الحدث

ما بين الإفلاس والغموض.. معلومات عن صندوق إبراهام الذي أسسه ترامب ودوره في التطبيع العربي والخليجي الإسرائيلي

“قد يُفلس صندوق ابراهام الذي أسسته إدارة ترامب قبل أن يستثمر قرشا واحدا”, تحت هذا العنوان ذكر الموقع العبري “تايمز أوف إسرائيل” وبتحقيق مفصل عن هذا الصندوق وظروف تاسيسه والغموض الذي يحيط به وكيف ساهم في عملية التطبيع العربي الخليجي/الإسرائيلي, حيث ذكر التحقيق أن :” مستقبل المبادرة الغامضة التي تهدف إلى دعم التطبيع العربي الإسرائيلي غير واضح بعد استقالة رئيسها المعين تعيينا سياسيا وفي الوقت الذي يبدو فيه أن إدارة بايدن على وشك إغلاق الحنفية ” بحسب وصفه .

-صندوق إبراهام وعملية التطبيع العربي/ الخليجي الإسرائيلي

ذكر التحقيق ان الصندوق كان سبباً في إنجاز عملية التطبيع فعندما وافقت الإمارات العربية المتحدة والبحرين على إضفاء الطابع الرسمي على علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل العام الماضي، جاء القرار مع مكافأة مطلية بالذهب – صندوق بقيمة 3 مليارات دولار من شأنه تحويل الأموال إلى مبادرات يقودها القطاع الخاص تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتعاون في الشرق الأوسط.

وعندما أشارت السودان والمغرب أيضاً إلى اقامة علاقات مع إسرائيل، تم تخصيص 3 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لهما أيضا, ووصف بيان أعلن عن الصندوق في 20 أكتوبر أن الصندوق هو “جزء لا يتجزأ من اتفاق السلام “التاريخي” بين “إسرائيل”، والإمارات والبحرين، بدعم من الولايات المتحدة.

الكاتبة الإسرائيلية شنايدر بتقريرها على موقع “تايمز اوف اسرائيل” ذكرت أن “تساؤلات عديدة يطرحها الإسرائيليون والعرب عن مصير ثلاثة مليارات دولار مخصصة لمشروعات زراعية في الشرق الأوسط، وتمويل التعاون التجاري بينها، لأنه رافق توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان إعلان رسمي عن إنشاء (صندوق أبراهام) بقيمة 3 مليارات دولار لتمويل مشاريع تجارية بين دول المنطقة”

وتابع البيان إنه :” تجسيد لروح الصداقة والتعاون الجديدة بين الدول الثلاث، فضلا عن إرادتهم المشتركة لدفع المنطقة قدما”.

ولكن بعد أقل من خمسة أشهر، يبدو مستقبل الصندوق غير واضح. حيث تكشف المحادثات مع العشرات من الأشخاص أنه في الوقت الذي بدأ فيه الصندوق بداية سريعة، وإن كانت غامضة، فقد تلاشى مع دخول إدارة بايدن. وقد استقال أرييه لايتستون، الذي عينته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تعيينا سياسيا لإدارة الصندوق، ولم يتم بعد تعيين بديل. في الوقت نفسه، أثيرت تساؤلات حول شفافية الصندوق، ومقره في إسرائيل، وهل تم تسييسه.” بحسب المصدر .

هذا وعندما تم الإعلان عن الصندوق، تم الترتيب له ليكون ذراعا لشركة تمويل التنمية الدولية للولايات المتحدة، أو DFC، بنك التنمية التابع للحكومة الأمريكية، والذي تم إنشاؤه في عام 2019 من خلال الجمع بين مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار وهيئة ائتمان التنمية التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. (لا علاقة للصندوق بـ”مبادرات صندوق إبراهيم”، وهي مجموعة تعايش يهودية عربية مقرها كيان الإحتلال.

وبحسب التحقيق فانه : “تم تقديم أكثر من 250 طلبا إلى صندوق أبراهام في الفترة من أكتوبر إلى يناير، بما في ذلك من شركات خاصة ومبادرات شبه عامة في الإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين ومصر وأماكن أخرى في المنطقة، كان بعضها مشاريع مشتركة ثنائية. تم اختيار خمسة عشر مشروعا في نهاية المطاف وإرسالها إلى DFC في واشنطن للموافقة عليها”، وفقا للمصادر.

واضافت المصادر  أن رجل أعمال إسرائيلي تربطه صلات وثيقة بمسؤولين سابقين بالسفارة الأمريكية في كيان الإحتلال قال :”  إن إدارة ترامب دعمت الصندوق بينما كانت لا تزال تأمل في الفوز بإعادة انتخاب الرئيس السابق. بمجرد أن أصبح واضحا أن ترامب لن يستمر في البيت الأبيض لولاية ثانية، تلاشت التوقعات باستمرار الصندوق في العمل، كما قال رجل الأعمال لتايمز أوف إسرائيل.”

لايتستون (40 عاماً)، لديه خلفية في المنظمات اليهودية غير الربحية، بما في ذلك الاتحاد الأرثوذكسي والمجلس الوطني لشباب الكنيس. وهو المدير التنفيذي السابق لشركة ” Shining Light”، التي ترسل مساعدات لجماعات يمينية في كيان الإحتلال.

ومن ثم فان لايتستون، الذي كان الذراع الأيمن للسفير الأمريكي السابق لدى “إسرائيل” ديفيد فريدمان، استقال من منصبه في 20 يناير، وهو اليوم الذي تولى فيه الرئيس جو بايدن منصبه، وكذلك فعل آدم بوهلر، وهو أيضا معين تعيينا سياسيا (ورفيق سكن سابق لصهر ترامب. جاريد كوشنر)، الذي كان يترأس DFC حتى الأول من مارس، ولم يتم بعد الإعلان عن تعيين بديل في أي من المنصبين، ولم تسمي إدارة بايدن مرشحا ليحل محل السفير ديفيد فريدمان، الذي استقال أيضا من منصبه في 20 يناير.بحسب التحقيق.

واضاف ان :”عدم الإعلان عن أسماء جديدة لتولي المناصب الشاغرة يعكس على الأرجح توجه واشنطن بعيدا عن الشرق الأوسط وقلة الحماس بشأن تولي عصا القيادة لصندوق أبراهام، بحسب مصادر مطلعة على الوضع.

ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق، لكن المسؤولين الإسرائيليين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن أسمائهم قالوا إن لديهم إحساسا بأن الولايات المتحدة تقلل الاستثمارات في المنطقة، على الرغم من افتقارهم إلى معلومات محددة. وقال أحد المسؤولين: “ليس لديهم الأموال لذلك”.

-صندوق مسدود ومشاريع الصندوق الغامضة

ووقوفا على المشاريع التي تم  تقديمها للصندوق ، ذكر التحقيق أن :” المسؤولين الصحفيين في DFC، (التي استمرت في العمل تحت إشراف الرئيس التنفيذي بالإنابة ديف جاغاديسان، وهو بيروقراطي محترف، ) لم يستجيبوا  على العديد من الاستفسارت المتعلقة بتفاصيل المشاريع الـ 15 التي تم تقديمها لصندوق أبراهام للموافقة عليها. بحسب الموقع.

واضاف التحقيق أنه :”ومع ذلك، علم ” تايمز أوف إسرائيل” أن خمسة من المشاريع مرتبطة بقطاع الطاقة، وخمسة مرتبطة بالأمن الغذائي وخمسة أخرى هي مشاريع تمويل”, وأنه تم تقييم المشاريع من قبل لايتستون ومجموعة موظفيه الصغيرة بالاستناد إلى مسألة ما إذا كانت المشاريع المقدمة ستعزز أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، ويمكن أن تولد عائدا لدافعي الضرائب الأمريكيين وأن تساعد البلدان المضيفة على التحول من دول متلقية إلى دول مانحة، بالإضافة إلى التوافق مع قيود DFC الاقتصادية.”

على عكس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، فإن DFC لا تقدم منحا بل تقدم قروضا مع توقع عائد على الاستثمار. حتى سبتمبر 2020، كان لديها ثلاثة مشاريع نشطة في “إسرائيل” بإجمالي استثمارات 580 مليون دولار. كما خصصت في عام 2019 مبلغ 480 مليون دولار لمشروعين مصريين يتعلقان بنقل الغاز الطبيعي السائل من حقول الغاز الإسرائيلية التي تطورها شركة “نوبل إنرجي”. بحسب التحقيق.

وقال دان كاتريفاس، رئيس قسم التجارة الخارجية في اتحاد المصنعين الإسرائيليين، “لتايمز أوف إسرائيل :إنه حاول معرفة كيفية تقديم مشاريع إلى صندوق أبراهام فور الإعلان عنه، لكن لم تكن هناك شفافية فيما يتعلق بعملية تقديم الطلبات أو المعايير.

وقال “حاولت الاتصال بالصندوق لكن لم يكن واضحا ما هي أولوياتهم وما الذي سيستثمرون فيه. لم يقوموا بإنشاء موقع إلكتروني رسمي أو إصدار دعوة رسمية لتقديم العطاءات”, وأشار إلى أن قواعد الشفافية الأمريكية تعني أن المعلومات ستظهر في النهاية.

وقال كاتريفاس: “لديهم معيار أخلاقي وسيتعين عليهم تقديم إجابات للكونغرس. لكن في الوقت الحالي، حقيقة أنه ليس من الواضح كيف يتم تشغيل الصندوق، وكيف سيتم استثمار الأموال، وبأي معايير، تثير كل أنواع الأسئلة”.

هذا و لا يوجد حتى الآن موقع  إلكتروني لصندوق أبراهام، والموقع الإلكتروني لـ DFC، الذي يسرد المشاريع النشطة وينشر تقارير ربع سنوية، يحتوي فقط على الأرقام الرسمية حتى نهاية يونيو. و لا يتضمن مقترح ميزانية السنة المالية 2021، الذي يتم تقديمه عادة في ربيع العام السابق.

وأكد آدم بولررئيس “المؤسسة الأميركية الدولية لتمويل التنمية” أن “أول المشاريع التي سيستثمر فيها الصندوق، سيكون تحديث المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وجسر الملك حسين، إضافة إلى اتفاق مبدئي مع شركة EPAC الإسرائيلية، بشأن نقل النفط عبر خط أنابيب إيلات في خليج العقبة (البحر الأحمر)، إلى أشكلون (البحر المتوسط)”.

-صندوق إبراهام وشراكة مع أوزبكستان وتعاون أمني سيبراني

هذا وقد ذكر التحقيق ان شراكة مع أوزبكستان مع الصندوق حيث أنه :”من بين المعلومات القليلة المنشورة على موقع DFC الإلكتروني حول صندوق أبراهام بيان صحفي واحد يعلن عن قيام أوزبكستان بتوسيع شراكتها مع صندوق أبراهام.

وجاء في البيان أن “التزام أوزبكستان بما يصل إلى 50 مليون دولار هو شهادة على اتفاقيات أبراهام (إبراهيم) وحقيقة أن التعاون الاقتصادي المحسن والتواصل هدف يتقاسمه الكثيرون، وسيحقق الرخاء أيضا لأوزبكستان”. ولا يتضمن البيان تفاصيل عن طبيعة الشراكة وسبب سعي أوزبكستان لأن تكون جزءا من المشاريع التي سيتم تمويلها من خلال الصندوق.”

وأشار مقال نُشر على موقع Entrepeneur.com  في نوفمبر إلى تكثيف العلاقات التجارية بين “إسرائيل” وأوزبكستان في أعقاب اتفاقات إبراهيم، بما في ذلك اتفاقات محتملة لتكنولوجيا المياه والأسلحة وأنظمة التجسس السيبراني السرية.

-الإعلام الأمريكي

اختار البيت الأبيض أول زعيم لصندوق استثماري يهدف إلى تعزيز السلام العربي الإسرائيلي (صندوق إبراهيم)، وهو الحاخام أرييه لايتستون، كبير مستشاري السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان.

وذكر التحقيق أن :” لايتستون لعب  دورا رئيسيا في التوسط في الاتفاقات بين إسرائيل ودول الخليج، وفقا لمسؤولي الإدارة، لكنه ظل إلى حد كبير وراء الكواليس حتى أيام الإدارة الأخيرة، عندما تم تعيينه مبعوثا خاصا للتطبيع الاقتصادي من قبل وزارة الخارجية في اليوم الأخير من عام 2020.”

مضيفاً انه :” أثار منصبه، أولا كرئيس لموظفي فريدمان ثم كرئيس لصندوق أبراهام، بعض المخاوف بشأن علاقاته الوثيقة بإدارة ترامب وافتقاده للخبرة في عالم مساعدات التنمية. تساءل البعض عما إذا كان من المناسب لشخص تم تعيينه تعيننا سياسيا أن يرأس ذراعا لبنك الاستثمار الأجنبي التابع للحكومة الأمريكية، والذي عادة ما يكون غير سياسي.”

لايتستون، الذي تعود علاقته بفريدمان إلى وقته كمسؤول في “الاتحاد الأرثوذكسي”، له علاقات وثيقة مع دائرة ترامب من المستشارين اليهود.  حيث وبحسب التحقيق فإنه :” في العام الماضي، ترأس الحاخام الأرثوذكسي حفل زفاف كبير مستشاري ترامب لشؤون الهجرة، ستيفن ميللر، وكيت والدمان، مساعدة نائب الرئيس مايك بنس، والذي أقيم في فندق “ترامب إنترناشونال”.

وبحسب ما ذكر التخقيق ان  لايتستون رفض التحدث إلى” تايمز أوف إسرائيل” بشكل رسمي، على الرغم من أنه في مقابلة أجرتها معه مؤخرا صحيفة ” إنترماونتين جويش نيوز “التي تتخذ من كولورادو مقرا لها، بدا أنه يقلل من أهمية آفاق استمرار صندوق أبراهام في العمل، وبدلا من ذلك تحدث عن منتدى للتنمية الاقتصادية للمرأة كان أعلِن عنه قبل أيام من استقالته.”

وقال: “آمل أن يؤمن أي شخص غير متحمس بشأن البرنامج A بأن البرنامج B سيوفر حقا عائدا أفضل لدافعي الضرائب وطريقة أكثر فاعلية لتحقيق السلام”.

وفي نوفمبر، قالت إدارة ترامب لوكالة “جي تي إيه” للأنباء أن لايتستون “رجل ميداني ينجز الأمور” و “صانع المطر”.

في الوقت الحالي، على الرغم من ذلك، يبدو أن وعود صندوق أبراهام بانهمار الأموال على المنطقة قد جفت.

المصدر: تايمز أوف اسرائيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى