الوقت- تصل تقارير من العدو الاسرائيلي لم تنفها السلطة الفلسطينية، حول دعم الأخيرة بهدوء لرئيس الوزراء الاسرائيلي في انتخابات الكنيست المقبلة، حيث كشف تقرير اسرائيلي النقاب عن اتصالات أجرتها السلطة الفلسطينية مع حزب الليكود (حزب ينتمي له نتنياهو) للعمل على تعزيز فرص فوز بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية في الانتخابات المقررة في ال 23 من آذار المقبل، من خلال تشجيع الفلسطينيين في إسرائيل على التصويت لليكود، أو الامتناع عن التصويت للقائمة المشتركة، بسبب مخاوف السلطة الفلسطينية من انتخاب غدعون ساعر أو نفتالي بينيت.
في التفاصيل، بحث نائب الوزير “الإسرائيلي”، فطين ملا، مع أعضاء في “لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي” التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في انتخابات الكنيست التي ستجري في ال 23 من آذار المقبل، وفي “مساعدة” محتملة من جانب السلطة الفلسطينية لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية في رام الله قولها إنها “متحفظة” من اتصالات كهذه، وأن “السلطة الفلسطينية أجرت في الأسابيع الأخيرة اتصالات سرية مع الليكود حول دعم هادئ من جانب السلطة لنتنياهو، بواسطة نشاط مقابل “عرب إسرائيل” وتشجيعهم على دعم الليكود، أو على الأقل ألا يدعموا القائمة المشتركة”.
وأضافت الصحيفة إن “هذه الاتصالات لم تُثمر وتوقفت مؤخرا، لأسباب تقنية على ما يبدو”. ومثّل نائب الوزير في مكتب رئيس حكومة العدو، فطين ملا، الليكود في هذه الاتصالات. وشارك في الاتصالات عن السلطة الفلسطينية “لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي” التي يرأسها عضو قيادة حركة فتح، محمد المدني، المقرب من محمود عباس، حسب الصحيفة العبرية.
وأفاد التقرير أيضًا بأنّ الفلسطينيين دعوا ممثلي الليكود لإجراء محادثات وجهًا لوجه في رام الله، لكن الجانب الإسرائيلي تراجع، على ما يبدو لاعتبارات أمنية. وقال مصدر إن الفلسطينيين شعروا بالإهانة جراء ذلك، وأن المسألة لم تحقق تقدمًا.
وقالت مصادر في رام الله أنه بعد الدعوة إلى الانتخابات الإسرائيلية في نهاية العام الماضي، توصل محللو السلطة الفلسطينية إلى استنتاج مفاده بأن الحملة ستكون معركة بين حزب الليكود اليميني وحزب “أمل جديد” الأكثر تشددًا بقيادة جدعون ساعر، إلى جانب حزب “يمينا” اليميني المتشدد بقيادة عضو الكنيست نفتالي بينيت، حيث يفضل الفلسطينيون حزب الليكود الأكثر اعتدالاً نسبيًا بزعامة نتنياهو.
وأفادت المصادر بأن الفلسطينيين يخشون من أنه في حالة وصول ساعر أو بينيت للسلطة، فقد يؤدي ذلك إلى خطوات أحادية الجانب مثل ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية. وأكّد الملا أنّه كانت هناك محادثات، لكنه وصفها بأنها ناقشت “أمورًا مختلفة على نار هادئة”، قائلاً للصحيفة العبريّة: “نحاول أنْ نفعل الخير لإسرائيل والشرق الأوسط. لا يمكنني الخوض في تفاصيل أكثر من ذلك، مُضيفًا أنّ “القائمة المشتركة” لا تمثل الشعب الفلسطينيّ، على حدّ زعمه.
الحوار مع الجانب الاسرائيلي أياً كانت اسبابه ومحاولة دعم حزب اسرائيلي ما، هي خطوة خطيرة في تاريخ الصراع الفلسطيني_الاسرائيلي، لأن العدو الاسرائيلي لم يقدم على اي خطوة ايجابية أو بادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين، وكل ما يقوم به هو سرقة اراضيهم واستغلالهم، وشن حروب عليهم وقتل ابنائهم جهارا نهارا.
ناهيك عن قضم الأراضي. العدو الاسرائيلي يحاصر الفلسطينيين ويمنع عنهم كل شيء، ولو استطاع لحرمانهم تنفس الهواء، واليوم كورونا تتنشر في فلسطين، ولا توجد أدوية ولا علاج ولا حتى لقاح، حيث منعت اسرائيل وصول اللقاح للفلسطينيين، وجميعنا شاهد التقارير التي تفيد بتعمد نشر كورونا في سجون الاحتلال ليصاب اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ويلقون حتفهم، على اعتبار ان العدو الاسرائيلي يحرمهم من أبسط حاجاتهم الأساسية، مثل مواد التنظيف والمعقمات.
يضاف إلى ما سبق عمليات قضم الاراضي التي تجري حاليا، ولا ننسى ان نتنياهو هو من حرض الولايات المتحدة الامريكية لاتمام “صفقة القرن” وبعد كل هذا تخرج اصوات لتقول ان نتنياهو اكثر اعتدالا من غيره. على اي اساس يمكن دعم سياسي قاتل مجرم فاسد مثل نتنياهو، مقابل ماذا. مقابل لاشيء. فقط المزيد من الحصار والمزيد من الشهداء والمزيد من الدماء والمزيد من قضم الاراضي.
بالعودة للتقرير حول دعم السلطة لليكود. عقّب ساعر على التقرير في تغريدة قال فيها: “محاولة نتنياهو إشراك شخصيات في منظمة التحرير الفلسطينية في الانتخابات الإسرائيلية هي مستوى جديد من الانحطاط. لا يوجد لنتنياهو خطوط حمراء، وهو يثبت مرارًا أن لديه فقط مصالح شخصية تفوق المصلحة الوطنية”.
وقال عضو الكنيست متان كهانا من حزب “يمينا” إنّ التعاون المزعوم مع السلطة الفلسطينية برئاسة عباس هو “خطوة أبعد من اللازم اتخذها حزب الليكود تحت قيادة نتنياهو”. وكتب كهانا في تغريدة على تويتر أن “اتفاقًا انتخابيًا سريًّا” مع عبّاس يُشكِّل “سابقة خطيرة”.
ويسعى نتنياهو إلى الحصول على دعم مواطني إسرائيل العرب قبل انتخابات 23 آذار ، في تحول صارخ عن سياسة حزبه السابقة، بما في ذلك تحذيرات لا أساس لها من الصحة بشأن تزوير الانتخابات في البلدات العربية والهجمات المتكررة على المشرعين العرب، وبأمر من نتنياهو فقد تمّ إدراج المرشّح العربيّ، نائل زعبي، في المكان الـ39 في قائمة الليكود، وهو المكان الذي لن يُدخله إلى الكنيست، لأنّ الاستطلاعات تؤكِّد حصول حزب نتنياهو في أحسن الأحوال على 30 مقعدًا.
وبحسب آخر إحصاء إسرائيلي رسمي، وصل عدد المواطنين العرب الفلسطينيين (مسلمون ومسيحيون) في إسرائيل (1,930,000) يشكلون 21 بالمئة من إجمالي السكان، البالغ عددهم 9 ملايين و190 ألف مواطن.