صونيا رزق-الديار
الشارع يُعاود تحرّكاته اليوم «نحو حكومة انتقالية» ونصب خيم واقتحام بيوت سياسيّين
لا شيء يوحي حتى اليوم في الداخل اللبناني، عن انفراجات على الخط الحكومي، انما مجرد توقعات بحدوث شيء ايجابي، خصوصاً بعد عودة الاهتمام الدولي بلبنان نوعاً ما، وتحديداً الفرنسي الذي يئس من تناحرات المعنيين بالتشكيلة الحكومية، حتى انّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعلن وبالفم الملآن، انه عاتب ومتعجّب من عدم اهتمام السلطة اللبنانية بما يجري على ارضها من انهيارات، ومن عدم تخطّيها لمصالحها الخاصة امام مصلحة الوطن. كما نقل عنه قبل ايام إستياءه من الجميع، وفي طليعتهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بسبب خلافاته السياسية مع معظم الاطراف، في خطوة تعكس خيبة أمله من مواصلة السياسيين اللبنانيين وضع الاحجار امام عملية التأليف، بالتزامن مع وضع معيشي متأزم وكارثي على كافة الاصعدة.
لكن ووفق معلومات صادرة عن مرجع ديبلوماسي، فإن ماكرون عاد ووضع ملف لبنان ضمن المتابعة، موكلاً اياه الى الخلية الفرنسية التي تجمع سفراء فرنسيين سابقين في لبنان، كما انّ شخصيات سياسية اوروبية وجهّت رسائل الى معرقليّ التأليف، محذرة من انفجار الوضع اللبناني قريباً جداً، في حال لم ُتحّل هذه المعضلة، ما أظهر بعض الامل الخارجي من إمكانية دخول لبنان الى مرحلة الانفراج، وبمساعدة داخلية عبر الوسطاء وفي مقدمهم اللواء عباس ابراهيم الذي يعمل جاهداً على خط الوفاق بين المتناحرين.
وافيد ايضاً وفق معلومات لـ «الديار» بأنّ اتصالات مكثفة جرت بين عين التينة وبيت الوسط بهدف الحلحلة، مع دعوات لوقف السجالات والردود الاعلامية بين فريقيّ رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، على ان تترجم بزيارة مرتقبة من قبل الاخير الى بعبدا ، بحسب ما اعلن نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، اذ انّ المباحثات التي جرت اخيراً ادت الى ليونة سياسية، بعد ان وصلت في الاسابيع القليلة الماضية الى قطيعة بين عون والحريري، ساهمت في تأزم الاوضاع اكثر، وفي تدهور العملة الوطنية مقابل الدولار، الذي يتأثر دائماً بالاوضاع السياسية السائدة ضمن لعبة سياسية ممنهجة.
الى ذلك ساهم التحذير من عمليات اغتيال لسياسيين في زيادة المخاوف، كذلك الفوضى المرشح حصولها بحسب مصادر امنية، التي لفتت الى انّ طابوراً خامساً يعمل على ضرب الاستقرار، إضافة الى حركة احتجاجات وتحركات في الشارع، عبر إستكمال «اثنين الغضب» وانتفاضة 17 تشرين التي عادت الى الساحات، والتي سيدخلها مندسّون لـ «خربطة» توجهاتها ومطالبها، مما يعني انّ لبنان يقترب من العاصفة.
وفي هذا الاطار يشير احد العمداء المتقاعدين في الجيش اللبناني في حديث لـ « الديار» الى انّ الاحتجاجات ستتواصل في الشارع بدءاً من اليوم الجمعة، ولكن على مراحل، وستحوي مفاجآت من ضمنها دخول المحتجين بيوت السياسيين او اقتحام الادارات الرسمية، اي ستأخذ منحى مختلفاً عن السابق، مع إقفال طرقات بالسواتر الترابية ونصب الخيم في عدد من المناطق، داعياً الى اوسع مشاركة شعبية في تظاهرة اليوم، تحت عنوان» الى الشارع نحو حكومة انتقالية»، وذلك عند الرابعة من بعد الظهر من وزارة الداخلية الى مجلس النواب، وشدّد على ضرورة ضبط الوضع وعدم السماح بدخول المندسين، والحفاظ على الوسائل الديموقراطية والمسالمة امام العناصر الامنية، خصوصاً انّ الجيش عمل على فتح الطرق المقفلة قبل ايام بالتنسيق مع المحتجين، وليس بالقوة او الإكراه، موجّهاً التحيات الى ابناء المؤسسة العسكرية.
ورداً على سؤال حول إمكانية ان تنتصر «الثورة»، قال المصدر : «في المرحلة الحالية ستبقى ورقة ضغط، مع رفض مطلق للطبقة الحاكمة والوضع المعيشي ولإرتفاع الدولار، الذي لا حل له حالياً، فيما الحل السياسي مطلوب بسرعة، اي تشكيل حكومة مع وضع خطط اقتصادية واصلاحية لنيل المساعدات المالية، وإلا سيبقى الدولار يحلّق من دون اي سقف، بالتزامن مع رفع الدعم نهاية الشهر الجاري عن المواد الغذائية ومشتقات النفط وغيرهم، اي سنصبح في قلب الانفجار».