“قبل عقد من الزمن، كادت إسرائيل وسوريا أن توقع على اتفاق سلام بوساطة أمريكية” – جيتي
تساءل كاتب إسرائيلي عن خلفيات الحديث عن تقارب بوساطة روسية بين نظام الأسد وحكومة الاحتلال، بينما يواصل الاحتلال غاراته على دمشق وغيرها في العمق السوري.
وقال روعي كايس في مقاله على موقع هيئة “كان” الرسمية لدى الاحتلال، وترجمته “عربي21″، إن “قصف إسرائيل لسوريا يتم وقتما شاءت، في حين يتم إبرام صفقة تبادل الأسرى معها، وفي الوقت ذاته، يتم تقديم لقاحات لها، رغم أنها ما زالت مصنفة دولة معادية، ما يدفع إلى طرح السؤال عن ما يحصل بين تل أبيب ودمشق”.
وأضاف كايس أن “عمليات القصف الإسرائيلية لأهداف مختلفة في سوريا، تتزامن مع مبادرة إسرائيل لتقديمها مساعدات للنظام السوري باللقاحات”، وكل ذلك يشير إلى أن “شيئا ما يحدث بين إسرائيل وسوريا، لكنه في الوقت ذاته مناسبة لطرح سؤال عن كيفية حدوث ذلك تحت القنابل، وما هو دور روسيا في هذه القصة، وهل هناك احتمال أن يقرر الأسد إلقاء أغنية من أجل السلام مع إسرائيل”.
وأوضح أنه “قبل عقد من الزمن، كادت إسرائيل وسوريا أن توقع على اتفاق سلام بوساطة أمريكية، ولم يكن حينها سرا، فقد كانت الصفقة آنذاك هي الجولان مقابل إيران، حيث تتنازل إسرائيل عن الجولان، أو جزء منه، وفي المقابل سينفصل الأسد عن إيران وحزب الله، لكن اتفاق السلام هذا عرف طريقه إلى حاويات التاريخ”.
وفي المقابل، يتابع الكاتب؛ “شهدنا في السنوات الأخيرة مثلثا رومانسيا ينجح رغم كل الصعاب: إسرائيل وروسيا وسوريا”، على حد زعمه.
وأكد أنه “قبل عامين فقط، وقبل فترة وجيزة من الانتخابات الإسرائيلية الأولى في 2019، فوجئنا جميعا عندما ساعدت روسيا في إعادة رفات الجندي الإسرائيلي القتيل زخاريا باومل من سوريا، وفي الآونة الأخيرة، كان هناك مزيد من الدفء في هذه العلاقة، وبدأت التقارير تتحدث عن جهود روسية لترميم عظام الجاسوس إيلي كوهين، ووصلت الذروة بإبرام صفقة تبادل أسرى اشترت فيها إسرائيل لقاحات روسية للأسد”.
وأضاف أننا “في الوقت ذاته، نلاحظ ما يحدث على حدود إسرائيل الشمالية في السنوات الأخيرة، فطوال الحرب السورية، تدخلت إسرائيل فقط للإضرار بأهداف إيران وحزب الله، ولم تحاول فعلا إيذاء نظام الأسد”.
وتابع: “الهجوم الإسرائيلي في سوريا لا يشكل للأسد أخبارا جيدة، لأنه يضر بصورته، لكن رغم كل شيء، ينتهي الرد السوري عادة بإطلاق سلاح مضاد جوي أقرب ما يكون للألعاب النارية، لا يضر بالطيران الإسرائيلي بشيء”.
وأكد أنه “من المرجح أن طهران والضاحية الجنوبية ترغبان في رؤية شيء أكثر أهمية بعد مساعدة الأسد من بوتين على البقاء في القصر الرئاسي، لكن ذلك مدعاة لطرح السؤال: لماذا لا يرد الأسد كما يجب رغم أنه يتعرض للهجوم الإسرائيلي شهريًا، وهو الذي سئم من الوجود الأجنبي في سوريا، لكن كل من ساعده في البقاء في السلطة يتوقع منه الحصول على حصة مثيرة؟”.
وأشار إلى أن “الإيرانيين يريدون قاعدة أمامية ضد إسرائيل، وبدأوا بالتعامل مع سوريا على أنها ساحتهم الخلفية، والأسد مدين بالكثير لإيران، لدرجة أنه لا خيار أمامه، وهنا يأتي المثلث في الرومانسية الجديدة حيز التنفيذ، لأن فلاديمير بوتين، الداعم القوي لنظام الأسد، يتوسط بينه وبين إسرائيل”.
وأكد أن “الأطراف الثلاثة سعيدة بهذا المثلث الرومانسي: الروس يتمتعون بمكانة القوة التي تحكم الشرق الأوسط، وإسرائيل تحصل على الضوء الأخضر لقصف الأهداف الإيرانية على الأراضي السورية، والأسد يراقب المؤسسة الإيرانية في سوريا التي تتلقى ضربات من السماء بشكل متكرر، كما يمكن لدول الخليج أن تظهر في الصورة، ورغم أنها مولت من ثاروا ضد الأسد، فإنها تصدر أصواتا متتالية لتمويل إعادة تأهيل سوريا”.
وأوضح أن “كل ذلك يتم من أجل تضييق خطوات إيران في سوريا، وكأن لعبة البوكر الشرق أوسطية هذه تمكن اللاعب صاحب اليد الأضعف من التلاعب بالجميع، فاليوم لا أحد يجرؤ على المراهنة ضد بشار، لكن الاهتمام بتفضيله واضح”.