بولا مراد-الديار
يبدو ان الحراك الجديد الذي يقوم به مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بمسعى لخرق جدار الازمة الحكومية لن يكون ابعد من محاولة يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لالقاء مسؤولية تعطيل التشكيل عنه واعادتها لحضن الرئيس المكلف سعد الحريري.
وبحسب المعلومات، بات «الثنائي» رئيس الجمهورية- رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على يقين ان الحكومة عالقة في الرياض وان الجزء الاكبر من حراك الحريري الخارجي يندرج في خانة سعيه لوساطات مع المملكة التي ينتظر منها ضوءا اخضر للتحرك داخليا، وآخر مساعيه في هذا المجال كانت مع الروس وبالتحديد مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي التقاه في أبو ظبي قبل ان ينتقل الاخير الى السعودية.
وفي الوقت الذي يجهد الحريري وفريقه السياسي على تحميل العهد تعطيل عملية تشكيل الحكومة من خلال اصراره على الثلث المعطل وعدد من الوزارات ما يعطيه مساحة اضافية من الوقت للحصول على الرضى السعودي، انتقل عون لـ»اللعب الصح» بحيث قرر حشر رئيس «المستقبل» في الزاوية من خلال اعلان تخليه عن الثلث المعطل وابدائه مرونة كبيرة بما يتعلق بوزارتي «الداخلية» و»العدل»، وهو ما يشكل لب مبادرة اللواء ابراهيم.
وفي هذا المجال، تقول مصادر «التيار الوطني الحر»:» بعدما حاول الرئيس المكلف وفريقه السياسي الباسنا لباس التعطيل بافتراء واضح علينا، حان الوقت لتنكشف كل الحقائق الداخل والخارج لجهة ان الحريري هو الذي يأتمر بالخارج وينتظر ضوءا اخضر منه ضاربا بعرض الحائط المصلحة الوطنية في مرحلة نحن بأمس الحاجة لاعلائها على كل المصالح… والا كيف سيفسر تقديمنا كل هذه التنازلات من دون ملاقاتنا في منتصف الطريق؟!»
واستهجنت المصادر الاتهامات التي لطالما ساقها ولا يزال يسوقها تيار «المستقبل» بوجه حزب الله متهما اياه بالخضوع لاجندة ايرانية وتعميمه مؤخرا فكرة ان ما يعطل عملية تشكيل الحكومة اللبنانية هو استخدام الحزب الورقة اللبنانية على طاولة المفاوضات بملف النووي الايراني، معتبرة ان «ما يحصل راهنا يؤكد العكس وان الحريري هو من يسعى مستميتا لكلمة سعودية بعدما اكتشف انه لا يمتلك اي امكانية للمناورة والتحرك بغياب غطاء المملكة، خلال تجربته الحكومية الاخيرة». واضافت المصادر:»يوما بعد يوم تؤكد التجارب مع كل الفرقاء، اننا الفريق السياسي الوحيد الذي لا يحضع لاجندات خارجية وان قرارنا بيدنا..لذلك لا يترددون بمهاجمتنا ومواجهتنا والافتراء علينا بتحميلنا مسؤوليات هنا او هناك، كيلا تنكشف حقيقتهم امام اللبنانيين».
ويبدو ان حجم الامتعاض الفرنسي من الوضع اللبناني قد بلغ اوجه، مع اتهام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان السياسيين اللبنانيين علنا «بعدم تقديم المساعدة» لبلدهم الذي يواجه مخاطر «الانهيار». وبعدما كان الجو في باريس قد مال باتجاه دعم الحريري في المرحلة الماضية واعتبار ان التعطيل محصور بشخص جبران باسيل الذي يسعى لوضع يده على الحكومة المقبلة كما وضع يده على حكومة تصريف الاعمال الحالية، وصل الفرنسيون الى قناعة على ما يبدو ان تعنت الحريري وعدم ملاقاته تنازلات عون الاخيرة يجعلانه يتحمل مسؤولية اساسية بعدم تشكيل حكومة تشكل كمظلة تخفف وقع الانهيار المتواصل للطائرة اللبنانية.
بالمحصلة، ينتظر ان يكون مصير مبادرة اللواء ابراهيم الحالية مماثلا لمصير عشرات المبادرات السابق، ليكون بذلك مصير لبنان واللبنانيين معلقا على اشارة سعودية للحريري لا يتوقع ان تظهر ما دامت المواجهة بين الرياض وطهران بأوجها.