ابراهيم ناصر الدين-الديار
لا احد من اللبنانيين مهتم بمتابعة مسار تشكيل الحكومة المثير للسخرية، وحده سعر صرف الدولار وارتداداته المخيفة على الوضع الاقتصادي يتصدر الاولويات، «سوق الشنطة» ناشطة، وباتت القناعة راسخة ان ثمة قوى خارجية تدفع البلاد نحو الانفجار، بتواطؤ من قوى داخلية متورطة بمشاريع مشبوهة، والا لماذا يترك اللبنانيون لمواجهة مصيرهم؟ في مقابل سلطة سياسية رهنت مصيرها بالخارج، وتبحث عن رضى عواصم القرار الاقليمية والدولية التي ربطت الساحة اللبنانية بساحات اخرى شديدة التعقيد! فيما يلهون الشعب بتفاصيل «سخيفة» لتبرير الفشل في تاليف حكومة «ما رح تشيل الزير من البير» اصلا. في هذا الوقت تغيب الدولة، ويحلّق سعر الدولار الذي لامس الـ13 الف ليرة، وبانتظار اجراءات المجلس النيابي اليوم لتأخيرالعتمة، التقنين في البنزين يعم البلاد، وجشع التجار «ياكل الاخضر واليابس» والمواد المدعومة، فيما برز بالامس، اقفال العديد من المحال التجارية، ولوحظ فراغ عدد من رفوف السوبرماركت من بعض المواد الغذائية، انها الفوضى تطل برأسها، وسط غياب كامل للحلول والمعالجات، فالدولة تتحلل وفقدت هيبتها، وهذا يعني ان البلاد الموجودة في قعر الهاوية تتجه الى التفكك، بحسب تقارير دبلوماسية حذرت من الفوضى المقبلة!
قرار التعطيل خارجي
وفي هذا السياق، فان انشغال «سعاة الخير» للتقريب بين مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، لا يدعو كونه تضييعا للوقت والجهد، ومحاولة «لملء الفراغ» الداخلي بانتظار الفرج الاقليمي والدولي غير المتاح في الوقت الراهن، وبعد سقوط المبادرة تلو الاخرى في الساعات القليلة الماضية، باتت القناعة راسخة لدى الجميع بأن قرار التعطيل في لبنان خارجي ولا علاقة له بوزير بالزايد او الناقص او «ثلث معطل» او خلاف على هوية واسم وزير الداخلية، ولعل اكثر العارفين بـ»الطبخة» الرئيس الحريري الذي بات على دراية بمواقف الخارج حيث الانشغال اليوم منصب على ايجاد تسوية لملفين معقدين في المنطقة، الملف النووي الايراني، والازمة السورية، وهما ملفان مرتبطان عضويا بالساحة اللبنانية التي تدفع اليوم ثمن التجاذب الدائر بين اللاعبين الكبار على الساحتين الايرانية والسورية. وعلمت «الديار» ان باريس منزعجة وتقر باخفاقها في فصل الملف اللبناني عن أزمات المنطقة، وتعتبر ان الفرصة لم تعد متاحة الان بعدما دخل اكثر من طرف على خط الازمة، واذا كان الاميركيون راغبين في انجاز صفقة كاملة على مستوى المنطقة، فيبدو ان دول الخليج غير بعيدة عن هذا الموقف، والان دخلت موسكو على خط الترويج لحل متكامل يشمل ايران وسوريا ولبنان، وقد سمع الحريري كلاما واضحا من المسؤولين الاماراتيين وكذلك من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حيال ترابط الملفات، وهو ما ستتم مناقشته مع وفد حزب الله الزائر لموسكو هذه الايام.
واذا ما صحت الاستنتاجات الفرنسية، فهذا يعني ان الساحة اللبنانية تبقى مفتوحة على كافة الاحتمالات السلبية وعلى المزيد من التخبط السياسي والاقتصادي والامني بانتظار تسوية، تبدو شديدة التعقيد لاعادة رسم التحالفات وربما الخرائط في المنطقة انطلاقا من الساحة السورية، فيما تحاول اسرائيل استغلال الفرصة لوضع يدها على الثروة الغازية اللبنانية، وسط خلافات داخلية حيال كيفية مواجهة اصرار الاسرائيليين على استخدام «البلطجة» لفرض امر واقع في البحر.
المسارين اللبناني والسوري؟
وفي هذا السياق، تشير اوساط دبلوماسية الى ان حظ لبنان العاثر قد لا يكون فقط بوجود «طبقة» سياسية غير مسؤولة وفاسدة، ومرشحة لنيل جوائز دولية في تضييع الفرص، وانما في تجدد المساعي لايجاد تسوية للملف السوري، حيث تسعى عدة دول لاستغلال حالة الانهيار الاقتصادي المتزامن والمترابط في كلا البلدين لتمرير حلول تخرج من خلالها ايران وحزب الله خاسرين في السلم بعدما دفعا فاتورة كبيرة في الحرب. فاسرائيل تقرّ انه على الرغم من الهجمات في سوريا، تواصل لا تزال إيران تعمق سيطرتها ولا تبدي نيّة للانسحاب من هناك. حزب الله موجود بقوة وفعالية ايضا، ويتواصل تدفق السلاح من مخازن الجيش السوري إلى الحزب…
اضعاف ايران وحزب الله
وتعتقد صحيفة «يديعوت احرنوت» إن طرد الوجود الإيراني في سوريا، وقطع العلاقة بين طهران ودمشق، مهمة صعبة للغاية، وربما متعذرة، ولا سيما عند الحديث عن الوسائل العسكرية فقط. ولكن الرهان الان على الروس، غير متحمسين، برأيها للتواجد الإيراني، كما ان سوريا بحاجة ماسة إلى مليارات الدولارات لإعادة البناء، والعرب والغرب يشترطان لمساعدتها إبعاد الإيرانيين.
وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في الأسبوع الماضي لإعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية. وقال إن الوقت قد حان لكي «يعود البلد إلى وضعه الطبيعي»، وانتقد قانون قيصر الأميركي الذي فرض عقوبات على سوريا. وقال إن الإبقاء على قانون قيصر كما هو اليوم يجعل من الطريق صعبا جدا.
«خارطة طريق» خليجية
ووفقا للمعلومات، سمع لافروف كلاما خليجيا يعد «خارطة طريق» لاخراج سوريا من ازمتها، فمقابل إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية وتخفيف العقوبات، وبدء ضخ الاموال لاعادة الاعمار، المطلوب من دمشق القيام بخطوتين اساسيتين الاول الاستعداد للتفاوض الجدي مع إسرائيل، تمهيدا للتطبيع، وطرد النفوذ الايراني من أراضيها، وهو يشمل المستشارين الايرانيين، وحزب الله.
«تدوير الزوايا»
طبعا يبدو هذا الثمن غير قابل للتسديد، ودونه عقبات كثيرة، حيث لا يمكن تجاوز طهران على الساحة السورية، وهو ما يقر به الروس الساعين «لتدوير الزوايا»، وقد تكون الصورة اكثر وضوحا بعد عودة وفد حزب الله الى بيروت، لكن الثابت بالنسبة للحزب وطهران ان ما لم يؤخذ بالحرب لن يمنح بعد الانتصار فيها، وفي هذا السياق، يعتقد الايرانيون أن الوقت قد حان لكي يعترف المجتمع الدولي بانتصار النظام السوري، ولا حل الا بتخفيف العقوبات للبدء باعادة البناء دون تقديم اي تنازلات ذات قيمة في السياسة.
الانهيار الاقتصادي المتزامن؟
ووفقا لاوساط سياسية بارزة، لم يعد بالامكان فصل الانهيار الممنهج للاقتصاد اللبناني عن ما يحصل في سوريا، ما يجعل تلازم المسارين امرا واقعا، وهو ما يزيد من الامور تعقيدا، وفي مقارنة بسيطة يمكن ملاحظة تلازم الانهيار النقدي والمالي بين البلدين على نحو ملفت،فتزامنا مع بدء تدهور قيمة الليرة اللبنانية كانت المساعدات الإنسانية الدولية سببا في إبعاد شبح الجوع عن سوريا حتى 2019 ضربت البلاد سلسلة من الأزمات المفاجئة، منها انهيار النظام المصرفي اللبناني حيث تم تجميد كميات كبيرة من الأموال السورية المودعة في المصارف اللبنانية،وهذا الامر ليس تفصيلا، وربما يفسر جزءا من اسباب تخلي الغرب عن حماية هذا النظام الذي كان يحظى بتغطية لا متناهية، وجاء قانون قيصر الاميركي الذي فرض عقوبات قاسية ليقضي على اي فرصة لانتعاش الاقتصاد السوري. واليوم على وقع انهيارالليرة اللبنانية تنهار قيمة الليرة السورية ولم تعد تساوي شيئا، والدولار يساوي 4.000 ليرة، مقارنة مع 47 ليرة للدولار قبل 10 أعوام، أي خسارة نسبة 98% من قيمتها، وهو ما يجعل الراتب العادي يساوي دولارين في اليوم.
مساع روسية – فرنسية
ويبدو لافتاً أن لقاء الدوحة الروسي – القطري – التركي أسفر عن إطلاق مسار سياسي مواز لمسار آستانة، واذا كانت روسيا هي اللاعب الأول في سوريا، لكنها ليست اللاعب الوحيد، وتدرك موسكو أن إدارة الرئيس جو بايدن المهتمة بالاتفاق النووي مع إيران، قد لا تكون مهتمة بمنح الرئيس فلاديمير بوتين من تحقيق انجاز دون ثمن مقابل. وهذا الثمن لا يمكن ان يدفع من «جيب» طهران. ولهذا فليس من مصلحة لبنان ربط أزمته بالتسوية السورية او الملف النووي الايراني، وهو امر تحاول موسكو جاهدة العمل عليه، وتحظى فقط بتأييد فرنسي لا يبدو كافيا لفصل المسار اللبناني عن ملفات المنطقة، ولهذا تتوقع مصادر مطلعة ان يتواصل الانهيار اللبناني المفتوح على كافة المخاطر اذا لم يحصل الفصل بين الملفات… فهل تنجح موسكو وباريس؟
لافروف يتفهم دور حزب الله
في هذا السياق، انهى وفد حزب الله محادثاته الرسمية في وزارة الخارجية الروسية بالامس، ويستكملها في مجلس الدوما اليوم، ووفقا لاوساط مطلعة على لقاءات الوفد، ليس تفصيلا في الشكل الاقرار الروسي بالدور الرئيسي والفاعل لحزب الله على الساحة اللبنانية وفي المنطقة، وهو امر انعكس على مضمون الاجتماع بين وفد الحزب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي استمر نحو 40 دقيقة، ووصفته تلك المصادر بانه كان جيد جدا وجرى خلاله بحث كافة الملفات الساخنة في المنطقة. وفي هذا السياق، جرى البحث «بتفاصيل» الملف اللبناني وخصوصا تشكيل الحكومة، وكان واضحا تفهم لافروف لدور الحزب بتسهيل تشكيل الحكومة، وشجع على الاسراع في تاليفها.
كما دان لافروف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، وكذلك استخدام اجوائه لتنفيذ اعتداءات على الاراضي السورية. في المقابل دعا رعد موسكو للعب دور اقليمي اكبر يتناسب مع دورها في المنطقة، وقد استكمل بحث الملفات على غداء عمل مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف حيث تم بحث ملفات اليمن، وسوريا، والعراق، والملف اللبناني. وفيما اكد رعد بعد لقائه لافروف ان اللقاء كان ودياً وصريحاً وتم البحث في أوضاع لبنان والمنطقة، مؤكدا انه تم عرض الوضع الحكومي وحزب الله حريص على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، دعت وزارة الخارجية الروسية في بيان الى الاسراع بتشكيل حكومة مهمة برئاسة سعد الحريري.
«بلطجة» اسرائيلية غازية؟
وفيما تنهار البلاد على كافة الاصعدة، تستغل اسرائيل الموقف بمحاولة فرض وقائع بحرية لسرقة الغاز اللبناني، وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى انه قد تم تلزيم شركة «انرجيان» اليونانية الحفر قرب حقل «كاريش ضمن مساحة 2290 كيلومتراّ مربعاً من المياه الإقليمية اللبنانية الغنية بالغاز، بغية ضمها إلى الحقل. وهذه المنطقة متنازع عليها وكان من المفترض أن يعدّل لبنان أحكام مرسوم عام 2011 بعدما جاءت الدراسة الطوبوغرافية البريطانية لتؤكد المعطيات المدعومة بمرجعيات قانونية دولية، بحق لبنان بهذه المنطقة الحيوية، لكن استقالة الحكومة بعد تفجير مرفأ بيروت، والخلاف على تعديل المرسوم بين الرؤساء الثلاثة بدعوى تعارضه مع «إطار التفاوض» المعتمد من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، جمّدت تعديله.
ووفقا للمعلومات، يعارض رئيس مجلس النواب نبيه بري التعديل بذريعة عدم قدرة لبنان على التمسك بموقفه في المفاوضات ما سيكلفه تنازلا في غير مكانه لاحقا، اما رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون فقد تبنيا الدراسة الطوبوغرافية البريطانية، ووافقا على تعديل أحكام المرسوم رقم 6433/2011 بمرسوم جديد، وإيداعه الأمم المتحدة، لصون حقوق لبنان في مياه إقليمية لا تقلّ مساحتها الإجمالية عن 2290 كيلومتراً مربعاً، فيما ينتظر الجيش حسم الدولة موقفها ليبنى على الشيء مقتضاه، كما طالب علنا قائد الجيش العماد جوزاف عون. وفي هذا السياق، لا يبدو ان ثمة حراك جدي لمتابعة هذا الملف الحيوي، فلا تحرك من «نواب الامة» الغافلين عن ما يحصل، ولا شيئا جديا على خط بعبدا السراي الحكومي لحسم هذا الملف. فهل تنجح اسرائيل في فرض «بلطجتها»؟ سؤال برســم المعنيين!
اجواء حكومية قاتمة
في هذا الوقت، زادت الاجواء الحكومية قتامة بعد اجتماع الرئيس المكلف سعد الحريري مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنلاط في بيت الوسط يرافقه النائب وائل ابوفاعور، ووفقا لاوساط مطلعة خلص اللقاء الى نتيجة مفادها ان «الاجواء مقفلة» حكوميا، والطريق مقطوعة مع بعبدا،بعدما تم طيّ صفحة مبادرتي الرئيس نبيه بري واللواء عباس ابراهيم، وقد تم سحبهما عن «الطاولة» ولا يوجد الان ما يمكن التعويل عليه «لكسر الجمود» داخليا. وعلم في هذا السياق ان جنبلاط كان حريصا على تأكيد متانة العلاقة مع الحريري شارحا موقفه من قبول تشكيل حكومة من 20 وزيرا وتخليه عن دعم حكومة من 18، متسلحا بالوضع الاقتصادي السيىء معبرا عن مخاوفه من فوضى شاملة سيصعب لجمها، وسيدفع الجميع ثمنها. ووفقا للمعلومات لمس جنبلاط ان جولات الحريري الخارجية لم تكسر الجليد بينه وبين السعودية، فيما سربت مواقع عربية بالامس مواقف سعودية متشددة ازاء عودة الحريري الى السراي الحكومي، ولفتت الى ان ولي العهد محمد بن سلمان يريد منه «الاعتذار» عن تاليف الحكومة. اما في بعبدا فلا جديد ايضا، وقد اكدت مصادرها ان الامور عادت الى «النقطة صفر» بعدما رفض الحريري كل المبادرات. من جهتها اكدت مصادر تيار «المستقبل» إن الحريري لم يتبلغ من اللواء إبراهيم أي مبادرة، ولم يلتق به منذ أكثر من أسبوعين ولم ينقل له اي طروحات، فكيف يرفض الحريري طرحاً لم يُعرض عليه اصلا؟
ازمة معيشية خانقة
وامام انسداد الوضع الحكومي، وصل الدولار بالامس الى 13 الف ليرة، وقد ادى الارتفاع غير المنطقي المتواصل للاسعار دون استمرار تسليم البضائع الى المتاجر الكبرى بحسب نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد موضحا أن «السوبرماركت تواجه معضلة اساسية بسبب ارتفاع سعر الدولار، وبعض الأصناف لا سيّما الأساسية نفدت من على الرفوف ومن المستودعات بعد تهافت المواطنين على شرائها كوننا لم نغيّر الأسعار بعد، لأننا لم نحصل على لوائح التسعير من الموردين. بالتالي، البضائع تتناقص في حين أن لا تسلّيم حيث أن الموردين بذاتهم لا يعرفون على أساس أي سعر صرف سيسعّرون، والمنتجون المحليون يواجهون المشكلة نفسها، لأن قسما كبيرا من كلفتهم بالدولار.
وعود المحقق العدلي
قضائيا، التقى المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار وفداً من أهالي ضحايا الإنفجار، الذي إطلع منه على توقيت البدء باستئناف التحقيق، وذكر البيطار بأن الملف ضخم ومتشعب، لكن التحقيق سيصل الى كشف الحقيقة، ومعرفة كيف حصل الإنفجار، وما اذا كان نتيجة خطأ في التلحيم أم بسبب عمل أمني معين او بواسطة صاروخ، متعهداً للأهالي بأن دماء أبناءهم أمانة لديه، وأنه سيستعين بكل الأجهزة الأمنية اللبنانية والخارجية ويرسل الإستنابات اللازمة للوصول الى أجوبة مقنعة حول كل النقاط التي تطرح علامات الإستفهام. وتعهد المحقق العدلي بأنه لن يترك مرتكباً خارج السجن، ولن يبقي بريئاً في السجن أيضاً، مشدداً على أن أي إجراء يتخذه سيستند الى أدلة علمية واضحة، و»سنحاسب كل من أخطأ سواء سياسياً أو أمنياً أو غيره، لكن كل إنسان حسب الخطأ الذي ارتكبه والمسؤولية التي تقع عليه، داعياً الأهالي الى الإطمئنان الى أن الحقيقة لن تضيع ولفت الى أن التحقيق سيحيط بكل جوانب القضية، بدءاً من الباخرة روسوس، وشحنة نيترات الأمونيوم ومالكيها، ومن هي الجهة التي استوردت البضاعة ومن دفع ثمنها ومن خزّنها في المرفأ وأبقاها لمدة سبع سنوات». وخلص البيطار الى القول «كل همي أن أرضي ربي وضميري وأن يقتنع الضحايا وذووهم بأن ما أقوم به يخدم العدالة»، واستدرك قائلا:»لكني لا أستطيع أن أعمل تحت وطأة الضغوط والتشكيك بما أقوم به»…