في وقت مبكر من صباح الجمعة 26 فبراير/شباط 2021، كانت سوريا على موعد مع أول عملية عسكرية يوافق عليها الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، حيث شنت طائرات أمريكية هجوماً وصف بـ”المحدود” استهدف مباني تابعة لما قال البنتاغون إنها ميليشيات مدعومة من إيران.
البنتاغون كشف، في بيان له، أن بايدن أذن بالضربات الجوية على سوريا، مؤكداً أن الغارة استهدفت جماعات مسؤولة عن الهجمات الأخيرة ضد الأمريكيين وحلفائهم في العراق، التي وقعت يوم 15 فبراير/شباط، واستهدفت مطار أربيل شمال العراق، وأدت إلى مقتل متعاقد فلبيني وإصابة ستة آخرين، من بينهم جندي من الحرس الوطني وأربعة متعاقدين أمريكيين.
تفاصيل الهجوم الأمريكي على العراق
من الملاحظ بشكل واضح أن الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية وقعت في شمال العراق، بينما كان الرد الأمريكي في سوريا، ما يعطي إشارة إلى أن رد الرئيس الأمريكي كان مدروساً “ومتواضعاً”.
مسؤولون أمريكيون أكدوا بالفعل هذا الأمر، فقالوا لصحيفة New york times إن البنتاغون عرض مجموعات أكبر من الأهداف التي يمكن استهدافها، إلا أن بايدن وافق على الخيار الأقل عدوانية، لتفادي رد فعل دبلوماسي من الحكومة العراقية.
كما أكد المسؤولون الأمريكيون أن الضربات كانت استجابة عسكرية صغيرة نسبياً ومحسوبة بدقة، بالنسبة للإدارة الأمريكية، فقد أسقطت سبع قنابل زنة كل واحدة منها 250 كيلوغراماً على مجموعة صغيرة من المباني عند معبر غير رسمي على الحدود السورية العراقية تستخدم لتهريب الأسلحة والمقاتلين، بحسب المتحدث باسم البنتاغون جيمس كيربي.
كيربي أوضح أن هذا الرد العسكري “يتوافق مع الإجراءات الدبلوماسية، بما في ذلك التشاور مع شركاء واشنطن بالتحالف الدولي”.
أما عن أهداف العملية، فقال كيربي: “العملية ترسل رسالة لا لبس فيها: الرئيس بايدن سيعمل على حماية الأفراد الأمريكيين والتحالف”.
ما هو معروف عن خسائر الهجوم الأمريكي
بعد الهجوم بساعات، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مراسله في دير الزور القول إن هجوماً أمريكياً وقع بالفعل، واستهدف عدة مناطق في شرق سوريا على الحدود مع العراق.
إلا أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من سوريا حتى الآن على الضربات الجوية، كما لم يعلن النظام عما إذا كانت هناك خسائر بشرية في الهجوم.
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 17 مقاتلاً موالياً لإيران على الأقل قتلوا في غارات الأمريكية.
وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن بأن الغارات التي استهدفت معبراً غير شرعي جنوب البوكمال أسفرت عن “تدمير ثلاث شاحنات محملة بذخائر دخلت من العراق”، مضيفاً: “هناك عدد كبير من القتلى، والمعلومات الأولية تفيد بسقوط 17 قتيلاً على الأقل من المقاتلين العراقيين في الحشد الشعبي”.
تبعات الهجوم الأمريكي
جاءت الهجمات الصاروخية على مواقع أمريكية في العراق في وقت تبحث فيه واشنطن وطهران عن طريق يعود بهما إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن الهجمات الأمريكية كانت مدروسة ومحدودة، فإنه لم يتضح بعد ما إذا كانت ستؤثر على الجهود الأمريكية الرامية إلى إقناع إيران بالتفاوض على عودة الجانبين إلى الامتثال للاتفاق النووي، خاصة أنه لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من الميليشيات التابعة لإيران في العراق أو سوريا، ولا حتى أي تصريح صحفي حول الهجوم من طهران نفسها.
في الوقت ذاته أوضح كيربي أن الهجوم الأمريكي يهدف إلى معاقبة مرتكبي الهجوم الصاروخي، وليس لتصعيد الأعمال العدائية مع إيران التي تسعى إدارة بايدن لتجديد المحادثات معها بشأن الصفقة النووية التي كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد علَّقها.