أول عملية عسكرية في عهد بايدن.. أمريكا تقصف مواقع إيرانية بسوريا رداً على هجمات أربيل
صورة أرشيفية لقصف إسرائيلي على سوريا/ رويترز
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الخميس 25 فبراير/شباط 2021 أن مقاتلاتها شنت غارات على منشآت عسكرية تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في شرق سوريا، في رد على هجمات صاروخية استهدفت مؤخراً قوات أمريكية متمركزة في العراق.
هجوم بأمر من بايدن
المتحدث باسم البنتاغون جيمس كيربي قال نقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية إنه “بناء على توجيهات من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأمريكية هذا المساء غارات على بنى تحتية تستخدمها جماعات عسكرية مدعومة من إيران في شرق سوريا”. مضيفاً أن هذه الغارات جاءت “رداً على الهجمات الأخيرة ضد جنود أمريكيين وآخرين من قوات التحالف في العراق، وعلى التهديدات المستمرة التي تطال هؤلاء الجنود”. فيما لم يذكر البيان إن كانت الغارات قد أسفرت عن وقوع إصابات.
كيربي أشار إلى أن هدف الغارات كان نقطة مراقبة حدودية تستخدمها جماعات مسلحة عراقية مدعومة من ايران، بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.
ووصف كيربي غارات الخميس بأنها “متناسبة”، قائلاً إنها “نُفذت بالتزامن مع إجراءات دبلوماسية” تشمل التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية”. مضيفاً: “العملية تبعث برسالة بالغة الوضوح: الرئيس بايدن سيتحرك لحماية الجنود الأمريكيين وقوات التحالف”.
رد واشنطن على هجمات العر اق
وتأتي هذه الغارات بعد ثلاث هجمات بالصواريخ مؤخراً على منشآت يستخدمها الجيش الأمريكي وقوات التحالف في العراق في حربهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأدى هجوم صاروخي في 15 فبراير/شباط على قاعدة جوية في كردستان تؤوي جنوداً أمريكيين إلى مقتل مدني ومتعاقد أجنبي وجرح آخرين بينهم عسكري أمريكي.
الهجمات في العراق التي يعتقد أن جماعات مسلحة تعمل بتوجيه من إيران تقف وراءها شكلت تحدياً لإدارة الرئيس جو بايدن، مع فتح الأخيرة الباب أمام استئناف المفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي.
إذ تقول إدارة بايدن إنها تريد إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 والذي يهدف إلى منع الجمهورية الإسلامية من امتلاك أسلحة نووية لكنها مع ذلك ترى أيضاً في ايران تهديداً أمنياً مستمراً في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
الهجمات المتكررة تغضب واشنطن
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي قال مسؤولو أمن عراقيون، إن ثلاثة صواريخ ضربت قاعدة “بلد” الجوية العراقية، في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد، مما أسفر عن إصابة متعاقد عراقي، فيما يشير أول المعطيات إلى أنه تم استهداف هذه القاعدة لاستضافتها قوات أمريكية أو متعاقدين أمريكيين.
حسب وكالة “رويترز” للأنباء، فإن المصادر الأمنية المذكورة رفضت نشر أسمائها، فيما لم تعلن بعدُ أي جهةٍ مسؤوليتها عن الهجوم، في الوقت الذي أكدت فيه جماعات مسلحة، يقول بعض المسؤولين العراقيين إنها مدعومة من إيران، مسؤوليتها عن هجمات مماثلة في السابق.
فيما ردت واشنطن على الهجمات الأخيرة، إذ قال البيت الأبيض حينها إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على تحديد المسؤول عن الهجوم.
عند الضغط عليها للتعليق على إمكانية القيام بردٍّ انتقامي ضد المسؤولين عن الهجوم، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن الرئيس “يحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها”.
واستدركت ساكي: “لكننا سننتظر إلى أن يجري إسناد (الهجوم إلى جهة ما) قبل أن نتخذ أي خطوات إضافية.. أودُّ أن أنقل لكم أن الدبلوماسية تحظى بالأولوية عند هذه الإدارة”.
كما يأتي الهجوم قبل ثلاثة أسابيع فقط من زيارة للعراق يجريها البابا فرنسيس، في مارس/آذار المقبل، من المقرر أن تشمل أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المستقل.
من جانبها، قالت إيران إنها تعارض أي أعمال تضرُّ بأمن العراق، ونفت إشارة بعض المسؤولين العراقيين إلى صلتها بالجماعة التي أعلنت مسؤوليتها عن هجوم أربيل.
إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، لوسائل إعلام رسمية: “تعتبر إيران استقرار العراق وأمنه مسألة حاسمة بالنسبة للمنطقة.. وترفض أي عمل يخلُّ بالأمن والسلام في ذلك البلد”، وأدان ما اعتبرها “محاولات مريبة لنسب (الهجوم) إلى إيران”.