وسط حشد من ممثلي ومؤيدي التنظيم والقوى الوطنية الصيداوية، استعرض سعد ما آل إليه الاجتماع الطارئ الذي عقد ليل الأحد لـ«ممثلي الانتفاضة الشعبية في صيدا للتوافق على تنظيم تحركات شعبية حاشدة وهادفة تسهم في تجديد انتفاضة 17 تشرين»، كما جاء في بيان التنظيم.
بعد خطابه، فتح سعد باب المداخلات في «هايد بارك» مفتوح. البعض أخذ على التنظيم وحلفائه في المدينة غيابه عن التحركات الميدانية في حراك إيليا في الأشهر الأخيرة، ولا سيما في الأيام الماضية بعد ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 10 آلاف ليرة. رفض ما قالته إحدى المشاركات من أن صيدا نائمة، فيما طابع «إرادة شعب» السلمي، لم يرق البعض الآخر. «صيدا ليست نائمة، إنما واعية للعبة أخذ الشارع إلى الفوضى وفرض الأمن الذاتي»، قال سعد. رفَضَ بحزم قطع الطرقات وحرق الإطارات، متهماً «جهات سياسية ومذهبية بدفع البعض إلى تقطيع أوصال الوطن الذي هو مؤامرة على الوطن والناس».
في ساحة الشهداء، وقرب رفات شهداء الاعتداءات الإسرائيلية على المدينة، انطلق حراك «حتى تحقيق التغيير». خيم اعتصام دائم واجتماعات مفتوحة في الساحة التي اتخذت الطابع الوطني والمقاوم. لم يبق من «إيليا» سوى مجموعة لا يزيد عددها على عشرين شخصاً يقطعون الطريق أمام حركة السيارات عقب قطع الطرق في مناطق أخرى. فضلاً عن الشقاق السياسي الذي باعد بين أهله من القوى الوطنية إلى مناصري آل الحريري، منهم بهاء الحريري، والإسلاميون، عندما تحوّل سلاح حزب الله والخطاب المذهبي إلى أولوية لدى البعض.
«إرادة شعب» أثلج قلب البعض الذي لم يعد يجد في حراك «إيليا» مكاناً له، من مؤيدي الجو الوطني. للسبب نفسه، قد يعتبر الآخرون أن ساحة الشهداء ليست لهم، برغم أن البيان التأسيسي لسعد تجنّب بث شعارات لم تعد جامعة. مع ذلك، لا يضير التنظيم، برأي كثيرين، اتهامات الأحادية والانفراد. اتهامات الغياب عن الساحة المطلبية، كانت أسوأ بحقّه. أمس، استعاد دوره في بوابة الجنوب الذي قام على أساسه منذ زمن معروف سعد.
أوّل التحركات المرتقبة، تظاهرة شعبية يوم غد الأربعاء تجوب شوارع المدينة «بهدف استنهاض المواطنين بالمشروع والأفق، وليس بقطع الطريق عليهم وحرق الإطارات تحت نوافذهم»، بحسب سعد. في المقابل، هناك أجندة تحركات أمام المؤسسات الرسمية من السرايا إلى مؤسسة كهرباء لبنان والمصارف…