ايناس كريمة -لبنان24
زادت في الايام الاخيرة التسريبات الاعلامية التي تحدّثت وبشكل مبالغ به عن تفاؤل حكومي ناتج عن مبادرة اللواء عباس ابراهيم الذي باتت جولاته اكثر وضوحاً وعلانية مما كانت عليه في مرحلة سابقة، خصوصا بعد لقائه بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وعودة الرئيس المكلف سعد الحريري من زيارته الخارجية الاخيرة. فما صحة هذا التفاؤل وهل يمكن القول بأن الحكومة اللبنانية العتيدة باتت قاب قوسين او ادنى من التأليف؟
وفق مصادر شديدة الاطلاع فإن الملف الحكومي لم يشهد أي جديد وان كل ما يشاع عن تفاؤل حكومي ليس له أي أساس من الصحة بل مجرد اوهام، حيث ان مبادرة اللواء عباس ابراهيم لا تزال في بداياتها وهي تلك التي نشرت قبل ايام في الاعلام وتحدثت عن تنازل رئيس الجمهورية ميشال عون عن “الثلث المعطل” مقابل حصوله على وزارة الداخلية وعدم اعطاء تكتّل “لبنان القوي” الثقة للحكومة.
وبحسب المصادر فإن لدى الرئيس سعد الحريري العديد من الملاحظات على اقتراح عون الذي تحوّل الى مبادرة للواء عباس ابراهيم، اذ انه يرفض التسوية كما طرحت عليه ، ويرى بأن مشاركة التيار “الوطني الحر” بخمسة وزراء زائدا واحدا في الحكومة لا يمكن ان يترافق مع عدم اعطاء الثقة، معتبراً ان هذا الفريق يسعى الى “نفض يده” من الحكومة رغم انه مشارك فيها، الأمر الذي وصفته المصادر بعملية الاحتيال على الرأي العام.
وتعتقد المصادر ان الرئيس ميشال عون ليس في وارد أي تنازل إضافي لأنه وبحسب رأيه قد قدم الكثير من التنازلات في الايام الاخيرة ولا يبدو اليوم مستعدا أبدا للذهاب أبعد مما وصل اليه، إذ انه وافق على حكومة رشيقة من 18 وزيرا بالاضافة للتنازل عن الثلث المعطل لكنه لن يقبل بتخفيض عدد الوزراء الذين سيسمّيهم الى اقل من خمسة، الامر الذي يبدو أنه سيقف حجر عثرة جديد في طريق التشكيل.
وتشير المصادر الى انه وفي كل الاحوال لم يحصل أي تواصل جدّي حتى هذه اللحظة في مسألة المبادرة الاخيرة مع الرئيس سعد الحريري، بل لا تزال الامور عالقة عند البيانات والبيانات المضادة، حتى أن زيارة قصر “بعبدا” من قِبل الحريري عادت لتكون خاضعة لمعركة من يدعو من ومن يبادر أولا، ما يوحي بحجم التعقيد الحاصل.