ترجمة فاطمة معطي-لبنان24
نشر موقع “المونيتور” الأميركي تقريراً عن “حدود” صداقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي “تفيد “إسرائيل”.
وانطلق الموقع من وساطة موسكو في صفقة تبادل الأسرى بين سوريا و”إسرائيل” الأسبوع الفائت، مشيراً إلى أنّ نتنياهو سارع إلى شكر جهود “صديقه الروسي” وشدّد على أنّه “تحدّث إليه مرتيْن”. وتابع الموقع بالقول إنّ نتنياهو “تفاخر” بصداقته مع بوتين في كانون الثاني من العام الجاري، وذلك بعدما تمكّن الرئيس الروسي من إطلاق سراح “الإسرائيلية” نعمة يسسخار التي أوقفت عدة أشهر في موسكو لحيازتها مخدرات.
وقال الموقع إنّ نتنياهو زار موسكو شخصياً لاستقبال يسسخار، لافتاً إلى أنّ “إسرائيل” وافقت لاحقا كبادرة “حسن نية” على مساعدة روسيا في بعض المسائل العقارية القانونية الخاصة بالكنيسة الروسية في القدس المحتلة.
بناء على هذه المعطيات استعرض تقرير “المونيتور” أوجه علاقة الأخذ والرد الروسية-الإسرائيلية، متحدثاً عن التنسيق الإسرائيلي-الروسي” في سماء سوريا حيث تشن “إسرائيل” على ما تقول إنّه أهداف تابعة لـ”حزب الله” وإيران في سوريا. وفي هذا الإطار، ذكّر الموقع بتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب غارة دير الزور الموسعة. وآنذاك قال لافروف: “إذا كانت إسرائيل مضطرة، كما يقولون، للرد على تهديدات لأمنها تصدر من الأراضي السورية، فقد قلنا لزملائنا الإسرائيليين عدة مرات: إذا رصدتم مثل هذه التهديدات، فيرجى تزويدنا بالمعلومات المعنية”، و”سنتخذ جميع الإجراءات لتحييد هذا التهديد”.
وإذ لفت الموقع إلى إحجام “إسرائيل” عن الرد على هذه التصريحات، رأى أنّ استمرار غاراتها على سوريا بمثابة “صمت بليغ”. وهنا، استبعد الموقع أن تفرمل “إسرائيل” حملتها العسكرية ضد “التمركز الإيراني” في سوريا، مشدداً في الوقت نفسه على تثمينها التنسيق الثنائي الرامي إلى تأمين سلامة طائراتها والطائرات الروسية.
تقاطع وتباعد
لا تبدو الأولويات “الإسرائيلية” والروسية في سوريا متباينة تبايناً كاملاً: ففي حين ترغب إسرائيل في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، تركز “إسرائيل” على محاربة الوجود الإيراني في سوريا، بحسب تحليل الموقع. إلاّ أنّ الدور الروسي يتوسع، إذ كشف “المونيتور” أنّ موسكو تأمل الاضطلاع بدور على مستوى مصالحة “فتح” و”حماس”، وربما على مستوى “المحادثات المستقبيلة بين “إسرائيل” وقطاع غزة، و”إسرائيل” والقيادة الفلسطينية في الضفة الغربية”؛ عقد وفدان لـ”حماس” و”فتح” محادثات مع السفير الإيراني في روسيا، كاظم جلالي، كما اجتمع الوفدان بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
الموقع الذي أكّد أنّ “إسرائيل” تدرك الدور الذي تلعبه موسكو على خط الداخل الفلسطيني، علّق قائلاً: “تماماً مثل مسألة محور موسكو-الأسد، اختارت تل أبيب هنا أيضاً عدم مواجهة موسكو علناً بشأن رعايتها التواصل الإيراني مع “حماس” والفلسطينيين”. وعليه، خلص “المونيتور” إلى أنّ “نتنياهو يدرك حدود صداقته مع بوتين”.