مصباح العلي-لبنان24
تسود أجواء حاسمة في الافق الاقليمي في اتجاهات مختلفة، بالتزامن مع حركة ديبلوماسية متنامية لمواكبة عملية تنظيم الاشتباك دون التدحرج نحو مزيد من النزاعات والحروب، فيما لبنان على درب الفيلة ينتظر تسوية ما تقيه شرور الارتطام الكبير.
في هذا الإطار، بدأت الإدارة الأميركية ترسم خطوطا عريضة لسياستها في المنطقة بما يناقض اسلوب دونالد ترامب تحصيل ما أمكن من عقود وامتيازات مالية، وهذا لا يعني تواضع الدولة العميقة تجاه غرف ما أمكن من ثروات في العالم في مقابل متانة الاقتصاد العملاق، بقدر ما تهدف الى العمل على تخفيض درجة التوتر في الشرق الأوسط والذهاب نحو مقارعة الصين اقتصاديا.
لذلك، لن يخفف جو بايدن من مغالاة الإدارة الأميركية بالدفاع عن الاطماع الاسرائيلية رغم إلقاء قنابل دخانية تتعلق بخيار الدولتين.
خارج هذا السقف، تفتح الإدارة الأميركية المجال واسعا للتفاهم ، من حرب اليمن حتى النزاع المائي مع إثيوبيا وما يتخلله من حروب و نزاعات على امتداد العربي، ولعل المثال الساطع هو التناغم الكامل مع روسيا لضبط الحرب الأهلية في سوريا كما وضع شروط على إيران تتعلق باشراك السعودية ضمن المفاوضات على البرنامج النووي.
بما يتعلق بالازمة اللبنانية، بات من الواضع وجود معوقات خارجية لا تقل تعقيدا عن اشتباكات الداخل ، فايران لن تتنازل عن العمود الفقري في محورها الإقليمي المتمثل بحزب الله وهي معنية بالدفاع عن مشروعها ضمن ثنايا الواقع اللبناني.
لذلك، يؤكد مراقبون بأن التراشق السياسي يهدف الى ملء الفرع حتى يحين أوان التفاهم مع إيران، وما يزيد من استفحال الازمة هو الفشل المتوقع للمفاوضات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، و التي ستكون له تداعيات خطيرة على الساحة اللبنانية.