وكالات – كتابات :
اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، “جون بولتون”، أن رغبة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، بالعودة لـ”الاتفاق النووي”، مع “إيران”: “كارثية”، مشددًا على أن “طهران”: “تمثل خطرًا أساسيًا على أمن واستقرار المنطقة”.
وقال “جون بولتون” في حوار مطول مع فضائية (سكاي نيوز عربية)، إن عودة “أميركا” إلى “الاتفاق النووي”، مع إيران، ستكون: “كارثية على منطقة الشرق الأوسط”.
موضحًا: “الاتفاق النووي الأصلي، المبرم في 2015، لم يكن اتفاقًا جيدًا؛ لأنه لم تكن لدينا أية أدلة من إيران منذ البداية على أنها قررت بالفعل التخلي عن السلاح النووي، والاتفاق نفسه سيتيح لها مواصلة تخصيب (اليورانيوم)، وهذا خطأ جسيم، فهو يتيح لها الكثير من التخصيب، والقيام بـ 70 بالمئة من عملها للوصول لسلاح نووي. لقد ارتكبت إيران بالفعل العديد من الانتهاكات خلال ذلك الاتفاق، في مسعاها لمواصلة برنامجها النووي وإخفاء الكثير عنا”.
كما أشار مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق؛ إلى أنه ليس من الصائب العودة إلى الاتفاق في هذا التوقيت تحديدًا، قائلاً: “تغير كبير طرأ على الشرق الأوسط منذ عام 2016، فقد حصل زلزال تكتوني كبير في المنطقة، وخلال الأشهر القليلة الماضية كانت هناك اتفاقات بين البحرين والإمارات مع إسرائيل، ولحق بهما السودان والمغرب، وهناك دول أخرى ربما تلتحق بهذا المسعى”.
وتابع: “هذا يعني أن هناك إدراكًا بأن التهديد الأكبر للشرق الأوسط، هو إيران وملفها النووي وصواريخها (الباليستية) ودعمها للإرهابيين وتدخلها بدول في المنطقة؛ مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان”.
ولدى سؤاله عما إذا كان يؤيد موقف إدارة “بايدن”، التي تفكر في العودة إلى الاتفاق، لكن ليس بصيغته الماضية، وإنما بعد إضافة عناصر إليه تتعلق بالبرنامج الباليستي الإيراني وأنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، أبدى شكه في موافقة “إيران” على ذلك.
واستطرد بالقول: “ليس كافيًا أن نقول إن الاتفاق الأصلي كان مقبولاً، وعلينا أن نضيف عناصر أخرى له، لأن إيران قامت بأشياء سيئة كثيرة.. وعندما تتيح الولايات المتحدة بناء مفاعلات نووية سلمية حول العالم، فإنها تُصر على أن تكون هذه التكنولوجيا محترمة للمساعي السلمية وليس لتخصيب (اليورانيوم) و(البلودويوم)، وعندما يلتزم حلفاؤنا في المنطقة بذلك، فمن غير المنطقي أن نجد إيران تخصب (اليورانيوم).. لذا يجب ألا يسمح الاتفاق لإيران بالتخصيب”.
أما فيما يتعلق بسياسة الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، تجاه “إيران”، والتي عُرفت بـ”سياسة الضغط الأقصى”، وما إذا كانت قد نجحت في ردع “طهران” عن دعم وكلائها في المنطقة، أجاب “بولتون” بأنها: “فشلت”.
وقال: “لم تكن ناجحة؛ لأن الضغط لم يكن في حده الأقصى، كانت لدينا خلافاتنا داخل إدارة ترامب، وأعتقد أن ضغطًا أكبر كان من الممكن أن يحدث تغييرًا أكبر في إيران”.
وأشار “بولتون” إلى إعتقاده بأن النظام الإيراني الحالي: “لن يتنازل أبدًا عن السلاح النووي”.
وقال: “لا أعتقد أن النظام الحالي في إيران؛ سيتخلى أبدًا عن السلاح النووي. كانت حملة الضغط تهدف لإنهيار النظام من الداخل ليتمكن الإيرانيون من اختيار حكومتهم.. طالما أن نظام الملالي يحكم إيران فلن يتخلى أبدًا عن هذا المسعى، كل ما يريده النظام هو أن يتم تخفيف العقوبات”.
وعن الإجراءات التي ينبغي القيام بها لردع النظام الإيراني، قال “بولتون”: “أعتقد أنه عندما لا يمكنك تغيير السلوكيات، فإنه يجب النظر للمصالح، وعندما تكون هذه المصالح على المحك وتهدد الجيران في المنطقة كحلفاء أميركا، يكون الخيار هو تغيير النظام. يجب أن نوقف إيران قبل أن تمتلك قدرات خطيرة في المسار النووي”.
واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق؛ أن الخيار العسكري في التعامل مع “إيران” يجب أن يكون: “مطروحًا”، مشددًا في الوقت نفسه على أنه: “آخر الخيارات”. وتابع: “الخيار العسكري هو الأخير، لكنني أعتقد أنه إذا أردنا ألا تمتلك إيران أسلحة نووية، لأننا نخاف من أن تلك القدرات قد تسقط في أيدي أنظمة متشددة قد تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط، علينا أن نتساءل هل نحن مستعدون لاتخاذ خطوات حيال ذلك ؟، وإذا لم نتمكن من إطاحة النظام الإيراني علينا أن نفكر في الخيار العسكري، ليس لأننا نريد ذلك، ولكن لأنه الخيار الوحيد المتبقي”.