مبادرة البطريرك بحاجة الى تفاهم وطني وسلاح المقاومة سيادي بامتياز

} عمر عبد القادر غندور*-البناء

بذل غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي جهداً لوضع بنود مبادرته التي أعلنها من بكركي وتنزيهها عن الانفعال رغم وضوح مراميها.

إلا انّ بعض المنصات والمقابلات تبرّعت بشرحها وتفصيلها وتعريتها من حشمة التحفظ التي حرص عليها غبطته!

ولا نظنّ ولا نجزم انّ غبطته كان راضياً عن ذلك، لأنّ مبادرته لم تكن بحاجة إلى شرح ولا الى استفزاز وهو ما مارسته هذه المنصات!

وبالتالي فإنّ الهتافات خلال «المهرجان» لم تراعِ حرمة المكان لا بل خرجت من الأدب الى قلة الأدب، ومنبراً لقوى سياسية استغلت المناسبة، بدليل انّ غبطته توقف عدة مرات وهو يلقي كلمته بسبب ما أثارته وصلات الشتائم من ضجيج وفوضى .

وبالعودة الى ما قاله سيد بكركي فنحن نتفق معه على ضرورة تشكيل الحكومة والخروج من حالة المراوحة والتعطيل وحتمية العيش المشترك، وعلى ان تكون العدالة هي المعيار بين الجميع، وتوفير العيش الكريم للبنانيين واستعادة أموالهم في المصارف وفرض الأمن والأمان وقيام الدولة القوية، وهذه مسلّمات لا يتقدّم عليها شيء

أما موضوع المؤتمر الدولي فهو يحتاج أولاً الى تفاهم اللبنانيين لإقرار هذا الأمر، ووضع حدّ للتشرذم والانقسامات الداخلية.

أما الحياد المطلوب، مع من يكون هذا الحياد؟ مع «إسرائيل» التي شنّت على لبنان سبعة حروب وما زالت تعربد وتحتلّ أرضنا وتسطو على مياهنا في البر والبحر وتعطل استخراج ثرواتنا في البحر وتعتدي علينا يومياً على سمائنا؟

أما موضوع السلاح الذي يجري التركيز عليه في ضوء حظر السلاح الفعّال عن الجيش اللبناني، ويتحوّل جنوبنا الى حديقة خلفية للمحتلّ «الإسرائيلي» يسرح فيها ويمرح ويخطف ويعتقل، مَن غير سلاح المقاومة الذي تصدّى وقاتل وحرّر الأرض؟ ومَن حمى لبنان من القوى التكفيرية بالتنسيق مع الجيش اللبناني؟ ومَن يردع «إسرائيل» ويفرض عليها «توازن الرعب» غير هذا السلاح المنضبط، غير السلاح المتفلّت في أيدي اللصوص والمجرمين وتجار المخدّرات والمهرّبين والخارجين عن القانون والذين يعتدون ويسلبون ويقتلون وهو سلاح موجود في كلّ ناحية من لبنان.

أما اللاجئون الفلسطينيون فمن يُعارض عودتهم الى بلادهم غير «إسرائيل» التي أجلتهم عن بلادهم!

أما النازحون السوريون فمن يُعارض عودتهم الى سورية غير الدول الغربية التي نستدعيها لإنقاذ لبنان!

سلاح المقاومة، هو سلاح سيادي بامتياز طالما يُحظّر على الجيش اللبناني السلاح الردعي، ولا سبيل للحديث عن مستقبل هذا السلاح إلا من خلال استراتيجية دفاعية يتفق عليها اللبنانيون كي لا يُترك لبنان مكشوفاً لـ «إسرائيل» ولغيرها، وينبغي احترام مئات الشهداء الأبرار للمقاومة والجيش دفاعاً عن تراب الوطن.

نسأل الله أن يهدينا جميعاً ويحمي وطننا من كلّ مكروه ويوفق قادته الى انتهاج الحكمة والرصانة وبُعد النظر.

 

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

Exit mobile version