ما زالت السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد تحمل العديد من الخبايا التي ترعب العالم، ولم تكشف عن كامل أسرارها بعد.
السلالة التي ظهرت في إنجلترا ثم تفشت في العديد من دول العالم، أكثر قابلية للانتقال، خاصة بين الأطفال
اجتمعت لهذه السلالة الجديدة عوامل جعلتها موضعا لإثارة القلق. أول هذه العوامل، سرعة الانتشار والاستحواذ على مكان النُسخ السابقة عليها من الفيروس، ما يعطي انطباعا بأن لها السيطرة على السلالة الأصلية.
العامل الثاني هو قدرة هذه السلالة الجديدة على تطوير طفرات جينية تغيّر جانبا مهما من سلوك الفيروس، والثالث هو قدرة هذه الطفرات الجينية على تمكين الفيروس من إصابة الخلايا بشكل أكبر من ذي قبل ما يعني زيادة معدل قابلية العدوى.
بفضل هذه العوامل بات الانتشار أمرًا سهلا أمام فيروس كورونا في نسخته الجديدة.
.وقد تمسي سلالات جديدة من الفيروس أكثر انتشارا إذا تهيأت لها الأجواء في مكان وزمان ومناسب كما حدث في لندن والتي لم تتجاوز حتى وقت قريب تطبيق المستوى الثاني من تدابير مكافحة الوباء لكنها انتقلت في أيام قليلة إلى المستوى الرابع.
وذكر المتخصص الفرنسي في علم الوراثة أكسل كان على صفحته في فيسبوك، أنه حتى الآن “تم رصد 300 ألف سلالة من كوف 2 في العالم”.
وتحمل السلالة الجديدة طفرة تسمى “إن501 واي” في بروتين “شويكة” فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها.
ووفقا للدكتور جوليان تانغ من جامعة ليستر “كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الحالي خارج المملكة المتحدة، في أستراليا بين حزيران/يونيو وتموز/يوليو، والولايات المتحدة في تموز/يوليو وفي البرازيل في نيسان/أبريل”.
ولفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة ليفربول إلى أن “فيروسات كورونا تتحوّر طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة من سارس كوف 2. الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات”.
وأشار أكسل كان إلى أنه “كلما ارتفع عدد الإصابات، ارتفعت احتمالات حصول تحور عشوائي للفيروس وارتفعت وتيرة حصول تحور”.
أ
وفقا لدراسة جديدة، فإن هناك عرضًا نادرًا للسلالة الجديدة يجب البحث عنه، وفقا لـ”express” البريطانية، وهو الفواق المستمر أو “الزغطة”.
وفقا لكبير المسؤولين الطبيين بالمملكة المتحدة، البروفيسور كريس ويتي، فإن أعراض السلالة الجديدة لا تختلف عن السلالة المنتشرة بالفعل.
الأعراض الثلاثة الرئيسية لفيروس كورونا هي ارتفاع في درجة الحرارة وسعال حاد ومستمر بالاضافة الى فقدان او تغير في حاسة الشم والتذوق.
لكن دراسات الحالة المتعددة أشارت إلى أن الفواق المستمر قد يكون مظهرًا نادرًا وغير معتاد لـ كوفيد-19.
في دراسة حالة حديثة أجريت عام 2020، تبين أن رجلًا يبلغ من العمر 64 عامًا يعاني من الفواق المستمر باعتباره العرض الوحيد لـ كوفيد-19.
زار الشخص، موضوع الدراسة، عيادة خارجية بعد تعرضه للفواق لمدة 72 ساعة، وتم إجراء اختبارات الدم وتصوير الرئة، وكشف عن أدلة على إصابة كل من الرئتين وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، ثم تم التأكد من اختباره أيضًا إيجابيًا لكورونا.
متى تعتبر الفواق “الزغطة” خطيرة؟
يجب أن تستمر الفواق لبضع دقائق فقط ويمكنك عادةً الجلوس حتى تختفي، غالبًا لا يوجد سبب واضح للإصابة بالفواق، كما تقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، لكن بعض الناس يجدون أن أشياء معينة تحفزهم مثل التوتر، والمشاعر القوية مثل الإثارة، والأكل والشرب، لكن ينصح بمراجعة طبيب عام إذا استمرت الفواق لأكثر من 48 ساعة أو عادت في كثير من الأحيان وكان لها تأثير على حياتك.
المعلومات حول هذه السلالة الجديدة مقلقة جدا، وفق ما قال البروفيسور بيتر أوبنشو المتخصص في جهاز المناعة في إمبريال كوليدج لندن لموقع “ساينس ميديا سنتر” خصوصا لأنه “يبدو أنها أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 إلى 70 في المائة”.
وأضاف البروفيسور جون إدموندز من كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية “هذه أنباء سيئة للغاية. يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة”.
ويحتاج الأمر إلى مزيد من التجارب المعملية، لكن لا يتعين على متخذي القرار انتظار نتائج تلك التجارب لكي يضعوا تدابير احترازية للحد من انتشار السلالة الجديدة، بحسب ما صرح نيك لومان، الخبير في مؤسسة كوفيد 19 جينومكس بالمملكة المتحدة، لبي بي سي.
ملك الموسوي