تعقيباً على خطاب نيافة البطرك الراعي اليوم في بكركي:
من الآخر يا سيادة البطرك، من يعطي ضمانات لشيعة لبنان الذين تعرضّوا للسحق والابادة مرّة من العدو الاسرائيلي ومرّة من داعش ناهيك عن تاريخ يمتدّ لقرون طويلة من الظلم والاضطهاد!
وهل لنيافتك ان تجيبنا، متى احترمت تل ابيب أو واشنطن تعهّداتهما او حتّى قرارات الامم المتّحدة؟!
ومن الآخر كمان يا سيادة البطرك، سلاح المقا..ومة لم يكن سببا في افلاس لبنان، بل غطاء غبطتكم المذهبي بالأمس، لشخص رياض سلامة ، الفاسد واللص وشريك كل عصابة النهب والتآمر، هو وغيره من القرارات غير الوطنيّة، من اوصلنا للاسباب التي يستثمرها غبطتك الان لتطويق القوّة الفعلية التي حمت وتحمي لبنان حقاً من مختلف أعدائه وما أكثرهم !
ونلفت نيافتك، أنّه بالأمس قد أخطأ وزير الصحة، حيث تجاوز المنصّة الخاصة بتوزيع اللقاحات، وهو الشيعي، فكان منّا من النقد اللاذع ما كان، رغم انه نظيف الكف ويعمل بجد واجتهاد، هكذا تكون الوطنيّة الجامعة التي يزعمها الكثيرون زوراً ولست – اسمح لنا -بتصرّفك بريئا مما يزعمون!
ومن الآخر كمان وكمان يا سيادة البطرك، اذا كان للمؤتمر الدولي ،الذي تطالبون به وفق أجندتكم ، حظّاً بالإنعقاد، وطالب فيه الش-يعة -الاقوياء جدّدا جدّا في الإقليم وعلى الساحة اللبنانيّة- والذين يعدّون 1,950,000 نسمة في لبنان، حقوقاً كبيرة مقابل اي تنازل بغية “تحييد لبنان” ، هل يعتقد غبطتك ان الدول الكبرى، ستقف داعمة لحقوق المسيحيين على قاعدة المناصفة مع كل المسلمين، علما أنّهم لا يشكّلون اكثر من 17% من مجمل سكّان لبنان!
أم أن الاوروبي والامريكي سيبيعون للشي..عة كل الوجود المسيحيي وغير المسيحي مقابل ادنى تنازل لصالح الصهاينة.
يبدو أنّك فعلا لا تدرك مدى النعيم الذي تعيشه الأقليّة المسيحيّة في لبنان!
وللعلم، وعلى سبيل المثال لا الحصر ايضاً ، نفيدك يا سيادة البطرك، أن نهج الفساد الذي تغطّي بكركي أهمّ رموزه المتآمر على جنى عمر اللبنانيين”رياض سلامة”، قد افقد شيعة لبنان حوال 80 مليار دولار!
ومن الآخر أيضا يا سيادة البطرك، لو أنّ طرحك غير الواقعي وغير الوطني أقلّه من وجهة نظرنا الوطنيّة لا الشيع..يّة العقاديّة ، قد أوصل البلد الى حرب اهليّة لا سمح الله، فهل تعتقد أن أحداً سيصمد أمام قوّة الش..يعة -الذين تسعى لتطويقهم عبر طرحك-على خط تماس او حدود مذهبيّة على امتداد جغرافيّة لبنان!
اذن، لماذا تصر يا سيادة البطرك على تهجير ما بقي من نصارى في الشرق؟!
ألم يعتبر نيافتك بعد، مما حصل مع المسيحيين في فلسطين وسوريا والعراق؟!
سيادة البطرك، بصراحة، نحن من موقعنا كمتابعين للشأن اللبناني، لا نجدفي طرحكم هذا-مع احترامنا الكبير لمقامكم الروحي والوطني- إلا كلام مراهقين في السياسة والوطنيّة، يفتقدون للبصيرة الوطنيّة الجامعة ويسعون لخراب لبنان، خدمة للعدو من جهة وتهجيراً لاخواننا المسيحيين من آخر مرقد لهم في الشرق من جهة أخرى، كما وأننا لا نرى يا سيادة البطرك، مصلحة لنصارى لبنان، الا باستثمار قوة الشي..عة والرهان عليها، لانّها ببساطة، تشكّل آخر الضمانات للكنائس وانغام اجراسها والساعين الى الصلاة بها وهي تُقرع على مسمع التكفيري المهزوم والصهيوني الخائف، بفضل قوّة المقا..ومة والمقاو..مين، الذين خبر الاعداء بأسهم جيّداً وعايشت كنائسكم عقيدتهم السمحاء في غابر الأيّام، والسلام.
محمّد فضل خشّاب