المشهد الحكومي باختصار: كشف نياتٍ وتقاذف مسؤوليات!
المصدر: الراي الكويتية
في انتظار تَبَلْورِ «السكة» التي سيسلكها لبنان خروجاً من النفق المخيف وإذا كان ذلك سيكون وفق استراتيجية «الأرض المحروقة» لتكريس «دفن» مرتكزات دور «بلاد الأرز» في الطريق نحو «لبنان آخَر» تكون للأقوى أفضليةٌ في تحديد وجهه (نظاماً وتوازنات) ووجهته الاستراتيجية، طغتْ مَظاهِرُ فوضوية كبيرة على المشهدِ الداخلي حجبت العنوان الحكومي الذي بات يختصره ما يشْبه «القنابل المضيئة» التي تُرمى في الساحات المتقابلة وكأنها لـ«كشْف نياتٍ» وتقاذُف مسؤوليات حول ما وصفه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب «حافة الانفجار بعد الانهيار» التي بلغتْها البلاد.
وفي ظلّ تمتْرس رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه مقابل الرئيس المكلف سعد الحريري وسط دوران أزمة التأليف في مكانها ومختصرها الجديد، أن الأخير لا يوافق على أن يأخذ الأول إلا 3 وزراء بحال كان «التيار الوطني الحر» لن يمنح الثقة للحكومة، وذلك بعد الحديث عن مبادرةٍ بدت حتى الساعة «إعلامية» وافق بموجبها عون على 6 وزراء في حكومة من 18 (أي بلا ثلث معطل) على أن ينال حقيبة الداخلية، لم يكن عابراً تلويح دياب أمس «بأن الوضع قد يطرح أمامي خيار الاعتكاف وقد ألجأ إليه رغم أنه يخالف قناعاتي للضغط نحو تشكيل الحكومة».
وتساءل «ما ذنب اللبنانيين حتى يدفعوا ثمن الأطماع والحرتقات السياسية؟ بلغ لبنان حافة الانفجار بعد الانهيار». كما عكستْ مواقف «التيار الوطني الحر»، المراوحة في الملف الحكومي، إذ اتهم الرئيس المكلف «بالاستهتار المتمادي» وبأن ما يطرحه «فيه تغييب كامل للمكوّن المسيحي وهذا يسقط عن الحكومة ليس فقط ميثاقيتها بل كينونتها، وفيه تخطٍ لكل الحدود المقبولة الى ضرب الميثاق وإسقاط الدستور».