طوني فرنسيس-نداء الوطن
“قد نمر على تشكيل الحكومة” في لبنان. قال النائب محمد رعد قبل مغادرته إلى موسكو على رأس وفدٍ من “حزب الله” في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.
أوحى رعد ان الوضع في لبنان تفصيل صغير في سياق القضايا الكبرى التي تشغل الطرفين الندّين، حارة حريك والكرملين! وأوضح ان الهدف هو التداول في شؤون المنطقة، موحياً بان البحث سيتناول مروحة من القضايا تمتد على الأقل من العراق وسوريا إلى اليمن وصولاً إلى فلسطين، وإذا سمح الوقت “قد نمر على تشكيل الحكومة”!
من حق رعد وحزبه أن يطمحا إلى الانخراط في هذا النوع من الأبحاث الشاملة، فـ”الحزب” موجود في هذه الأماكن بوصفه عنصراً قتالياً أو خبيراً أو مستشاراً، لكنه لا يعمل في هذه الجبهات بوصفه ممثلاً للبنان ولدولته، أو لأنه قوة من خارج السياق العام. انه موجود في هذه البلدان في “مهمة إيرانية” مهما قيل في وصفها أو أُسبغَ عليها من فضائل. ولذلك فإن أي بحث في ادوار “الحزب” الواسعة هذه ستتم مع إيران مباشرة على الأرجح وليس مع حارة حريك.
وفي المقابل يشكل “الحزب” بجمهوره وانتشاره طرفاً لبنانياً حاضراً وفاعلاً، وبصفته هذه خصوصاً، تتعامل معه موسكو التي تقيم صلات مع مختلف الأطراف اللبنانيين، وتعلن في هذه المرحلة عزمها على دعم تشكيل حكومة تسعى لمنع الانهيار التام في لبنان، وتضع أسساً للنهوض المالي والإقتصادي، بما يسهم في حل المشكلة اللبنانية، ويساعد روسيا المنخرطة في سوريا على مواجهة الانهيار الاقتصادي السوري.
وليس صدفة ان يستقبل لافروف “حزب الله” بعد أسبوع على لقائه الرئيس سعد الحريري “رئيس حكومة لبنان المكلف” في أبو ظبي، وتشديده معه على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة المنتظرة، وهو على الأرجح فعل الشيء نفسه مع ضيفه الحاج محمد رعد.
وفي كل حال، لم يكن لقاء مبنى ستالين حيث الخارجية الروسية، والذي استغرق 40 دقيقة حسب وكالة “فارس نيوز” الإيرانية، ليسمح (إذا استغرقت الترجمة نصف زمنه) بأكثر من استعراض للمطلوب في لبنان، ولا يمنع ان تكون مسائل المنطقة موضع استفاضة في مجلس الدوما ولقاءات إعلامية أخرى.