الوقت- كلما اقتربنا من الانتخابات الفلسطينية كلما زاد حنق الاسرائيليين، الذين لا يريدون لهذه الانتخابات أن تسير وفق ما هو مخطط لها، فنجاح الانتخابات هو انتصار جديد للمقاومة وتأكيد على مشروعيتها، والجميع يعلم أن حماس لها الحظ الأوفر في هذه الانتخابات، للك هناك تخوف كبير لدى صناع القرار الاسرائليين من أن تؤدي هذه الانتخابات إلى تعاظم قوة المقاومة وتزايد شعبيتها، لذلك تعمل اسرائيل ليل نهار على افشال هذه الانتخابات بكل الوسائل المتاحة، بالمقابل تعمل المقاومة وتحديدا حماس على انجاح الانتخابات رغما عن انف اسرائيل.
اجراء الانتخابات يساهم إلى حد كبير في انهاء الانقسام ويعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهذا آخر ما تريده اسرائيل، فهذه الانتخابات لم تجرِ منذ 15 عاماً، ولطالما ان حماس هي من انتصرت بها في السابق هناك مخاوف من تكرار النصر، وحينها سيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتنياهو في موقف حرج.
حاليا تعمل اسرائيل على اعتقال قيادات حماس ولاسيما في الضفة الغربية، في محاولة لافشال الانتخابات، والتخلص من القيادات التي تملك شعبية كبيرة.
استمرار الوضع الحالي قد يدفع اسرائيل للتدخل العسكري وشن هجوم على غزة، في حال لم تستطع افشال الانتخابات بأساليبها الحالية من خلال الترهيب والاعتقالات، وتحدثت صحيفة هآرتس في عددها الصادر يوم الجمعة 26-2-2021 بان بعض رجال الاستخبارات الاسرائيلية يلاحظون في الانتخابات الفلسطينية (مغامرة لا تطاق) قد تؤدي لتدهور الأوضاع الأمنية ولمواجهة مع حماس، ويبدو بان هذا التقدير قد جاء في اطار نظرة كثير من قادة الاستخبارات والدوائر الامنية الاسرائيلية للانتخابات الفلسطينية على انها تهديد يجب منعه، فالانتخابات كما سبق واكدنا هي مقاومة فلسطينية من نوع اخر.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة هآرتس ايضاً (ان قادة اسرائيليون اجتمعوا مع عباس وحذروه من انتصار حماس في الانتخابات ووجهوا له توصيات لايجاد طريقة لتجميد الانتخابات) يبدو بان النظر للانتخابات كخطر على دولة اسرائيل قد جاء لدى بعض قادة الاجهزة الامنية الاسرائيلية هو نتيجة لتقديرات وازنة في اسرائيل والتي اشارت اليها نفس الصحيفة بقولها:” في اسرائيل تتزايد المخاوف من فوز حماس، ففي غزة لن ينافسها احد وفي الضفة الغربية سيتدفق الناخبون لمصلحتها في ظل الفساد الذي يتهم به بعض قادة السلطة”.
من جهتها حذرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، من أن “التدخل السافر” لإسرائيل في الانتخابات الفلسطينية قد يحول دون إجرائها في مواعيدها. جاء ذلك في بيان أصدرته “حماس”، عقب اجتماع قيادة الحركة برئاسة إسماعيل هنية، على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، لمناقشة قضايا فلسطينية.
ودعت الحركة السلطة الفلسطينية والقوى الوطنية والمقدسيين، إلى “التحرك على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية لوقف هذا التدخل، والمشاركة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً”.
وعُقدت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي (البرلمان) مطلع العام 2006، وأسفرت عن فوز “حماس” بالأغلبية، فيما سبقها بعام انتخابات للرئاسة وفاز فيها الرئيس الحالي محمود عباس.
ومنذ حزيران 2007 تشهد الساحة الفلسطينية انقساما داخليا عقب سيطرة “حماس” على قطاع غزة، في حين تدير “فتح” الضفة الغربية.
أساليب التهديد الاسرائيلي:
أسقطت إسرائيل تهديداتها واقعا بعدما اعتقلت خلال الأسبوعين الماضيين 7 من قيادات الحركة والعشرات من كوادرها واستدعت العديد للتحقيق وحذرتهم من الانخراط في الانتخابات بأي شكل.
وحذّرت المخابرات الإسرائيلية، الثلاثاء، نايف الرجوب، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية، ووزير الأوقاف الأسبق، من الترشح لانتخابات المجلس التشريعي القادم.
جاء ذلك خلال اقتحام قوة عسكرية إسرائيلية لمنزله في بلدة دورا، غربي مدينة الخليل (جنوب).
ويأتي تحذير إسرائيل للرجوب، مترافقا مع حملة اعتقالات تشنها ضد قادة حماس بالضفة الغربية، حيث احتجزت اليوم الثلاثاء القيادي البارز فازع صوافطة، من مدينة طوباس (شمال).
ومن بين قادة حماس المعتقلين، مؤخرا، مصطفى الشنار، وعدنان عصفور، وياسر منصور، وخالد الحاج، وعبد الباسط الحاج، وعمر الحنبلي.
أهداف اسرائيل واضحة، وهي ايقاف هذه الانتخابات بكل السبل الممكنة، وتعطيلها ومنع نجاحها، وهذا الأمر يتطلب تضافر جهود الفلسطينيين للوقوف في وجه آلة القمع الاسرائيلية، ولكن مع الاسف، السلطة الفلسطينية لم تصدر اي بيان يشجب ما تقوم به اسرائيل من اعتقالات بحق قادة حماس، والتزمت الصمت حيال ذلك، وهذا الامر لن يكون في مصلحة السلطة نفسها، على مستوى الشعبية وعلى مستوى الشرعية، وسيؤثر في نتائجها في الانتخابات لا محالة، لأنه لا يمكن الصمت عن هذه الانتهاكات الاسرائيلية، على اعتبار أن السلطة وحماس اتفقتا على تذليل العقبات سويا.
إن اعتقال نتنياهو لقيادات حماس، يهدف بشكل واضح لرفع نسب المصوتين في المجتمع الإسرائيلي وخفضه في المجتمع العربي في انتخابات الكنيست المقبلة، ومن أجل ذلك ليس من المستبعد خلال الأسابيع القريبة المقبلة أن يقوم بعملية عسكرية من أجل استعطاف المصوت الإسرائيلي، ودفعه لانتخابه”
من جانب آخر يسعى نتنياهو جاهدًا للتخلص من أي أمل قد يؤدي إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركة فتح وحركة حماس، ولا يريد أن تتم الانتخابات الفلسطينية الديمقراطية كما مخطط لها.
ماذا ستفعل حماس ؟
قالت حركة “حماس” إنها تملك من الأدوات ما سيمنع إسرائيل من التدخل في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة في مايو (أيار) المقبل. وجاء في تصريحات لطاهر النونو، مستشار رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، بثتها قناة “الأقصى” التابعة للحركة، إن “حماس قادرة على إجبار الاحتلال الإسرائيلي على عدم التدخل في الانتخابات الفلسطينية”.
وذكر أن “إسرائيل»” قلقة من الانتخابات المرتقبة، وتابع: “نعلم يقينًا أن الاحتلال يسعى لتفصيل الانتخابات ونتائجها على مقاسه، وهو ما لا يمكن أن يظفر به”. مضيفاً إن “لدى الحركة من البدائل والوسائل ما يمكنها من ذلك، والاحتلال أكثر من يعرف هذا الأمر”.