الوقت- مصطفى ساريكل هو رجل أعمال وسياسي تركي بارز شغل مواقعا عديدة مثل كونه عضو في البرلمان التركي، وعضويته في هيئة رئاسة ديوان البرلمان التركي وبلدية اسطنبول.
وكان ساريكل يتابع أنشطته السياسية لسنوات عديدة كعضو في الحزب الجمهوري الشعبي، أكبر جماعة معارضة في تركيا. وهو الآن ينوي خوض الانتخابات الرئاسية التركية عام 2023 من خلال تأسيس حزب “التغيير”.
وجاء في حوار مع رئيس حزب “التغيير” بهدف دراسة التطورات الأخيرة في تركيا وموقف حزب “التغيير” من إيران، مايلي:
تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا عن ضرورة تغيير الدستور. ماذا كان هدف أردوغان من إثارة هذه القضية؟
ساريكل: تركيا بالتأكيد بحاجة إلى دستور جديد. تم تعديل دستور تركيا عدة مرات، لكن الدستور الحالي هو نتيجة للتغيير بعد الانقلاب العسكري في البلاد. في الوقت الحالي، نحن بحاجة إلى أن تعمل جميع الأطراف معا من أجل المصلحة الوطنية المشتركة وأن تضع دستورا جديدا لتغيير قوانين الأحزاب والنظام البرلماني.
على سبيل المثال، يجب أن يعمل 150 عضوا في البرلمان كممثلين لتركيا، ويجب أن يتم انتخاب الأعضاء الآخرين من قبل أشخاص من مدن مختلفة. لكننا لا نتفق مع تغيير المواد الأربع الأولى من الدستور لأن المواد الأربعة الأولى من الدستور هي سبب قيام تركيا. طبعا جدير بالذكر ان اقتراح تغيير الدستور من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم امر يستوجب التوقف عنده.
ذكرت في حديثك المواد الأربع الأولى من الدستور التركي. أثيرت قضية تغيير هذه المواد الأربع لأول مرة من قبل علي باباجان، زعيم حزب الديمقراطية والتقدم. هل تعارض الأطراف الأخرى تغيير هذه المادة؟
ساريكل: هذا هو تحليل السيد باباجان نفسه. نحن سمعنا هذا العرض فقط. لكننا بالتأكيد ضد تغيير المواد الأربع الأولى من الدستور. تشير المواد الأربعة الأولى من الدستور إلى جمهورية تركيا وعلمها وعاصمة الدولة.
إذا أردنا تغيير هذه الأحكام؛ ماذا بقي لتركيا؟ عمل السيد باباجان في وزارة الخارجية لسنوات عديدة، لكنه لم يعلق على الدستور في ذلك الوقت. لكن طرحه لهذا الأمر في نفس اللحظة التي أسس فيها الحزب الجديد أمر مثير للتساؤل.
كما يتضح، فإن الشعب التركي وبعض الجماعات المعارضة يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما عارضه بالطبع أردوغان. ما هو تحليلك لهذه القضية؟
ساريكل: حزب “التغيير” هو أيضا حزب جديد، ونحتاج إلى ثلاثة او أربعة أشهر للدخول في العملية الانتخابية. نريد إجراء الانتخابات في موعدها. لكنني أتمنى أن تتطور ظروف المجتمع بحيث لا تكون هناك حاجة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. إذا كانت هناك أي مطالب بإجراء انتخابات في تركيا، فهذا يشير إلى وجود أزمة في طريقة إدارة الحكومة للبلاد.
من بعض تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تركيا، يمكن الاستدلال على أن إدارة واشنطن الجديدة ليس لديها وجهة نظر إيجابية تجاه حكومة أنقرة. من الآن فصاعدا، ما نوع التطورات التي سنشهدها في العلاقات بين واشنطن وأنقرة؟
ساريكل: بصفتنا حزب “التغيير”، نريد لبلدنا علاقات سلمية مع الدول الأخرى. نحن مستعدون للقاء والتحدث مع الدول الأخرى من أجل تحسين علاقاتنا.
نريد لتركيا مكانة كريمة في المنطقة ونريد السلام داخل البلاد. يعرف بايدن تركيا جيدا. فقد زار هذا البلد عدة مرات. يقال إن بعض خطابات ما قبل الانتخابات هي مجرد دعاية، لكن في النهاية الشخص الذي يفوز سيدير سياسته الخارجية وفقا لمبادئ وإطار عمل حكومة ذلك البلد. هناك علاقات اقتصادية بين تركيا وامريكا، وبالتأكيد فان الاخيرة لا تريد أن تتضرر هذه العلاقات. لهذا السبب لا أعتقد أنه سيكون هناك توتر خطير بين البلدين.
ما هو تقييمك لمستوى العلاقات الإيرانية التركية؟ في أي مجالات هناك حاجة لزيادة العلاقات بين البلدين؟
ساريكل: إيران وتركيا دولتان متجاورتان لديهما قواسم مشتركة دينية وثقافية وتاريخية. بسبب القواسم الدينية المشتركة بيننا، فإن السفر إلى إيران أكثر متعة وأسهل بالنسبة لنا من السفر إلى ألمانيا. وفي الوقت نفسه، تتمتع أنقرة وطهران بعلاقات اقتصادية وتجارية جيدة، والتي تحتاج بالطبع إلى زيادة تطويرها بين البلدين. كما سنعقد اجتماعات مع سفارة طهران في أنقرة لبحث رفع مستوى العلاقات بين البلدين.
من حيث الجوهر، فإن حزب “التغيير” التركي هو الحزب الأكثر استعدادًا لإدارة البلاد. إذا فزنا في الانتخابات القادمة، سنعمل على زيادة علاقات بلادنا مع إيران.
شهدت تركيا العديد من التوترات مع الاتحاد الأوروبي بشأن شرق البحر المتوسط. حتى احتمال فرض عقوبات على تركيا في مارس مرتفع للغاية. ما مدى خطورة هذه العقوبات وكيف سترد تركيا؟
ساريكل: لا يمكن لتركيا دون أوروبا وأوروبا دون تركيا ان يتابعا سياستهما. قد يكون هناك حديث عن عقوبات ضد تركيا في مارس، لكن تركيا لديها علاقات تجارية مهمة للغاية مع أوروبا. هناك ردود فعل باردة في عالم السياسة، لكنها في الواقع تختلف عما يقال.
بينما لم تكتشف تركيا بعد أي احتياطيات طاقة في شرق البحر المتوسط، فما سبب هذه التوترات بين الدولة والاتحاد الأوروبي؟ من الأفضل لهم اللجوء إلى الدبلوماسية السلمية بدلاً من زيادة التوترات.
وفي الختام قال ساريكل: ” نحن كجزب التغيير، نعتزم لقاء المسؤولين الإيرانيين من أجل زيادة العلاقات الثنائية. يجب أن يكون كلا البلدين في أفضل وضع سياسي واقتصادي في المنطقة. ونتيجة لذلك، ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام للعلاقات بين البلدين في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة. في الوقت نفسه، إذا زادت العلاقات التجارية بين البلدين، فإن ذلك سيجعل أوروبا تغار من هذا المستوى من التعاون”