جويل بو يونس-الديار
ماذا عن تركيبة الحريري والـ 18 والـ 20 ؟… وبعبدا قد تبادر حكومياً
وليد غياض لـ «الديار» : بكركي ترفض الشعارات ولا تتبناها.. والبطريرك لا يُخوَّن !
لا تزال طروحات البطريرك الماروني الكارينال مار بشارة بطرس الراعي التي جددها امام الحشود السبت تتفاعل سواء من حيث الردود المؤيدة او الرافضة ولا سيما عند من قرأ في محاولة بعض القوى المشاركة في حراك السبت استغلال الحراك للتهجم على رئيس الجمهورية وحزب الله علما ان مصادر مطلعة على جو بكركي تؤكد ان البطريرك لم يكن مؤيدا للشعارات التي عمد البعض الى اطلاقها بدليل انه لم يأت بكلمته على ذكر حزب لله بالمباشر او رئيس الجمهورية.
على اي حال ورغم بعض المواقف الرافضة لفكرة المؤتمر الدولي وللحياد، وسط
الردود السلبية التي اتت على لسان اكثر من رجل دين اسلامي، وبشكل ابرز من قبل حزب الله فالمعلومات تؤكد ان البطريرك الراعي ماض بطروحاته وهو سيوسع مروحة مشاوراته مع مختلف الكتل. وفي هذا السياق برزت امس زيارة وفد كتلة المستقبل التي كانت اصلا متوقعة الى بكركي بعدما حدد له الموعد منذ نهار الخميس الماضي.
لقاء وفد المستقبل برئاسة النائب بهية الحريري مع الراعي استمر لساعة من الوقت وتناول ملفات عديدة بدءا من المؤتمر الدولي والحياد وصولا لتشكيل الحكومة.
اللافت بحسب ما كشفت مصادر مطلعة للديار ان المستقبل لم يكن متحمّساً للمؤتمر الدولي فهو طلب بحسب المصادر تفاصيل اكثر عن هدفه كما طلب توضيح مفهوم البطريرك للحياد المطلوب وكان لافتا هنا عودة النائب سمير الجسر الذي تحدث بعد اللقاء لتأييد اعلان بعبدا.
مصدر نيابي مشارك في اللقاء وردا على سؤال للديار عن سبب العودة هذه الايام للحديث عن اعلان بعبدا شرح انه اذا كان المقصود بالحياد تحييد لبنان عن الصراعات، فهذا يعني انه شبيه بروحية اعلان بعبدا، ولا سيما ان المستقبل لا يريد الدخول في الصراعات الاقليمية، كما فعل حزب الله، بحسب المصدر الذي يتابع :» لكن لبنان بلد عربي، عضو في جامعة الدول العربية لا يُحيّد ولا يمكن تحييده عن القضايا العربية، ولا عن الاجماع العربي فيها.
وفي سياق الحديث عن المؤتمر الدولي ، كشفت مصادر مطلعة للديار ان وفد المستقبل «غير متحمس اساسا لهذه الفكرة» في هذا التوقيت بالذات، شدد على وجوب معرفة تفاصيل هذا المؤتمر فطلب هنا الراعي كما فعل مع القوات والتيار، من المستقبل العمل على اعداد تقديم ورقة بالخلل والثغر الموجودة وكيفية حلها وصولا لرؤية مشتركة بين مختلف الكتل، وقد تقصد الراعي ان يؤكد للمستقبل ان التدويل لا يعني الاستقواء بدولة خارجية، وان المؤتمر الدولي ليس لغلبة طرف على اخر.
كما أسمع الراعي بحسب معلومات الديار وفد المستقبل وجوب ان يتحاور الجميع مع بعضهم بعضاغامزا من قناة طاولة الحوار الا ان الوفد لم يعلق هنا باي كلمة.
معلومات «الديار» تؤكد انه لم يتم التطرق لموضوع حزب الله خلال لقاء المستقبل ولا حتى للهتافات التي اطلقها بعض الحشود بحقه او بحق رئيس الجمهورية علما هنا ان اوساط بعبدا لم تصدر اي تعليق وهي تعكف على تقييم كلمة الراعي قبل اي رد.
اما حزب الله فبدا واضحا امتعاضه مما حصل والذي عبر عنه النائب حسن فضل الله واستيضاحا لموقف بكركي من الهتافات التي اطلقت، اتصلت بالمستشار الاعلامي في بكركي المحامي وليد غياض الذي اكد ان بكركي ترفض التطاول على احد وترفض اطلاق شعارات من ساحتها ضد اي شخص ليضيف : «هذه الشعارات لا تليق بالمقام وبكركي ترفضها ولا تتبناها».
ولكن لماذا عمد البطريرك الى اكمال كلمته من دون اي تعليق رافض للشعارات سألنا غياض فقال :»كان من المستحيل ان يتعاطى البطريرك معها بشكل مباشر ولا سيما في ظل خطاب بالمستوى الذي كان يطلقه، لذلك اكمل كلامه كما لو انه لم يسمع شيئا، فتجاهل الكلام وتابع القراءة».
عما قاله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان تعليقا على دعوة الراعي للحياد من ان هذا الامر « بزمن الاحتلال الاسرائيلي وداعش» اعتقد انه خيانة»، سالنا غياض فاتى الرد حازما بالقول : هذا الكلام غير مقبول فالبطريرك لا يُخوَن ولا سيما انه كان واضحا ان الحياد لا يشمل العداء لاسرائيل.
وتابع غياض : البطريرك مكمل بطروحاته ومشاوراته وكلامه يفتح مساحات شاسعة للحوار، فلنقابلها بايجابية، ليضيف «: الكلام عاد اصلا عن تفعيل اللجنة المشتركة بين بكركي وحارة حريك «ز
وبالعودة الى مضمون لقاء المستقبل مع الراعي، فهو تطرق ايضا لجولات الرئيس المكلف الخارجية اذ تقصد الوفد شرح الهدف الاساسي لهذه الجولات وسعي الرئيس المكلف من خلالها لحشد الدعم للبنان واللافت هنا كان تعليق الراعي اذ قال :» ادرك حجم الجهود المفيدة التي يبذلها الرئيس المكلف والمشكور عليها على امل ان تتكلل بالنجاح».
اما في تفاصيل النقاش الحكومي والذي شكل بحسب معلومات الديار حصة لا بأس بها خلال اللقاء، فحاول الراعي هنا الاستفسار من وفد المستقبل عن العرقلة بملف تأليف الحكومة وسال هنا بحسب مصادر مطلعة عن موضوع ال18 وزيرا وال20 فقال : ما المشكلة بال 18 او 20؟ كيف يمكن الاتفاق على عدد بلا ثلث معطل ؟
كما استفسر الراعي عن تفاصيل التركيبة التي عمل عليها الرئيس الحريري وتوزيعتها للمقارنة بين ما حكي في هذا الاطار بالاعلام مع الواقع الا ان الوفد لم يعط اجوبة حاسمة انما بقي باطار العموميات تاركا الحديث بالتفاصيل للرئيس الحريري.
وفي سياق الحديث عن الحكومة المعلقة حتى اللحظة لم تستبعد مصادر مطلعة على جو بعبدا عبر «الديار»، امكان دعوة رئيس الجمهورية الكتل النيابية لاخذ رأيها في ما يحصل حكوميا وسبل إخراج التأليف الى الضوء وبالتالي تحميل كل كتلة مسؤولية خياراتها.