هل يخلع أردوغان عباءة “الإخوان”؟

 

أساس ميديا

هناك قرار استراتيجي اتُّخذ في تركيا، مع مؤشرات واضحة لتحسين العلاقات التركية، بدايةً مع المملكة العربية السعودية، ومن ثمّ مع مصر، هذا ما أكّدته مصادر مطلّعة لـ”أساس”

وتضيف هذه المصادر، أنّ هناك اتصالات ولقاءات جرت بين مسؤولين أمنيين أتراك، وآخرين من السعودية ومصر، وذلك في اجتماعات متفرّقة خلال الأسابيع الفائتة. وقد حققت هذه الاتصالات تقدّمًا ملحوظًا على صعيد إعادة الحرارة للعلاقات بين الدول الثلاث.

وكشفت هذه المصادر: أنّ هذه المحادثات بدأت تعطي ثمارها في أكثر من ملف في المنطقة، ومن المرجح إن واصلت تركيا تعاطيها الإيجابي، أن تنتقل هذه المحادثات إلى المرحلة العلنية قريبًا، لإرساء مستقبل جديد لصالح الاستقرار والأمن الدوليّين”.

ما نقلته المصادر لـ”أساس”، يتلاقى مع ما كشفه مستشار الرئاسة التركية في اسطنبول مسعود كاسين لوكالة “VOA” الأمريكية أمس، من أنّ “بعض الضباط الاتراك تحدّثوا مع ضباط مصريين، لكننا نحتاج إلى محادثات دبلوماسية حقيقية على الطاولة. سيكون ذلك في مصلحة الجميع، يمكن أن تكون لدينا علاقات دبلوماسية كاملة هذا الشهر”.

وأضاف كاسين: “إنّ جهود تركيا الأخيرة لتحسين العلاقات مع السعودية الحليف الوثيق لمصر، يمكن أن توفر أيضًا قوة دفع لجهود التقارب مع مصر”.

تقرير وكالة “VOA” الأميركية تحت عنوان “هل يضحي أردوغان بالإخوان؟” كشف أنّ أنقرة أدركت أنّ عودة الإخوان إلى السلطة انتهت، وأنّها أصبحت من الماضي، وبالتالي فقد حان الوقت للتخلص من إرث هذه الجماعة التي تحالفت معها منذ “الربيع العربي” لنشر لفوضى والتخريب. ولفت التحليل إلى أنّ تركيا تسعى لتحقيق هذا الهدف عبر محاولة إعادة العلاقات مع مصر، لكنّ القاهرة لا تلقي لها بالًا حتى الآن. وبعد سنوات من العداء مع مصر، تسعى تركيا لإعادة هذه العلاقات، في خطوة يرى محلّلون أنها جزء من تحوّل استراتيجي أوسع في مواجهة عزلتها المتزايدة.

وبحسب التقرير الأميركي، تُعتبر مصر وتركيا حليفَيْن تقليديّين، لكنّ العلاقات توترت بينهما كثيرًا منذ سقوط الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في عام 2013.

ويتابع التقرير، أنّ دعم أنقرة لـ”الإخوان المسلمين” خلال الربيع العربي كان محوريًّا لأهداف أيديولوجيّة إلى حدّ كبير، لإبراز نفوذها في الشرق الأوسط.

ويلفت التقرير إلى أنّ أردوغان يبحث الآن عن طوق نجاة، وطريقة لإعادة هذه السياسة إلى الوراء. وقال حسين باجي من معهد السياسة الخارجية، وهو مركز أبحاث في أنقرة: “لقد كان من الخطأ دعم الإخوان، لكنّ نظام أنقرة يدرك الآن أنّ الإخوان ليس لديهم أدنى فرصة للوصول إلى السلطة مرةً أخرى، لذلك لا يمكننا الاستمرار في هذه السياسة”.

ولفت إلى أنّ تركيا تورّطت في صراعات عسكرية من ليبيا إلى سوريا إلى العراق، وهو ما أرهقها بشدة، لكنّ كيفية الخروج من هذه السياسة الخاطئة علنًا هي مشكلة أردوغان.. فلا يمكن لتركيا أن تقول رسميًّا إنّنا سوف نتخلى عن دعم الإخوان.. أردوغان لن يقول ذلك رسميًّا. لكن ربما سيتحرك ببطء”.

وبحسب التقرير، فإنّ تركيا دفعت ثمنًا باهظًا لتنفير مصر، وفي خطوة أضعفت أنقرة، وقّعت القاهرة العام الماضي اتفاقية مع اليونان للتطوير في البحر الأبيض المتوسط. وأثارت اكتشافات الطاقة الأخيرة في البحر، سلسلةً من النزاعات الإقليمية بين اليونان وتركيا.

وقال الأدميرال التركي المتقاعد جيم جوردنيز، وهو محلل إقليمي، إنّ “سياسة تركيا القائمة على العقيدة مثل دعم الإخوان، خاطئة، وعندما تُترك هذه السياسة أنا متأكد من أنّ العلاقات التركية – المصرية ستكون أفضل”.

وامتنعت القاهرة حتى الآن عن التعليق على مغازلة أنقرة، وقال باجي: “في تركيا، هناك رأي عام بأنّ المصريين مستعدون دائمًا لما تقترحه تركيا. هذا ليس صحيحًا ولإكمال رقصة التانغو أنت بحاجة إلى اثنين، ومصر ليست مهتمّة بهذا القدر. مصر تريد أن تُظهر للجمهور أنّ تركيا قد أخطأت وتركيا مثل الرجل النبيل الذي يريد الرقص”.

وقال خبير العلاقات الدولية سولي أوزيل من جامعة “قادر هاس” في إسطنبول: “لا أعرف كم من الوقت يمكنك الاعتماد على القوة وهو أمر مكلف للغاية”، لافتًا إلى تورط تركيا في صراعات عسكرية من ليبيا إلى سوريا إلى العراق، وهو ما أرهقها بشدّة.

 

Exit mobile version