقدر بمليارات الدولارات والتي جمعها خلال فترة وجوده في المنصب”.
وأفاد روبين أن مشاعر الخوف التي كان يشيعها شركاء أردوغان في قلوب خصومهم خلال حياة أردوغان من أصحاب السلطة والنفوذ سوف تتبدد تماماً بعد وفاته.
وتوقع روبين أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سينقسم على الأرجح بعد وفاة رئيسه أردوغان، خاصة إذا علمنا أن قياديين كان لهم ثقل ووزن قد غادروا الحزب ليؤسسوا أحزابهم المستقلة مثل أحمد داود أوغلو وعلي باباجان.
ورجح الباحث الأمريكي أن تعود تركيا إلى النظام البرلماني القديم بعد رحيل أردوغان، في حال إدراك عدد كافٍ من الأتراك الضرر الذي أحدثه النظام الرئاسي الذي سنّه في عام 2018 وعزز من سلطاته بحيث أصبح الرجل الأوحد في البلاد.
ونصح روبين كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالتوقف عن تجاهل المعارضة السياسية في تركيا والبدء في متابعة العلاقات مع أولئك الذين قد يحلون محل أردوغان بعد سقوط حكمه بشكل أو بآخر.
واختتم الكاتب الأمريكي بالإشارة إلى أهمية دعم الدول الغربية الجهود الرامية إلى تطوير الديمقراطية التركية وتأسيس التعددية السياسية في البلاد.
صحافة أجنبية
المصدر: ناشونال انترست