النقود الالكترونية واقع أم محاكاة


لقد مرت البشرية بعدة أطوار قبل الوصول إلى النقود بشكلها الحالي فكما هو معروف ظهرت النقود كنتيجة لنقائص المقايضة الذي كان سائدا قبل استخدام النقود، ولقد أخذت هذه الأخيرة أشكالا مختلفة أبرزها المعادن النفيسة كالذهب والفضة …إلخ، ولكن لم يقف تطورها عند هذا فمع التطور التكنولوجي وتكور الصناعة المصرفية وظهور التجارة الالكترونية في الحياة الاقتصادية، ظهرت النقود الالكترونية كواحدة من الابتكارات التي افرزها التقدم التكنولوجي.

النقود الالكترونية: هي جيل جديد للنقود نتيجة للتطور الحاصل على مستوى هذه الأخيرة أو هي المكافئ الالكتروني للنقود التقليدية التي اعتدنا تداولها وتكون النقود الالكترونية على عدة أشكال مثل البطاقة البلاستيكية الممغنطة تكون قيمة مالية مخزنة فيها ويمكن استخدام في نقاط البيع التقليدية هذه البطاقة للدفع عبر الإنترنت وغيرها من الشبكات، كما يمكن استخدامها للدفع في نقاط البيع التقليدية، كما أنها تأخذ أشكالا مختلفة أخرى منها النقود الالكترونية البرمجية، الشيكات الالكترونية، المحفظة الالكترونية للبطاقات المصرفية.

كان يجب انتظار تاريخ 23/10/1950 لرؤية أول بطاقة ائتمان بالمزايا المتوفرة اليوم وسبب ذلك ما تعرض له المحامي ” Frank Namura” في مدينة نيويورك من إحراج أمام مجموعة من زبائنه عندما وجهت لهم دعوى غذاء وعند انتهائهم من ذلك وقيامه بدفع ما عليه لاحظ أنه لا يحمل القيمة النقدية الكافية معه، عند ذلك اقترح على صاحب المطعم أن يوقع على الفاتورة مع ترك بطاقته المهنية كضمان لأن يسدد ما عليه، وبعد هذه الحادثة أنشأ المحامي في نفس السنة مع شريك له شركة اسمها “Diner Club”  برأس مال قدره 1,5 مليون دولار تتكفل بإصدار بطاقة ائتمان تحت شعار ” تناول الغداء ووقع”، مكنت لحاملها في البداية من الحصول على خدمات 15 مطعما محليا حيث تعاقد معها على أن تقوم الشركة كل شهر بإرسال تلك الفواتير لزبائنها مضافا عليها رسوم الشركة بهذا تعتبر هذه الفكرة أول من طرح فكرة الدخول كوسيط بين شخصين الأول طبيعي والثاني معنوي بواسطة بطاقة ائتمان.
وعلى الرغم من أن بداية ظهورها في نهاية القرن الماضي، لكن العملات الرقمية انتشرت مع ظهور العملة الأكثر قوة وانتشاراً “بيتكوين” في العام 2009.
ومنذ بداية رحلة صعودها في منتصف أبريل (نيسان) من العام 2013 وحتى صباح تعاملات بداية الأسبوع الحالي، مرّت العملات الرقمية بمجموعة كبيرة من المنحنيات بداية من عدم تسجيل سوى 7 عملات رقمية في بداية العام 2013 وانتهاءً بظهور ما يقرب من 2143 عملة رقمية في الوقت الحالي، بنسبة زيادة تتجاوز نحو 30514%.

ومن العملات الرقمية ايضا (ليتكوين _ايثيريوم _إكس ريبل _ أي أو إس _ بيتكوين كاش وغيرها الكثير )

فيما تتوالى التحذيرات من سوق العملات الرقمية المشفرة، تتوالى الخسائر العنيفة التي بدأت مع نهاية العام 2017، وما زالت مستمرة حتى الآن.
ومثلما كانت المكاسب “صاروخية” خلال العام 2017 كانت المكاسب “كارثية” في 2018، مع اتّجاه الحكومات والبنوك المركزية على مستوى العالم نحو تضييق الخناق على المتعاملين في هذه السوق، التي من المتوقع أن تكبد أسواق العملات الرئيسية مزيداً من الخسائر.

وقبل أيام، حذرت هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة من السعي للثراء السريع عبر شراء الأصول المشفرة غير الخاضعة للتنظيم مثل البيتكوين والإيثريوم.
وحذرت الهيئة، في تقرير حديث بشأن مواقف المستهلكين تجاه الأصول المشفرة، من التعامل في هذه السوق، وقالت إن المستهلكين الذين خضعوا لمقابلات يتحدثون عن شراء عملة “كاملة”، ما يشير إلى أنهم غير مدركين لإمكانية شراء جزء من هذه العملات.

وأوضحت أنه على الرغم من الافتقار إلى الفهم بشأن حقيقة هذه العملات، فإن أصحاب العملات الإلكترونية الخاضعين للدراسة كانوا يبحثون في كثير من الأحيان عن طرق من أجل الثراء السريع.
وبحسب التقرير، فإن الأسباب الرئيسية لشراء الأصول المشفرة كانت الأصدقاء والمعارف ومواقع التواصل الاجتماعي.
لكن هيئة السلوك المالي ذكرت أن الحجم الإجمالي للضرر قد لا يكون مرتفعاً كما كان يعتقد في السابق، ما قد يعيق إدخال قواعد جديدة صارمة في الوقت الحالي.

يتبع ….
ملك الموسوي 3/3/2021

Exit mobile version