طرح غياب جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن مؤتمر العمل السياسي للمحافظين الأسبوع الماضي، الكثير من التساؤلات عن سبب هذا الغياب وخلفياته، إذ أنّ كوشنر، لم يكن حتى مدرجاً بشكل خاص في قائمة المستشارين الذين يساعدون ترامب خلال المؤتمر.
وكان كوشنر شغل سابقاً منصب كبير المستشارين والمدير الجزئي بمسؤوليات كبيرة، لا سيما في ما يتعلّق بإسرائيل وتطبيع العلاقات مع الدول العربية وخطّة السلام في الشرق الأوسط والتي عرفت إعلامياً باسم “صفقة القرن”.
وفي هذا الصدد، نقلت شبكة “سي أن أن” الأميركية، عن مصادر كان لها حضور في البيت الأبيض خلال عهد ترامب، قولها إنّ غياب كوشنر عن مؤتمر ترامب الأخير يأتي من أجل “الحفاظ على العلاقات” بينهما.
وقالت: “في الوقت الحالي، لقد خرج كوشنر بذلك من السياسة”، في حين أن زوجته إيفانكا ترامب، أخبرت أصدقاءها وزملاءها مؤخراً بعدم التفوه بأي شيء يتعلّق بواشنطن.
وبحسب ما ذكر موقع “عربي 21″، فقد طرحت الشبكة سؤالاً مفاده: هل يحضر كوشنر عند تحقيق الانتصارات ويغيب في وقت الخسائر؟
ونقلت الشبكة عن “أحد الأشخاص على صلة وثيقة بكوشنر”، قوله إن صهر ترامب يستمتع “ببعض الوقت الذي تشتد الحاجة إليه مع أسرته”، وأن انسحابه “لا علاقة له بانحسار شعبية الرئيس السابق”.
وذكرت الشبكة أنّه منذ 2017، عندما تعثرت خطة الرعاية الصحية لترامب وفشلت، كان كوشنر وعائلته على منحدرات أسبن، في ولاية كولورادو. وفي 2018، كانوا يقضون إجازتهم في فلوريدا وسط إغلاق الحكومة، على الرغم من إصرار البيت الأبيض على أن كوشنر يقود المفاوضات بنشاط.
وفي 2019، عندما تعرض ترامب لانتقادات بسبب قضايا عدة، من التحقق من الخلفية إلى التعليقات حول اليهود والديمقراطيين، كان الزوجان يقضيان فترة توقف في ولاية وايومنغ، وهو أمر لاحظه حتى ترامب في تغريدة لصورة لهما في إجازة.
وعلقت “سي أن أن” بالقول؛ إنه ليس من الواضح من الذي يحرّض على هذا الانفصال بين كوشنر وترامب.
وبحسب مصادر مقربة من ترامب، فإنّ الأخير غاضب من صهره بسبب خسارة الانتخابات.
ونقلت كذلك عن مصدر آخر قوله إنّ “كوشنر يريد خاتمة وبداية جديدة، واحدة لا تشمل تقديم المشورة إلى والد زوجته على أساس يومي”.
وأكد مصدران آخران للشبكة أنّ “الانقسام حرض عليه ترامب، الذي كان يخبر من هم في دائرته المقربة أنه غاضب من كوشنر”.
وسبق كذلك في أواخر الأسبوع الماضي، أن غاب كوشنر عن اجتماع لترامب عقده لمناقشة مستقبله السياسي، بينما يوجد مستشارون سابقون في مقر ترامب الخاص في مارا لاغو بمنزله في بالم بيتش.
وشدد المصدران على أن علاقة كوشنر مع ترامب، سواء كان صهراً أم لا، قد انهارت منذ خسارة ترامب في إعادة انتخابه.
في المقابل، قالت مصادر أخرى إنّ كوشنر هو الذي يبقى بعيداً، فهو يريد “استراحة”، متوقعة أنه بعد فترة تهدئة، إذا قرّر ترامب إطلاق حملة 2024، فمن المحتمل أن يعود كوشنر إليه مستشاراً.
المصدر: عربي 21